رئيس التحرير
عصام كامل

معرض دمشق الدولي.. أول احتفالات النصر !!


لم يساورني أدنى شك منذ اللحظة الأولى لبدء الحرب الكونية على سوريا بأنها يمكن أن تسقط أو تهزم، وكان إيماني أن سوريا شعبا وجيشا وقائدا يخوضون هذه المعركة ليس دفاعا عن الأرض السورية بل دفاعا عن شرف وكرامة الأمة العربية كلها، لذلك لم أتردد لحظة واحدة للانضمام للكتيبة الإعلامية المقاتلة والمقاومة بالكلمة للدفاع عن سوريا التي تشكل آخر معقل للمشروع القومي العربي الذي يسعى المشروع الاستعماري الغربي الجديد لإسقاطه، كى تتحقق أحلام وأوهام الأمريكى والصهيونى والأوروبي والتركى الذين رسموا وخططوا وسلحوا ومولوا الأدوات التكفيرية الإرهابية وأرسلوها للأرض السورية لتدميرها وتقسيمها وتفتيتها.


وعبر السنوات الست ونصف الماضية وأنا أؤكد من خلال كل المنابر الإعلامية التي أتمكن من الظهور عليها أن سوريا حتما ستنتصر، فإرادة الحياة والإيمان بالمشروع المقاوم لدى الشعب العربي السوري تفوق كل مخططات التدمير والموت التي يسعى إليها أعداء سوريا وأعداء الحياة وأعداء الإنسانية، ولم تكن قناعتي هذه من فراغ بل عبر لقاءات وزيارات متعددة منذ بداية الأزمة التقيت فيها بآلاف من المواطنين الصامدين صمودا أسطوريا، هذا إلى جانب لقاءات مع بواسل جيشنا الأول (الجيش العربي السورى) حماة الديار، وبالطبع لقاءات وحوارات مع المسئولين في الحكومة والبرلمان والأحزاب، والأهم هو لقاءات وحوارات مع القيادة السياسية خاصة الحوار مع الرئيس الأسد شخصيًا، كل ذلك كان يزيد من قناعتى وإيمانى بحتمية النصر.

ومنذ بداية الأزمة والرئيس الأسد يؤكد أن رقبتنا أصبحت تحت المقصلة ولا بديل عن المقاومة لكى نفلت ونطيح بالمقصلة"، ويؤكد أيضا أن سوريا تخوض هذه المعركة على مستويين الأول ميدانى، وهى معركة الجيش مع الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تم جمعها من كل أصقاع الأرض والدفع بها إلى الأرض العربية السورية بعد تدريبها وتسليحها وتمويلها.. لذلك فلن يترك الجيش العربي السوري سلاحه لحظة واحدة قبل تجفيف كل منابع الإرهاب والقضاء على كل الإرهابيين المتسللين للأراضي السورية، والمستوى الثاني من المعركة هو السياسي لذلك وافقت سوريا على الجلوس على طاولة المفاوضات سواء داخل أروقة المنظمات الدولية أو خارجها، ودفعت بأحد أمهر دبلوماسييها عبر التاريخ وهو القائد المغوار الدكتور بشار الجعفري الذي هزم كل المفاوضين وبالضربة القاضية في كل المواجهات.

وبالطبع نجح الرئيس بشار الأسد في ما فشل فيه كل الحكام العرب من عقد تحالف دولي مع دولة عظمى بحجم روسيا على أرضية من التكافؤ والندية والاحترام والمصالح المشتركة دون تبعية أو انبطاح أو تفريط في الكرامة أو انتقاص من سيادة القرار الوطني، كما يحدث مع غالبية الحكام العرب في تحالفهم مع الأمريكى والصهيونى، وبالطبع نجح هذا التحالف إلى جانب تحالفات إقليمية أخرى مع إيران وحزب الله في هزيمة المشروع الاستعماري الغربي الجديد، وصمود سوريا وانتصارها في هذه الحرب الكونية.

وفى كلمة الرئيس الأسد قبل يومين أمام مؤتمر الخارجية والمغتربين أكد أن جوهر المشروع الغربي بالنسبة لمنطقتنا والشرق الأوسط كان هو أن يحكم "الإخوان" في هذه المنطقة باعتبار أنهم يمثلون الدين، وبالتالي يستطيعون السيطرة على مجتمع وشارع متدين.. ومن خلال الغطاء الديني يقودون هذا الشارع باتجاه المصالح الغربية.. وهذا هو دور الإخوان التاريخى، وبالطبع هذا الوضوح للمشروع الغربي ومخططاته في عقل القائد هو ما ساعد سوريا على مواجهته وإفشاله، ورغم كل هذه الانتصارات التي حققتها سوريا وأذهلت العالم، إلا أن تواضع الرئيس الأسد جعله يصف هذه الانتصارات بأنها إنجازات على طريق النصر الشامل.

وخلال الأيام الماضية حاولت سوريا أن ترسل للعالم أجمع رسالة تقول إن الحرب الكونية التي استمرت لما يزيد على الست سنوات قد أوشكت على الانتهاء، وأننا الآن في الربع ساعة الأخير من المعركة، وبشائر النصر أصبحت واضحة وساطعة كالشمس، وأن دمشق التي وصفها إعلام العدو قبل سنوات بأنها مدينة أشباح، هي عاصمة النور والضياء، هي عاصمة الصمود والتحدي والانتصار، هي عاصمة الكرامة والكبرياء، هي عاصمة الياسمين والحياة، لذلك ستستقبل معرض دمشق الدولي أحد أقدم المعارض الدولية في الشرق الأوسط، والذي انطلقت دورته الأولى في عام 1954 وتوقف في الخمس سنوات الأخيرة.

وبالفعل تم افتتاح المعرض بمشاركة من 43 دولة رفعت أعلامها في سماء دمشق، ونقلت كاميرات وسائل الإعلام حول العالم حفل الافتتاح الذي كان مبهرًا، ونقلت أيضًا الإقبال الجماهيري الهادر، والذي كان يتوقع أن يصل إلى مائة ألف زائر فتخطى المليون في أول يومين، وتجولت الكاميرات في شوارع دمشق تصور الوفود الزائرة وتنقل نبض الملايين من الشعب العربي السورى الصامد على الأرض، ووصلت الرسالة للعالم أجمع بأن سوريا قد انتصرت في الحرب الكونية التي شنتها عليها قوى الشر، وأن معرض دمشق الدولي هو أول احتفالات النصر.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية