رئيس التحرير
عصام كامل

نفحات


مكمن سر السعادة في الاستقامة، ومكن سر العز في الطاعة والافتقار إلى الله تعالى، ومصدر القوة في اليقين والتوكل على الله عز وجل، وراحة القلب والجسد في الرضا ومن رضي بقضاء الله وقدره منحه الله الرضا، قوة الإيمان في الصبر واليقين، وأهل الصبر في معية الله سبحانه، فإن الله مع الصابرين، وأهل الصبر يدخلون الجنة بغير حساب، ويوفي الله الصابرين أجرهم بغير حساب، والسعادة في الرضى، والسلامة في ترك المعاصي وعدم مصاحبة العصاة والغافلين، حياة القلوب في الذكر واطمئنانها يأتي على أثر الذكر، ألا بذكر الله تطمئن القلوب..


السعيد كل السعادة من رزقه الله حب الصالحين وصحبتهم، وسلامة الدين في الورع وهلاكه في الطمع، القلب السليم هو القلب الطاهر النقي الذي ليس فيه موضعا للحقد والكراهية والحسد لأحد وهو القلب الذي ليس فيه محل لغير محبة الله تعالى ومحبة حبيبه وآل بيته صلى الله عليه وسلم ومحبة الصحابة والصالحين، الغني في الافتقار إلى الله والقناعة برزقه، وباب الوصول في الصدق والإخلاص والحب، وحسن الظن بالله مطلوب والله عند ظن عبده به ظنوا به تعالى الخير يعطيكم إياه سبحانه، وشرط صحبة الأخيار الأدب والأدب يقيم صاحبه في الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء، والأدب خلاصة الدين..

إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، تبدل السيئات بالحسنات عند التوبة بصدق، والتوبة معناها الندم والاعتذار والإقرار على ما اقترف من الذنوب وعقد النية على عدم الرجوع إليها ورد المظالم، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين، مراد الله منك قلبك لا قالبك والقلب هو محل النظر، إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، والتقوى محلها القلب وهي العمل التنزيل والخوف من الجليل والرضا بالقليل الاستعداد ليوم الرحيل، أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك إنها لأقوى من سبعين شيطانًا، والنجاة منها يكون بمخالفة هواها وجمح شهوتها بالجوع والصمت والذكر ويعين على ذلك صحبة الصالحين..

الدنيا دار فناء وهي إلى زوال وأنت مبتلى مختبر فيها فاعقل الأمر جيدًا والزم باب الطاعة والذكر، ولا تفرح لما آتاك منها ولا تحزن على ما فاتك وأنت فيها بين رزق مقسوم لا حيلة فيه وأجل محترم لا مفر ولا مهرب منه، طيب مطعمك وتحرى كسبك يطيب الله لك جوارحك معيشته، واستجاب دعوتك، تذكر دائمًا فضل الله عليك وعظيم ستره عليك فكم من قبيح ستره بفضله، وتذكر دومًا عظيم نعمه عليك وكن حامدًا شاكرًا حتى يفتح لك باب المزيد من الفضل، ولئن شكرتم لأزيدنكم..

ولا تنم وفي قلبك غل لأحد حتى لا يحبط عملك، إياك والغفلة عن ذكر الله الغافل ميت والذاكر حي، اخلص النية في كل عمل لك وتذكر أنها الأصل في الأعمال، وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، حب الخير للناس واسعَ في قضاء حوائجهم وكن عونًا لهم، فمن كان في عون أخيه كان الله في عونه، تواضع للعباد حتى يرفع الله لك قدرك ومنزلتك فمن تواضع لله رفعه ومن تكبر خفضه، وإذا خاصمت فلا تفجر حتى لا تكن من المنافقين فالمنافق إذا خاصم فجر، ولا تكذب والزم الصدق والصدق مُنجٍ لصاحبه والله يوفي الصادقين بصدقهم، وخذ دائمًا بحديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم القائل فيه: "صل من قطع، واعط من حرمك، واعف عمن ظلمك"..

وفي ختام هذه النفحات غير المرتبة، تذكر أنك على موعد بلقاء ربك سبحانه، يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه، فكن مستعدًا دومًا لهذا اللقاء.. اللهم ارزقنا حسن الختام واجعل خير أيامنا يوم لقائك واجعله لقاء الحبيب بحبيبه..
الجريدة الرسمية