رئيس التحرير
عصام كامل

يوم عرفة


اليوم وقفة عرفات، يوم مبارك من أيام الله المباركة ينزل فيها رب العباد إلى السماء الدنيا يتباهى بخلقه أمام الملائكة أن عباده قد جاءوا شعثًا غبرا يرجون رحمته ويخشون عذابه، يوم مبارك يستجيب الله فيه الدعاء حتى غروب الشمس دعوا الله أن يستجيب دعاءهم ويصلح أحوالهم ويجعلهم من الذين أنعم عليهم بالقرب منه حبا لله ورغبه في إرضائه.


كل عام وأنتم بخير، وسنكون بخير حقيقة حين ترجع لنا قيما كثيرة اختفت من حياتنا وكنا نعيشها في الصغر، قيم الرحمة والمحبة والاحترام بين الناس، فحين نحب الله نحب خلقه، وحين نحسن إلى بعضنا البعض يحسن الله لنا، حين نعمل على إسعاد غيرنا فيسعدنا الله.

يوم عرفة، نحن فيه سواسية كأسنان المشط عباد برداء واحد لا فرق بين الناس الغني مثل الفقير، المكانة الوحيدة تكون لله رب العالمين، داعين الله مرددين، لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك أن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، تلبية لا يقولها فقط للحجاج في عرفة لكنها تلبية تعم أنحاء الأرض داخل القلوب المشتاقة إلى عرفة.

يريدون الرحمة في يوم الرحمة، يدعون الله رافعي الأيدي للسماء رجاءً لله ليغفر لهم ذنوبهم ويعفو عنهم، اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا.

فليكن يوم عرفة نقطة تحول حقيقية لكل منا، أن يكون إنسانا أفضل لنفسه ولأسرته ولمجتمعه، يترك بصمة خير في الحياة ليتذكره الناس بالدعاء بعد الحياة وهو الخير الذي يأتي للأسنان بعد أن ينقطع عمله.

ادعو الله أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وأن يغفر لمن وقف عرفة ولمن لم تسمح له الظروف لوقوف عرفة ويشتاق قلبه إلى عرفة، اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب بالدنيا ومتعنا اللهم بسمعنا وأبصارنا أبدا ما أحييتنا واجعله الوارث منا اللهم أنا نريد أن لدينا دعاء كثيرا ولا تكفي الكلمات أن تعبر عن رجائنا فيك إلا أن علمك بحالنا يغني عن السؤال.

فانتهزوا الفرصة، انتهزوا وقت إجابة الدعاء لننقي القلوب ونغفر لمن أساء إلينا كما نود أن يغفر الله لنا، لعلنا أحوج ما يكون لغفران الله تعالى، أدعو الله أن يعيد الأيام المباركة على الجميع أعواما عديدة وأعمارا مديدة والجميع في حفظ الله وأمنه.. كل عام وأنتم بخير.
الجريدة الرسمية