مثقفو الغربية.. تاريخ من الدفاع المستميت عن مسرح طنطا «تقرير»

القوة لا تكمن في الهجوم العنيف، لكن بالدفاع المستميت، وهو ما اتبعه الفنانون والمثقفون بمحافظة الغربية في الدفاع عن مسرح بلدية طنطا التابع لهيئة قصور الثقافة لمنع نقل تبعيته إلى دار الأوبرا المصرية، ولم تكن لمرة واحدة، بل لأعوام كثيرة، وفي كل مرة تستجيب الدولة لهم وتوقف نقل التبعية.

غضب المثقفين
كان الموقف الأخير لمثقفي وفناني الغربية في الدفاع عن مسرح طنطا بعد ما أعلن الكاتب الصحفي حلمي النمنم، خلال افتتاحه فعاليات معرض طنطا الثاني للكتاب عن قرب افتتاح دار أوبرا طنطا بعد تطويره بتكلفة نحو 50 مليون جنيه، الأمر الذي أثار غضب واستياء مثقفي وأدباء الغربية.

ونشر عدد من الفنانين والمثقفين في محافظة الغربية بيانا موجها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء ووزير الثقافة ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ومدير عام ثقافة الغربية، يعلنون فيه رفضهم تحويل تبعية مسرح طنطا لدار الأوبرا، مؤكدين أن رفضهم تحويل المسرح للأوبرا ناتج عن الشعور بالمسئولية تجاه أهمية رسالة المسرح الجماهيري الذي سيتم اغتياله بهذا القرار غير المدروس.

وأكد البيان أن هذا يعد تعديًا على الموروث الثقافي والحضاري لما يمثله مسرح بلدية طنطا التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، فضلا عن أنه المسرح الوحيد التابع للهيئة في مدينة طنطا عاصمة الغربية، الذي يخدم كل أنشطة الثقافة من فرقة الموسيقى العربية وفرقة مسرح قصر ثقافة طنطا والفرقة القومية لمسرح طنطا والعديد من الأنشطة، وأيضا لأن هذا المسرح اعتمد تجديده لحساب الهيئة العامة لقصور الثقافة وبأموال الهيئة.

استجابة الهيئة
فاستجاب لهم الشاعر أشرف عامر، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأعلن أن وزير الثقافة أن المسرح تابع للهيئة العامة لقصور الثقافة وسيظل، وأن ما حدث هو مجرد تغيير للاسم فقط من مسرح بلدية طنطا إلى المركز الثقافي لمدينة طنطا.

وأوضح "عامر" أن وزير الثقافة وجه بضرورة الإعداد لتشكيل مجلس أمناء للمركز يقوم بوضع خطة للأنشطة الثقافية والفنية لتنفيذها في القريب العاجل، كما كلف عامر بإسناد مهمة إدارة المركز لمدير مثقف من ذوي الكفاءة، يستطيع أن ينفذ الخطة الثقافية والفنية بالمركز التي تنبثق من خطة مجلس الأمناء.

وهناك موقف آخر للفنانين والمثقفين بالغربية في فبراير 2015، حيث أوصى المشاركون في فعاليات مؤتمر أدباء المحافظة في دورته الثامنة الذي نظمته الإدارة العامة لثقافة الغربية، بضرورة إعادة تبعية مسرح مدينة طنطا للهيئة العامة لقصور الثقافة وإلغاء تبعيته لدار الأوبرا للقيام بدوره المنشود في المرحلة العصيبة التي تمر بها البلاد.

إلغاء قرار التبعية
وفي أبريل 2015 أعلن الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة، انتهاء أزمة مسرح مدينة طنطا، وإلغاء قرار تبعيته لدار الأوبرا وإعادته للهيئة العامة لقصور الثقافة، بناء على رغبة المثقفين بالمحافظة، مؤكدًا رصد مبلغ مالي ووضع خطة زمنية، لإعادة ترميم المسرح وتطويره وإعادته للعمل مرة أخرى.

وفي أكتوبر 2015، قدم جابر سركيس مدير فرع ثقافة محافظة  تقريرًا لسعيد مصطفى كامل محافظ الغربية بآخر التطورات التي بدأت إنجازها داخل المسرح وعرض تفصيلي للموقف، وطالب القائمين على ترميم مسرح مدينة طنطا بالإسراع في إنهاء عمليات التجديد والتطوير حتى يعود المسرح للخدمة كمنارة ثقافية للأدباء والمثقفين والجمهور.