رئيس التحرير
عصام كامل

«طارق مرغني».. معلم بدرجة «فنان»


طارق مرغني.. معلم تربية رياضية بمحافظة الشرقية.. ثم ترقى فأصبح موجهًا للمادة بجدارة.. محب لوطنه.. وكل ما يتمناه أن يصبح التعليم مشروع مصر القومي مثله مثل جميع المصريين.. ولكن تفكير المرغنى مختلف شيئا ما عن الآخرين في محاولة تحقيق حلمه.. فبعد حصوله على كل دورات القيادة والإدارة للوظائف الإشراقية العليا سواء كانت من الوزارة أو من مختلف مراكز إعداد القادة.. تم ندبه ليعمل بديوان عام وزارة التربية والتعليم في 2014 بقطاع الكتب.. رغم أن عمله بديوان الوزارة اختلف بعض الشيء عن تخصصه، فإنه أصبح في شهور قليلة علمًا من أعلام القطاع والكل يشهد بنزاهته ووطنيته.


يزاول المرغنى هواية "التمثيل" ونجح فيها نجاحًا غير مسبوق النظير، حيث قدم العديد من المسرحيات التابعة للبيت الفني للمسرح وقصور الثقافة حتى وصل لأدوار البطولة في بعض أعماله مثل مسرحية "الشحات" و"ملك الزبالة" وغيرها، حتى عندما قرر الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التعليم الأسبق، والفنان الكبير محمد صبحى، التخطيط لعمل فنى مسرحي كبير، بهدف ترسيخ القيم والأخلاق في التعليم وتكون على عكس مسرحية "مدرسة المشاغبين" الشهيرة لعودة هيبة المعلم.. فتمنى المرغنى المشاركة في هذا العمل، ووافق الدكتور محمود أبوالنصر والفنان محمد صبحى على الفور من منطلق مشاركة المعلمين في هذه الأعمال القيمة التي تخدم العملية التعليمية، ولكن لم يكتب لهذا العمل أن يخرج للنور حتى الآن.

في واقعة فريدة من نوعها أحس المرغنى أنه لابد أن يكون له دور في تحقيق حلمه الأصلي وهو "التعليم يساوى مستقبل مصر" فأطلق مبادرة غريبة من نوعها، حيث قام بشراء "دراجة بخارية" من ماله الخاص في 2015 وقرر أن يجول كل محافظات مصر داعيًا الناس في القرى والنجوع والمقاهي والطرقات إلى الاهتمام بالتعليم من منطلق نشر ثقافة أهمية التعليم ومشاركة أولياء الأمور في مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية والتي عجزت أجهزة الدولة بكل وسائل إعلامها عن تحقيق ذلك حتى الآن.

طارق مرغني.. المعلم الذي تقدم باستقالته من التعليم.. بسبب سياسات تتكرر بوزارة التربية والتعليم كثيرا خلال الفترة السابقة وقد تكون الراهنة أيضا وهى تعرض كل من يبلغ عن فساد للضغوط ويتم استبعاده أو اضطهاده رغم تأكيد الرئيس ضرورة محاربة الفساد خاصة الإداري منه، وتشكيل العديد من اللجان تحت هذا المسمى والتي لا نسمع عنها أي شيء منذ تشكيلها.

تعرض طارق مرغني عندما تقدم بطلب للدكتور الهلالي الشربيني بالموافقة على حضوره منحة مجانية (ETL) بإحدى الأكاديميات الخاصة وبدلا من أن يوافق أو يرفض قرر إنهاء ندبه من ديوان عام الوزارة بلا أسباب موضوعية وبصورة مفاجئة...

وقدم مرغني عقب ذلك معلومات تفيد الكشف عن شبهة فساد ورشوة بقطاع الكتب بالوزارة، حيث ذكر وقتها أن بعض المطابع اعتادت إعطاء العاملين بالقطاع عيديات في المناسبات، عقبها بشكوى إلى الوزير حين قرر المدير العام وقتها ألا تزيد تقارير المنتدبين بالوزارة على 90، مما اعتبره اضطهادًا وتمييزًا ضده، وأثبتت تحقيقات مكتب الوزير للمتابعة صحة شكواه، ليتم استبعاده من ترشيحات لجنة اختيار وكلاء المديريات وإنهاء ندبه من الوزير كعقاب له عن حلمه الذي بات أن يتحقق..

وحاول مرغني مقابلة الوزير أو أحد من مكتبه لعرض شكواه ومما يتعرض له من اضطهاد وظلم، ولكن دون فائدة، مما دفعه لتقديم استقالة مسببة لخدمة المواطنين في الوزارة.. وأرفق شكوته المسببة بطلبين هما إعادة عرض قرار إنهاء ندبه على الوزير واستنادًا إلى رأي رئيسه المباشر، ومنع أي ترصد ضده أو قبول استقالته.. ليصبح حلم المرغنى ونزاهته في عمله هي نهاية كل شاب يحاول أن يجعل "التعليم أمن مصر القومى".. فهل سنرى حلم "المرغنى" يتحقق يومًا ما؟!
Tarek_yas64@yahoo.com
الجريدة الرسمية