رئيس التحرير
عصام كامل

حتى لو حسنت النوايا!


عندما يغلق النظام أبواب التعبير عن الآراء المعارضة، ولا يستطيع المعارض أن يتواصل مع الرأي العام سواء عن طريق الصحافة أو التليفزيون ولا يجد أمامه سوى اللجوء لوسائل الإعلام الأجنبية، من صحافة وتليفزيون يوضح من خلالها برامجه التي تخالف برامج النظام على أمل أن تصل صرخته إلى مواطنيه، عبر الإعلام الخارجي قبل أن تصل إلى الرأي العام العالمي.


ربما يجد هذا المعارض تفهما من أبناء وطنه، وأنه لولا تزمت النظام لما أجبر على اللجوء للإعلام الخارجي.. بشرط واحد ألا يكون هذا الإعلام معاديا للدولة، ويدعو من خلال برامجه إلى تدميرها والتحريض على قتل مواطنيها.. واستباحة دماء المواطنين الأبرياء، واستغلال المشكلات الداخلية في إثارة الفتن بين فئات المجتمع.

وهذا ما تفعله قناة «الجزيرة القطرية» منذ قام الشعب المصري بإنهاء حكم الجماعة الإرهابية وخرج في مظاهرات مليونية لم تشهدها مصر من قبل لتخليص البلاد من حكمهم، ومع ذلك نجد بعض المصريين غير المحسوبين على الجماعة، يبادرون بالمشاركة في برامجها المختلفة والموجهة لتخريب مصر.

والغريب أن عددا من الصحفيين يستجيب لدعوات الجزيرة، بالرغم من أنهم ليسوا من المحسوبين على المعارضة ولديهم مساحات واسعة في الصحافة والتليفزيون، يعبرون من خلالها عن آرائهم بحرية كاملة.. ولا يسلم مسئول مصري من الانتقاد، خاصة في الصحافة المستقلة.. التي تتنافس في احتضان الآراء المخالفة رغبة في زيادة توزيعها على الأقل، إن لم يكن من أجل الديمقراطية.

ولا يمكن وضع «زبائن» قناة الجزيرة في سلة واحدة، منهم من لديه ثأر مع ثورة يونيو خاصة من جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسي الذي كان يقف خلف الجماعة على أمل تحقيق حلم الخلافة الإسلامية ومنهم من يحصلون على الأموال الطائلة ثمنا لمساندة أعداء الوطن الذين يسعون إلى هدمه.

ومن بينهم أيضا.. من يحلم بالزعامة التي يمتلك مقوماتها، ويعتقد أنه قادر على إشعال الثورة في مصر.. بينما لا يستطيع تحريك عدة أشخاص.

ومن بينهم أيضا من يتصور أنه يقدم خدمة للوطن، بالمشاركة في برامج الجزيرة، والرد على الادعاءات الكاذبة.. وتوضيح الموقف المصري.. والدفاع عنه، وهؤلاء يقعون ضحية وهم كبير، فالقناة عندما تسعى إلى استثمار مشاركتهم في محاولة تجميل وجهها القبيح وأنها تسعى إلى تقدم الرأي الآخر، بينما يتحكم المذيع في سير الحوار.. ويقاطع الذين يخالفونه الرأي لصالح ضيفه الذي ينتمي في الأغلب الأعم إلى جماعة الإخوان.

المشارك في برامج الجزيرة مدان، حتى لو حسنت النوايا.
الجريدة الرسمية