رئيس التحرير
عصام كامل

«إيمان».. سنوات من الحياة بين خيوط التريكو «تقرير مصور»

فيتو

غرفة يكسوها اللون الوردي، ولمساته النسائية التي تحيكها يد "إيمان" مع كل "لفة" للخيط حول إصبعها، بإحكام وحرفية من تمرس في المهنة منذ عشرات السنين، هدوء وصمت يحفان الفتاة العشرينية، وهي جالسة في عالمها الخاص.



نمت هواية التطريز بالتريكو عند "إيمان محسن" خريجة كلية الآداب، منذ كانت في المرحلة الابتدائية، "مدرسة الاقتصاد المنزلي كانت بتشجعني إني اتعلم التريكو".


حين كانت في المرحلة الإعدادية، قررت أن تقدم إلى والدتها الهدية على طريقتها الخاصة من خلال عمل "مفرش" بالتريكو وإهدائه لها، ليكون هو نقطة انطلاقها حينما شجعها البعض على عمل قناة على موقع "يوتيوب"، لتعلم فنون التريكو وأنواع الغُرز، خاصة وأن تخصصها الدراسي بعيد عن هذا العمل، فكانت تحتاج في البداية إلى التعلم الذاتي.


"بدأت أشوف إزاي الغرز بتتعمل، كنت الأول اعمل كوفية صغيرة، من خلال يوتيوب، بقيت أعرف أعمل كل حاجة"، وتعتبر إيمان موسم الشتاء هو غنيمتها الكبرى كل عام "زي ما الفاكهة ليها مواسم، شغلي كمان ليه وهو فصل الشتا، علشان بشتغل على كوفيات وشالات".


كان الأمر في البداية مجرد ممارسة طقسية لهواية نشأت عليها، لكنها حين كانت تستقل إحدى عربات المترو، أوقفتها إحدى الفتيات لتبدي إعجابها بقفاز كانت ترتديه، مما جعلها تتأكد أنها في حاجة أن يعرفها الكثيرون، "بدأت أبيع لصاحباتي في الجامعة، وهما يطلبوا شغل هدايا لصاحباتهم".


ترافقها تلك الخيوط في عملها بإحدى الشركات، فكلما حان وقت الفراغ، تجلب الخيوط والإبرة من حقيبتها وتشرع في إنها "أوردر" أو هدية لإحداهن.


حرص إيمان على تعلم الغُرز بكافة أنواعها من خلال "يوتيوب" مكنها من تطويع الإبرة والخيوط حسبما تشاء، فلا يمكن لأي تصميم أن يتعقد أمامها، "عملت توك للشعر وجرابات".


وفي خطوة تعد هي الأهم في مسار موهبتها، وهي إقبالها على صناعة السجاد اليدوي بالتريكو، وهذا قد لا يألفه الكثيرون، لكنها تمكنت من تحقيق ذلك "عملت سجادة على شكل قلب واستخدمت الشمع في لحامها ببعضها، وكنت ناوية أكمل لكن غلاء الأسعار منعني من ده، لأن خيطها غالي"، فاقتصرت صناعة السجاد على "الأوردرات" التي تأتيها من بعض الزبائن.


ما يميز منتجات إيمان نزول أسعارها لمتناول الجميع، "مش ببيع بالأسعار الخرافية اللي بنسمعها برة الكوفية بـ 200 و300 لا أنا بخاطب الكل بحيث كل بنت وست تقدر تشتري اللي عايزاه".


حتى فترة قصيرة، كانت منتجات إيمان تقتصر على صديقاتها ومحيط العمل والمنزل، حتى قررت أن تدشن مجموعة على موقع "فيس بوك" وتدعو إليها صديقاتها، وهن بدورهن يضيفن معارفهن، حتى وصل عدد متابعي "جروب إيمان" إلى 7000 شخص، "بعملهم سجاد ولبس وميداليات وبقابلهم أديهم الشغل، وكله من خلال فيس بوك".


"أنا شايفة إن ممكن الواحد يكون ناجح في شغله لكن مش كفاية، لازم ينمي موهبته ويحس إنه بيعمل حاجة بيحبها"، فيكفيها أن تستمع لعبارات الثناء والإعجاب بما تفعل، حتى يتعزز لديها إحساس أنها لم تخطئ في تنمية موهبتها التي حولتها إلى "خبيرة" صغيرة في مجال صناعة التريكو.
الجريدة الرسمية