رئيس التحرير
عصام كامل

قبل ساعتين من أكل اللحوم.. تعرف على قصة صيام «السيدة العذراء»

فيتو

ساعتان فقط تفصل الأقباط الأرثوذوكس عن الإفطار، بعد 15 يوما من صوم السيدة العذراء، الذي ينتهي مع دقات الساعة الثانية عشرة صباح الثلاثاء، معلنا عن الاحتفال بـ«عيد صعود السيدة العذراء».


معجزة إلهية
وتعود قصة «عيد الصعود»، بحسب المعتقدات القبطية الأرثوذكسية، لنياحة "وفاة" العذراء مريم في 21 طوبة "الشهر الخامس في السنة القبطية"، حيث كانت بلغت من السن 58 سنة و8 أشهر و16 يوما، فبعد صعود المسيح بأقل من 15 سنة، أرسل إلى أمه ملاكا يحمل إليها خبر انتقالها، ففرحت كثيرا" وطلبت أن يجتمع إليها الرسل، فأمر السيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم، حيث كانوا متفرقين يكرزون بالإنجيل وأن يذهبوا إلى الجثمانية "منطقة بفلسطين"، حيث كانت السيدة العذراء موجودة، وبمعجزة إلهية تواجد جميع الرسل في لحظة أمام السيدة العذراء، فيما عدا توما الرسول، الذي كان يكرز في الهند، والذي كان لعدم حضوره حكمة إلهية انكشفت لاحقا.

تسابيح وبخور
وبحسب العقيدة المسيحية، أخبرت العذراء الرسل أنه حان زمان انتقالها من العالم، وبعدما عزَتهم وودَعتهم حضر إليها ابنها السيد المسيح، مع حشد من الملائكة القديسين، فأسلمت روحها بين يديه، يوم 21 طوبة، ورفعها الرسل، ووضعوها في التابوت، وهم يرتلون والملائكة أيضا يرتلون معهم ودفنوها في القبر.

ولمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها، لم تنقطع أصوات تسابيحهم، فضلا عن هبوب رائحة بخور زكية كانت تعَطر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركوا المكان إلا بعد انقطاع صوت التسابيح ورائحة البخور أيضا.

صعود للسماء
وتؤمن العقيدة المسيحية أن الله شاء أن يرفع جسد العذراء الطاهر إلى السماء محمولًا بواسطة الملائكة، وأخفى عن أعين الرسل هذا الأمر ماعدا القديس توما الرسول الذي كان يبشَر في الهند، ولم يكن حاضرًا وقت نياحة العذراء، ولكن سحابة حملته لملاقاة جسد القديسة مريم في الهواء، وسمع أحد الملائكة يقول له: "تقدم وتبَارك من جسد كليٍة الطهر، ففعل كما أمره الملاك"، ثم ارتفع الجسد إلى السماء ثم أعادته السحابة إلى الهند؛ ليكمل خدمته وكرازته هناك.

صيام أسبوعين
فكَــر القديس توما أن يذهب إلى أورشليم للقاء باقى الرسل، فوصلها مع نهاية شهر أبيب "الشهر الحادي عشر في السنة القبطية" – فأعلمه الرسل بنياحة السيدة العذراء، فطلب منهم أن يرى بنفسه الجسد قائلا: "إنه توما الذي لم يؤمن بقيامة السيد المسيح إلا بعد أن وضع يديه في آثار المسامير". فلَما رجعوا معه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلا الأكفان، فحزنوا جدا، ظانين أن اليهود قد جاءوا وسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم: "بل رأيت جسد العذراء الطاهرة محمولًا بين أيدى الملائكة".

فعرفوا منه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالث، الذي انقطعت فيه التسابيح ورائحة البخور. فقرروا جميعا أن يصوموا من أول مسرى "الشهر الثاني عشر في السنة القبطية، واستمر الصيام لمدة أسبوعين، وهو الصوم المعروف بصوم العذراء، والذي ينتهي بعد ساعتين من الآن، ويمتنع فيه الأقباط الأرثوذوكس، عن تناول اللحوم أو أي شئ من روح مثل الألبان، وغيرها".
الجريدة الرسمية