رئيس التحرير
عصام كامل

السياحة في تركيا.. سمعة على الفاضي


"الشعب التركي لا يرحب بالسياح وخصوصًا العرب ويتعامل معهم بجفاء وغلظة بدءًا من المطار ولا تجد شخصًا يبتسم إلا نادرًا"، هذه ليست كلماتي ولكن كلمات عضو بمنتدى "المسافرون العرب"، هذه الكلمات تعكس بعض ما واجهته في زيارة قصيرة لتركيا.. الزيارة التي صدمتني جعلتني أتأمل الحفاوة والابتسامة التي يستقبل بها المصريون السياح.


فقد كنت في زيارة قصيرة إلى تركيا وقررت زيارة المعالم السياحية في مدينتي إسطنبول وبورصة.. ظننت للوهلة الأولى مما سمعت أن السياحة هناك "ستدهشني" فوجدت أن قبلة السياح العرب حاليا أو الدولة التي تستقبل عددا كبيرا من العرب وغير العرب لا تتميز عن مصر بل إننا نملك من المقومات الكثير مما لا يملكونه ولكننا ربما لا نحسن توظيف هذه المقومات.

في البداية، شعرت في تركيا بما قد يشعر به السائح الأجنبي أو حتى العربي عندما يزور مصر من محاولات استغلال.. فما أن تسأل عن شيء في إسطنبول إلا ويقفز أمامك من يحاول استغلاك.. الحصول على المعلومات صعب جدا.. فإذا أردت السفر من بلد إلى بلد داخل تركيا بمفردك وسألت عن مكان الأتوبيسات المتجهة لوجهتك، سرعان ما قفز لك من يعرض عليك أن يصطحبك إلى هناك بأضعاف ما يمكن أن تدفعه وإن لم توافق لا تحصل على إجابة عن سؤالك.

المصري الذي لم يتلق تعليمًا إنجليزيًا ويعمل في منطقة الأهرام يتعلم الإنجليزية بالتجربة والخبرة حتى يستطيع التواصل مع السائح.. أما في تركيا، فلا أحد يتكلم الإنجليزية، باستثناء العاملين بالفنادق والمرشدين السياحيين، بخلاف ذلك يجب أن تتعلم التركية حتى تتواصل معهم.

القومية التركية أثرت فى الحياة بتركيا حتى أن هذا البلد السياحي المشهور لا يضع لافتات بأي لغة بخلاف التركية.. وتخيل أن تسير في الشارع وأنت لا تعرف أي شيء، وإن قدت سيارة أو حتى ركبتها عليك أن تظل كالسجين لا تعرف أين أنت إلى أن تصل إلى المزار السياحي الذي ترغبه.. فكيف لبلد يرغب دائمًا في عضوية الاتحاد الأوروبي ألا يستخدم أي لغة بخلاف التركية.

الأهم من ذلك طريقة التعامل مع السياح، ففي تركيا تشعر بالفظاظة وضيق الصدر، ولست متحيزا هنا، فتكرار المواقف ليست مصادفة، بينما لا تجد سائحًا يزور مصر إلا ويعبر عن دفء مشاعر المصريين واهتمامهم بالسياح.

وحتى لا يظن القارئ أني متحيز، فعندما تبحث عن معلومات عن السياحة في تركيا على محرك بحث "جوجل" ستجد موضوعًا في منتدى بعنوان "زاد المسافر" بعنوان "السياحة في تركيا بوجهها التعيس" يقول كاتبه: "أغلب الشعب التركي لا يجيد العربية ولا الإنجليزية، ونسبة كبيرة منهم يظهرون لك التمعر والعبوس والتذمر".. ومن بين مظاهر الاستغلال التي واجهتها في تركيا وأكدها منتدى "زاد المسافر" عدم وجود أسعار على المنتجات في معظم المحال.

من بين المظاهر السلبية التي تجدها في تركيا، وأكدها منتدى "المسافرون العرب": استغلال السياح في المطاعم".. وقد واجهت ذلك شخصيًا، لكن بعض الأصدقاء كانوا قد حذروني مسبقًا، ومع أول مطعم أدخله، سعى المسئول للحصول على 50 ليرة إضافية ظنًا أنني لن لا أراجع الحساب.

أشرت في مقال سابق إلى تقرير "منظمة السياحة العالمية" التي أكدت زيادة عدد السياح الذين استقبلتهم مصر في عام إلى 8 ملايين سائح في الشهور الأولى لعام 2017، وهو أكثر بقليل من نصف عدد السياح الذين زاروا مصر في عام 2010، حيث بلغ عدد السياح إلى مصر في ذلك العام 14 مليون سائح 2017.

مصر لديها الكثير من المقومات التي لا تتوفر في بلاد أخرى، فقط علينا أن نستعيد الأمان، فرغم كل شيء لا توجد في تركيا سيارة شرطة أمامك ولا خلفك لتؤمنك أو تؤمن السياح الأجانب.. بخلاف ذلك، فتركيا لا تستحق أن تكون قبلة السياح العرب، فالسياحة فيها.. سمعة على الفاضي.
الجريدة الرسمية