رئيس التحرير
عصام كامل

التحالف التركي الإيراني يستهدف العرب والأكراد.. «تقرير»

فيتو

رغم نفي الجانب الإيراني وجود تنسيق مع تركيا في شن عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، خاصة مع إعلان أنقرة وجود مشروع مشترك مع طهران لعملية عسكرية ضد الأكراد، إلا أن التحالف بين نظام على خامنئي، ونظام رجب طيب أردوغان، يواصلان التعاون فيما بينهما ولكن ليس ضد الأكراد فقط ولكن العرب أيضا مستهدفون من تحالف العمائم.


استفتاء كردستان العراق

وجاء تحديد قادة كردستان العراق لاستفتاء على الاستقلال عن العراق والمزمع عقده في 25 سبتمبر المقبل، ليكشف قوة التقارب التركي الإيراني بسبب مخاوف البلدين من الاستفتاء الذي قد يؤدي لانفصال إقليم كردستان العراق، وتكوين دولة ستكون مقربة من الغرب الذي يستخدمها في أي وقت للضغط على تركيا وإيران.

وفي هذا السياق، وبعد اجتماعات مكثفة على المستويات الأمنية والعسكرية والدبلوماسية، بين تركيا وإيران، مع تزايد احتمال إجراء الاستفتاء استوجب زيارة رئيس الأركان الإيراني، الجنرال محمد باقري، إلى تركيا، تُعد الأولى من نوعها لرئيس أركان إيراني منذ 38 عامًا.

وعقب زيارة باقري إلى تركيا، تلت التوافق بين الطرفين على قيام أنقرة ببناء جدار على الحدود المشتركة في كل من ولاية أجدر وأجري التركيتين، لمنع عمليات التسلل والتهريب، سيمتد بطول 144 كيلومترًا من أصل 550 كيلومترًا هو طول الحدود المشتركة.

هذا الأمر دل على تخلٍ إيراني عن "العمال الكردستاني"، بالموافقة على إغلاق أحد أهم معابر تسلل مقاتلي "العمال" نحو الأراضي التركية من جهة إيران.

درع الفرات

وقبل تصريحات أردوغان حول تنسيق بين تركيا وإيران لمواجهة الأكراد، كان هناك تعاون إيراني تركي في عملية "درع الفرات"، التي نفذها الجيش التركي، بموافقه موسكو حصل الروس بموجبها على حلب الشرقية، وضمنت لأنقرة قطع الطريق أمام قوات الكردية من السيطرة على كامل شريطها الحدودي السوري التركي.

ويشكل الاكراد بشكل عام وخاصة مع تنامي قوة اكراد سوريا تهديا لتركيا وإيران، لذلك كان الاتفاق على التنسيق والتعاون العسكري والأمني ضد «حزب العمال الكردستاني» بشقيه التركي والإيراني وحزب «بيجاك» الذي يشكل الفرع الإيراني لحزب العمال.

ويأتي هذا الاتفاق بعد سنوات من اتهامات تركية لإيران بدعم «حزب العمال الكردستاني» وحليفه السوري «حزب الاتحاد الديموقراطي» وجناحه العسكري «وحدات حماية الشعب»، حتى تضمن الدولتين بقاء التمز والضعف للأكراد.

قاعدة قطر

جاء الحضور اتركي وإقامة قاعدة عسكرية تركية لأول مرة في دول الخليج بقطر، ليشكل التعاون العسكري التركي الإيراني، فقد شكل تركيا وإيران الداعم الأكبر لنظام الامير تميم بن حمد آل ثاني، في وجه المقاطعة الخليجة العربية.

ودشنت انقرة لقاعدة عسكرية تركية في الدوحة لحماية نظام تميم، وتشكل راس حربة ضد الدول العربية والخليجة والتي تخرج عن العباءة التركية.

كما ذكرت تقارير إعلامية عديدة وجود قوات إيرانية في قطر لحماية لنظام تميم، وهو ما يعني أن التعاون التركي الإيراني لن يتوقف عند الأكراد فقط ولكن أيضا يمتد إلى العرب أيضا.

منطقة وسط آسيا

التحالف التركي الإيراني، قد يمتد تاثيره إلى مناطق تنافس بين انقرة وطهران، وخاصة في منطقة وسط آسيا الوسطى والقوقاز، والتي تبرز اهتمام الدولتين بتوظيف المعطيات الحضارية والجغرافية والثقافية التي تربط كلا منهما بشعوب ودول آسيا الوسطى والقوقاز، ويبلغ ذورة التافس بين الدولين في جمهورية أذربيجان التي تتجاذبها إيران مذهبيًا وتركيا قوميًا، فالتقارب بينهما قد يكون له تأثيره أيضا على مناطق آسيا الوسطي والقوقاز.

كما أن تقارب إيران وتركيا، سيكون له تأثيره على الأوضاع في أفغانستان، بما يعني أن خريطة التحالف التركي الإيراني تمتد إلى افغانستان أيضا.


الغاز والنفط

التعاون بين تركيا وإيران سيكون من ضمه السيطرة على مصادر وطرق تصدر النفط والغاز بما يشكل قوة للبلدين على الساحة الإقليمية والدولية، ويضمن لهم النفذ والبقاء.

والتزمت طهران بتموين جورجيا بربع حاجاتها من الغاز، وتزويد مصنع طائرات سوخوي قرب العاصمة تبيليسي بالألومنيوم الإيراني مقابل التزام جورجيا ببيع طائرات حربية لإيران.
الجريدة الرسمية