رئيس التحرير
عصام كامل

سليمان الحكيم


أزعم أن علاقة ود واحترام متبادل تجمعني بالكاتب الصحفي سليمان الحكيم، وأزعم أنه أحد المؤيدين بل والمتعصبين لثورة 30 يونيو، ويقيني أنه لم يكن راضيًا عن الأسلوب الذي انتهجه قلة من الزملاء بعد أن فروا إلى قطر وتركيا واعتلوا منابر إعلامية سخروها للهجوم على الرئيس السيسي والحكومة، ودأبوا على تحريض الشعب ضد النظام، وتجاوزوا المهنية وتطاولوا على شخص الرئيس وأسرته، وأعلم أن سليمان الحكيم حاول بشتى الطرق إقناع أحد الزملاء بالعودة إلى مصر.


وفي جلسة جمعتني به.. أعرب الرجل عن استيائه من تعنت هذا الزميل الذي يهم الحكيم أمره.. واستمراره في التطاول على الرئيس، وطلب مني شخصيًا التواصل معه لإقناعه بالعودة والتوقف عن الهجوم غير المبرر على المسئولين المصريين وفي مقدمتهم الرئيس.

كلام كثير في جلسة قصيرة كلها عدم رضا واستنكار وهجوم على الذين يطلون من شاشات تمولها وتأوي العاملين فيها قطر وتركيا، ليس هذا فقط.. بل إن سليمان الحكيم تطرق في الجلسة نفسها إلى مستقبل مصر المشرق في ظل قيادة السيسي الذي لبى نداء الشعب عندما ثار على جماعة الإخوان وأزاحهم من الحكم، كان سليمان الحكيم يعكس ما قاله في جلستنا من خلال مقالاته التي لم تكن تخلو من هجوم مستمر على جماعة الإخوان.

وما بين يوم وليلة تحول الحكيم إلى النقيض، يهاجم السيسي وقرارات الحكومة، ولم أتحسس ثناءً في مقالاته على الرئيس إلا الذي كتبه عن أحد الخطابات التي ألقاها السيسي خارج مصر، بعدها كان الهجوم الذي يطال الجميع هو القاسم المشترك في كل مقالاته، لم أتوقف أمام هذا التحول من كاتب بحجم سليمان الحكيم، حتى لو كان السبب هو استياءه من الامتثال لكمين شرطة طلب منه تحقيق الشخصية وهو في طريقه لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وبصرف النظر عن تفاهة السبب من وجهة نظر الكثيرين.. فالرجل اختار النقد والهجوم قاعدة ينطلق منها في كل مقالاته، للرجل ما أراد، يكتب ما يحلو له في المكان الذي يريده والوقت الذي يختاره، فالحرية كلها كان يمارسها، حتى تلميحاته عن مضايقات من الممكن أن يتعرض لها.. كانت مجرد تخمينات كتبها على حسابه الشخصي في "فيس بوك".

لم أتوقف أمام كل هذا، لكن استوقفتني جلسات الاستتابة التي أجريت للحكيم في قنوات الإخوان، هي نفس الشاشات التي سبق له نقدها والهجوم على العاملين فيها، رأيت الكاتب الكبير كطفل يبدي ندمه على أخطاء ارتكبها في حق جماعة الإخوان، وعندما يفاجئه أحد المذيعين بمقال كتبه هاجم فيه محمد مرسي وأثنى على السيسي..

كنت أضرب كفا بكف.. لأنني أرى محاولة لتقزيم كاتب كبير، استمع إلى مبررات واهية، وعندما يشعر بالضغط عليه.. يبدي أسفه، أسفُ شممت فيه رائحة الشخص الضعيف الذي أذلته الحاجة.. فانكسر أمام حفنة دولارات.. صيد ثمين وقع بين يدي العاملين في قنوات الإخوان، يتقاذفونه ساخرين منه تارة.. ويشيدون بتحوله تارة أخرى. تساؤلات كثيرة كنت أبحث لها عن إجابة في يومين متتاليين حل فيها سليمان الحكيم ضيفًا على قنوات الإخوان في تركيا، ما الذي يدفع كاتب بهذا الحجم لمهاجمة السيسي والتطاول عليه من خارج مصر؟ ولماذا يقدم نفسه على أنه ضحية رغم أن أحدًا لم يعترضه؟ ولماذا جعل من نفسه فريسة لإعلام الإخوان؟ ولماذا لم يضع نصب عينيه ما قاله من قبل أن ألف باء فروسية هي إبداء الرأي من داخل مصر لا من خارجها؟

أنا لم أنصح كاتب بحجم سليمان الحكيم، فالرجل أكبر من نصيحتي، ولم أهاجمه فهو حر فيما يكتب ويقول.. وحتى لو رأى السباب نقدًا فهناك من يحاسبونه، فقط.. أدعوه لمشاهدة الحلقات التي ظهر فيها مؤخرًا على قنوات الإخوان فربما يعيد النظر في طريقة استضافته، وربما يخجل من طريقة الحوار، أنا واثق من أن سليمان الحكيم إذا شاهد هذه الحلقات سوف يعيد ترتيب أفكاره وأوراقه، وربما يصرف النظر عن الحديث في قنوات الإخوان مرة أخرى.
basher_hassan@hotmail.com
الجريدة الرسمية