رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

العيش الشمسي والبازوكا برجر!!


بينما أستعد أنا وأسرتي الصغيرة لمغادرة القاهرة لقضاء إجازة العيد بأسيوط وبينما يشطح خيالى بالعيش الشمسى والملوخية الخضراء التي تُعد طبقا رئيسيا في بلادنا خاصة يوم الخميس، جاءتني رسالة من أحد الأصدقاء عن إعلان أحد المطاعم عن ساندويتش "بازوكا برجر" بسعر 1495 جنيها! وهو الأمر الذي جعلني أتذكر أن خروف العيد منذ عدة سنوات كان بذات السعر!!


وباستفسارى عن سبب غلاء خروف العيد أقصد ساندوتش البازوكا برجر فإن إدارة المطعم أكدت أن الحيوان الذي تستخرج منه قطعة البرجر يتغذى على النبيذ الأحمر ويسمع الموسيقى!!

وعندما علمت أيضا أن الحيوان الذي تستخرج منه قطعة البرجر يخضع لجلسات تدليك يومية اطمأن قلبى وأثلج صدرى وقلت لنفسى حيوان من سلالة نظيفة ومتربي كويس ويستاهل !!

مازلت أتذكر أن عيش البتاو مع الجبن القديم والليمون المخلل عندما كنا نتناولهم في الغيط كانوا أفضل كثيرا من كثير من الوجبات التي نتناولها حاليا ولا نعرف مصدرها، وأن كوب الشاي على نار الخشب كان أفضل كثيرا من الهوت تشوكلت أو الكافي أو ليه!
رحم الله زمانا كانت فيه لمة الأسرة المصرية على الطبلية لها واقعها المحبب في النفوس، كان التجمع على الطعام رمزا للروابط وربما كان يعقب ذلك جلسة لمشاهدة مسلسل معين قبل أن يُجهز براد الشاي ليُصب للجميع.

أتذكر جيدا طعم صينية البطاطس النيئ في نيئ بعد تسويتها في الفرن البلدى، كما أتذكر طبقات الرقاق وحراستنا عندما كنا صغار للمقارص التي تحمل عجائن العيش الشمسي أعلى السطوح تمهيدا لتعرضها للاختمار قبل وضعها في الفرن.

أتذكر بائع الترمس وبائع الجيلاتى وبائع الجلاب أتذكر الفول السوداني ونحن ننقب عنه وأيام جني القطن وداريس القمح والفول.
لن أنسى المخروطة والقدسية والفطير المشلتت كما لا أنسى القربة التي اختفت الآن حيث كان السيدات يضع لبن الجاموسة في القربة ويفردن جحش القربة المكون من جريد النخل والمربوط بحبل من أعلى وتبدأ عملية الخض بعد نفخ القربة وربطها لتفصل الزبدة عن اللبن.

إن عزفنا على أوتار الماضى لا يعنى رفضنا للواقع بل يعنى أننى لدي رغبة كامنة في تأريخه وتدوينه والمداومة على كل جميل كان فيه، وهو ما يدعوني بالفعل لقبول فكرة أحد أساتذتي لإعداد كتاب يضم موروثنا الثقافي والأدبي وهو ما أسعى إليه حاليا بالفعل.
Advertisements
الجريدة الرسمية