رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سعد الدين إبراهيم: دعوات زيادة مدة الرئاسة في الدستور نفاق.. والرئيس لم يطلب التعديل

فيتو

  • السيسي سيفوز في الانتخابات المقبلة لغياب المنافسين
  • ملف الحريات بمصر ليس على ما يرام والدليل تخفيض أمريكا لمعونتها 
  • الإخوان يفعلون كل ما يستطيعون للإساءة للعلاقات بين مصر والدول الأخرى
  • سوزان مبارك كانت طالبة مجتهدة عندى ولم تساندني أثناء اعتقالي في عهد زوجها
  • البرلمان ملكي أكثر من الملك
  • شعبية الرئيس تراجعت من 90% إلى 65% 
  • الحكومة تتلقى تمويلات من نفس المصادر التي تمول المجتمع المدني 
  • مصر تتلقى مساعدات من الصين وروسيا أكثر من أمريكا
  • هويتي مصرية وأسافر الدول العربية وأوروبا أكثر من سفري لأمريكا
  • المشهد على الساحة العربية مضطرب وهناك دول بها توترات داخلية
  • الأزمة القطرية مع بعض الدول العربية في طريقها للحل 
  • السادات أفضل العهود السابقة من حيث الإنجازات
  • مبارك كان موظفا بدرجة رئيس 

عاصر السياسي العجوز كل العصور منذ عهد عبد الناصر وحتى الرئيس السيسي، تقدم به العمر لكن لا يزال عقله ناضجًا، ويقوم بعمله كمدير لمركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، ويذهب إلى المقر بصفة مستمرة متعكزًا، يبدي رؤيته للأحداث ويحللها، تظهر عليه علامات الشيخوخة، لكنه لا يستسلم لها ولم يتوقف عن مهامه ورسالته وخاصة في سفره المستمر للخارج من حين لآخر كأحد مؤسسي الحركة المصرية الحديثة للمجتمع المدنى، اعتقل في أواخر عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث كان من المقربين له في العشر سنين الأوائل، ثم انقطع الاتصال بينهما في العشر سنوات الوسطى، ثم تم اعتقاله في العشر الأخيرة، يصف عبد الناصر بعصر الشعبية الكبيرة، والسادات بعهد الإنجازات، والسيسي خليط ما بين شعبية عبد الناصر ودهاء وحصافة السادات.

إنه الدكتور سعد الدين إبراهيم، المحلل السياسي ومدير مركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، الذي حاورته "فيتو" عن الأوضاع السياسية في مصر.. وإلى نص الحوار:


*بداية.. ما توقعاتك لانتخابات الرئاسة المقبلة؟
الرئيس السيسي سيفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، نظرًا، لأنه لم يبد في الأفق إلى الآن أن هناك منافسًا قويًا يمكن أن يفوز عليه، والسبب في عدم وجود منافس حتى الآن قد يرجع إلى غياب حرية التنظيم أو حرية العمل السياسي أو المؤتمرات الجماهيرية، أو حرية الإعلام، بالتالى لم تظهر قيادات أخرى منافسة حتى الآن.

*كيف ترى الدعوات لتعديل الدستور لزيادة مدة الرئاسة من 4 لـ6 سنوات؟
دعوى منافقة متزلفة وخائبة، وأتمنى ألا تنجح وأرجو أيضًا من الرئيس السيسي نفسه أن يضع حدا لهذا الأمر، نظرا لأن مجلس النواب يعمل على حسب الطلب، وهم يلبون أي دعوة، أحيانا يكون هناك ملكيون أكثر من الملك نفسه، الرئيس لم يطلب هذا الأمر وهم يتسابقون إلى التزلف والنفاق كما أن هذا الأمر يعد تلاعبا بالدستور، نظرا لأن الدستور له مدته ولابد من احترامه، واحترام نصوصه، وخاصة أنه تم وضعه منذ ثورتين، هل نبدأ في التلاعب في نصوصه من الآن.

*كيف ترى ملف الحريات في مصر في الوقت الحالى؟
متدهور بدليل ما حدث في الكونجرس الأمريكى، من حجز ما يقرب من نحو 200 مليون دولار من المعونة الأمريكية لمصر، بسبب ملف الحريات، تذهب لهم تقارير من منظمات حقوقية دولية وأمريكية ومصرية، بالتالى ملف الحريات ليس على ما يرام، وهناك أصوات أيضًا تم إخراسها، ولا يستطيع أحد إجبار أمريكا على إعطاء المعونة لمصر، نحن من نحتاج إليها، وفى حال أن مصر لا تحتاجها فلا بأس من ذلك، أمريكا لديها تعدد قوى ومنابر وجماعات ضغط، من ضمن جماعات الضغط هناك من يهمه حقوق الإنسان، بالتالى يربط بين المعونة والتحسن في ملف حقوق الإنسان، فمن الواضح أن ملف حقوق الإنسان في الفترة الأخيرة لم يكن على ما يرام.

*كيف ترى مستقبل مصر فهناك من يقول إن الرئيس السيسي رجل الإنجازات وآخرون يرون غير ذلك؟
بالطبع أي شخصية قيادية مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي تختلف الآراء عليها، وهناك معايير لقياس الإنجاز منها المعلومات الواردة من جهاز التعبئة العامة والإحصاء، ترصد حالة البلاد خلال الفترة الماضية مقارنة بما كانت عليه، والنقطة الثانية علاقات مصر الإقليمية والخارجية، فالقياس يكون في الداخل أولا من خلال الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء الذي يقدم لنا معلومات وافرة عن كل جوانب الحياة في مصر، من حيث تكلفة المعيشة ومعدلات النمو والدخل، ومن حيث أيضًا الوفيات وغيره، نستطيع مقارنة فترة الرئيس السيسي بما قبلها من فترات.

الأمر الأهم الذي يغفل عنه الكثيرون المسألة الأمنية، الحالة الأمنية في البلاد، هنا الرئيس السيسي في بداية عهده أخذ تفويضًا من الشعب بمواجهة الإرهاب، وكان تفويضًا بنسبة عالية للغاية، ما الذي حدث، هل تناقص عدد المواجهات أم تزايد؟ وأيضًا كم عدد ضحايا المواجهات؟ كل ذلك يمكن القياس من خلاله.

*هل تتوقع حلا للأزمة القطرية الأخيرة مع بعض الدول العربية؟
الأزمة القطرية مع أربع دول عربية فقط وليست مع كل الدول العربية، الأزمة في طريقها للحل حاليا، ولن تستمر كثيرا، وهناك من يسعى لحلها حاليا مثل الكويت وأمريكا وبريطانيا وأيضًا سلطنة عمان، وأطراف عديدة تسعى لإنهائها.

*هل كنت من المقربين للرئيس الأسبق حسنى مبارك؟
في فترة ما كنت من المقربين إليه وتحديدًا الأولى، وفى الفترة التالية من حكمه لا، بدليل أنه في العشر سنوات الأخيرة له تم حبسى ثلاث مرات، فليس من الممكن أن أكون مقربا وأحبس، أربع سنوات سجنا. 

*كيف كانت سوزان مبارك أثناء تدريسك لها بالجامعة الأمريكية وهل وقفت بجانبك أثناء اعتقالك وخاصة أنها كانت تلميذتك؟
لم تقف بجانبي أثناء اعتقالي، لكن فيما يخص دراستي لها فكانت طالبة مجتهدة ومهذبة، لم يكن لها وساطة في الحصول على الدرجات العلمية من الجامعة الأمريكية، هي لم تحصل على الدكتوراه لكنها حصلت فقط على الماجستير، لم تحاول أن تستغل موقعها كزوجة الرئيس للحصول على أي امتيازات لا تستحقها، ما لها وما عليها، وأنا كأستاذ جامعى لم يكن لدى حسابات لمثل هذه الأمر، أي أنها زوجة رئيس الجمهورية.

*هل إخوان أمريكا بالفعل قادرون على زلزلة العلاقات بين القاهرة وواشنطن؟
إخوان مصر قادرون وأيضا إخوان أوروبا وليس أمريكا فقط، الإخوان في كل مكان في العالم لهم ملف وقضية، وقضيتهم ضد النظام في مصر، وهم يفعلون كل ما يستطيعون للإساءة للعلاقات بين النظام المصرى وأنظمة الدول الأخرى، وخاصة الدول التي تحتاج منها مصر إلى معونة، ونحن نتلقى مساعدات من الصين أكثر من أمريكا ومن روسيا أيضا، ومن دول عربية أكثر من المعونات التي تأتينا من أمريكا.

*هناك من يتحدث عن هوية الدكتور سعد الدين إبراهيم مصرية أم أمريكية وخاصة بعد سفره المتكرر إلى هناك.. ما ردك؟
الكل يحكم، لا يوجد لي كتاب أو مقال في أمريكا ولا تصريح أيضًا، أسافر الدول العربية وأوروبا أكثر من سفرى لأمريكا، والهوية "مصرية".

*بماذا ترد على من يتمنى عودة عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك مرة أخرى؟
الجميع له رأي، ومن حق المواطن الحنين إلى العهود السابقة، مثل الحنين إلى عبدالناصر، أو الحنين للسادات، ظاهرة الحنين للماضى تكون نتيجة الإحساس بعدم الرضا بالحاضر.

*بتجاربك السابقة وممارساتك السياسية.. ما أفضل العهود حتى الآن ناصر أم السادات أم مبارك أم السيسي؟
(السادات) هو أفضل العهود السابقة، أنا "ناصرى" ولكن بالحكم الموضوعي (السادات) كان أفضل العهود، ففى عهده وقعنا معاهدة السلام وانتهت الحروب، وفى عهده أيضًا انفتحنا اقتصاديًا ونما الاقتصاد المصرى، لكن فيما يخص الشعبية فكان عبد الناصر هو الأكثر شعبية، لكن الإنجاز كان للسادات، وفى السنوات العشر الأولى من حكم مبارك كان هناك إنجازات، لو قارنا العهود السابقة جميعها فالسادات هو الأفضل، ومبارك كان موظفًا بدرجة رئيس، والرئيس السيسي خليط جزء فيه ناصرى وجزء آخر ساداتى، من حيث الشعبية فيه الجزء الناصرى، ومن حيث الحصافة والدهاء ساداتى.

*هل هناك منظمات مجتمع مدنى مشبوهة؟
إذا كان هناك منظمات مجتمع مدني مشبوهة، فهو تقصير من قبل أجهزة الأمن؛ نظرًا لأنه أنه إذا كان هناك شك في منظمة مشبوهة ينبغى على الأمن أن يقدمها للمحاكمة، أما فيما يخص تمويل المنظمات من الخارج فالحكومة أيضًا تمول من الخارج، نفس المصادر التي تمول الحكومة تمول أيضا المجتمع المدنى، مع فارق أن الدولة تحصل على عشرة آلاف في المائة، مما يحصل عليه المجتمع المدنى بأكمله، المجتمع المدنى لا يحصل حتى على 20 مليونًا، بينما الحكومة تحصل على مساعدات عشرين مليارًا فهناك فارق كبير بينهما.

*هل نحن نسير حاليًا في اتجاه عكسي لثورة يناير؟
بالطبع، ولكن ثورة يناير اختطفت عدة مرات، بالتالى من قام بها الشباب الثوري الذي قام وضحى في سبيلها، خرج من هذا الأمر صفر اليدين بلا أي استفادة، من قاموا بالثورة بعضهم أصابه الاكتئاب والبعض الآخر هاجر من مصر والبعض الآخر في السجون.

*هل ترى أن هناك تقصيرا من الأجهزة الأمنية في محاربة الإرهاب؟
لا يوجد تقصير، الأجهزة الأمنية تقوم بدور لا بأس به في محاربة الإرهاب، ما ينقص وهو أمر مهم أن الإرهاب لا تتم مقاومته أمنيا وفقط، يبدأ كفكرة في عقول البشر، بالتالى لابد أن تبدأ في مقاومة الإرهاب في عقول البشر، الفكر المضاد.

*هل الإرهاب حاليًا مرتبط بالإخوان؟
بالطبع نعم، والأمر يحتاج إما المصالحة مع الإخوان أو إعادة تأهيل الشباب، إعادة التربية، منذ البداية وليس ترك الأمر كما هو وكفى.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
Advertisements
الجريدة الرسمية