رئيس التحرير
عصام كامل

وجوه أنهكتها العيشة المرة في المنيا.. «تقرير مصور»

فيتو

لم يكن "الأضحى" بالنسبة لهم عيدًا بل مر عليهم يوما طبيعيا مثل باقي الأيام، وجوه انهكتها العيشة المرة وغلاء الأسعار، بعد أن شهدت مصر ارتفاعا مبالغا فيه في أسعار السلع الاستهلاكية، قضت تماما على الشريحة المتوسطة وارتفعت شريحة الغلابة، ناهيك عن أن محافظة المنيا بقراها تتصدر دائما إحصائيات جهاز التعبئة العامة والإحصاء من حيث الفقر الذي رسم خيوطه على وجوه الغلابة.


تعرض "فيتو" خلال السطور القادمة تقريرًا مصورًا عن "وجوه أنهكتها العيشة المرة بالمنيا".

هنا تجد السيدة "غالية محمد حسن" السبعينية، تندب حظها لقلة حيلتها، حيث تقيم في غرفة لا تتعدى 3 أمتار فقط، ليس لها أبناء لا تملك سوى معاش شهري لا يتجاوز 250 جنيها "الحمد لله" هي الكلمة التي يرددها لسانها طوال الوقت، تعيش على مساعدة بعض الجيران المتواجدين بجوارها.

ومن "غالية" السبعينية، إلى "علي محمد عزيز"، المسن الذي أنهكه المرض والجوع والعوز، حيث كان يعمل عاملا بإحدى المدارس الحكومية، وتعرض إلى حادث سيارة أسفر عن إصابته بشلل في القدم وجلطة في المخ، وأخرى في القلب، ومع ارتفاع الأسعار، واختفاء الأدوية من بينهم علاج الجلطات، تأزمت حالته وأصبح "الفقر والجوع والعوز"، مثلث قتله حيًا.

وفي قرية الأشمونين، التابعة لمركز ملوي، جنوبي المنيا، تجد "ربة منزل ونجليها"، تعيش في مكان أشبه بـ"عشة مهدمة"، أرغمتها الظروف المادية وغلاء المعيشة على استخدام "المنقاد" لطهي الطعام، لم تعرف شيئًا عن البوتاجاز أو ما شابه ذلك، لديها ابن وابنه، حاولت كثيرًا الابنة أن تختبئ عن عدسة الكاميرا لكي لا يفضحهم فقرهم وقلة حيلتهم.

وبذات القرية التي تعد من ضمن أفقر قرى المحافظة، تجد السيدة "أم محمد"، التي عانت الأمرَّين للحصول على مشروع تكافل وكرامة لكي يساعدها هي وابنها المريض في التغلب على غلاء المعيشة، إلى أن ضاعت أوراقها كما ضاعت باقي أوراق الغلابة في هذا المشروع.


"لله الأمر من قبل ومن بعد" تلك الكلمات التي يرددها "فايز فايز وفائي"، الرجل الذي تخطى سن الثمانين عاما، والذي فقد أبناءه في حادث سير على الطريق الصحراوي، 3 رجال كانوا هم مصدر معيشته بعدما عجز هو عن العمل، كانوا دائما يقصدون محافظة القاهرة للعمل بها، وذات ليلة انقلبت السيارة الميكروباص بهم فوافتهم المنية جميعًا، ولم يتبق لـ"فايز"، سوى الجوع والفقر وتناست الأجهزة التنفيذية حالته.
الجريدة الرسمية