رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

البورصة والتحليل المالي


لا شك أن البورصة هي مرآة الاستثمار في الدول، وهي التي تعطي الدافع للمستثمر إلى الدخول للسوق، حيث تعكس طبيعة السوق رواجًا أو ركودًا.

وبالطبع فإن الطلب والعرض يتفاعلان وصولا إلى السعر المتفق عليه بين الشاري والبائع وتخضع عمليات الشراء والبيع إلى عملية تحليل للمتوقع من عوائد السهم في المستقبل.

ولا شك أن الإقبال على البورصة لا يساوى مثيلاتها في الخارج، إذ أن الخروج بالخسارة يفرض سمعة غير حميدة السبب فيها الطلب من المشترين، حيث لا يقوم الكثير منهم بالتحليل المالي الذي يظهر مكاسب السهم بل يقومون بالشراء وفقا للتوقعات والحظ وتأتى النتيجة بالخسارة ليس على صاحب السهم فقط وإنما على البيع والشراء غير الخاضع لمعايير بل لفوضى الشراء والبيع.

لو اتفقنا جميعا على عملية التحليل المالي لكانت النتيجة خيرا للجميع وخرج كل مستثمر من البورصة بمكاسب تتوقف على القيمة المضافة لكل شركه تعمل وتربح وتوزع أرباحا على المساهمين، إلا أن فوضى الشراء قد تكون لسهم خاسر تخلق الطلب عليه، مما يرفع سعره على غير الحقيقة مثل الفقاعة التي تنفجر على اللا شىء.

وفوضى البيع قد تكون لسهم رابح تدفع السوق للانخفاض على غير المتوقع، لذا فإن الانهيار المفاجئ والارتفاع المفاجئ لم يعد يعبر عن حقيقة السوق إنما يعبر عن فوضى البيع والشراء وما بينهما من يحققون أرباحًا وهمية من جراء الحظ والصدفة.

إن المستثمر الأجنبي لا يعرف ذلك بقدر ما يعرف أن مؤشر الصعود ينبئ بالسوق الرائجة ومؤشر الهبوط يعبر عن السوق الراكدة، وإن علينا جميعا مسئولية ألا نشارك في التعاملات التي تنتج عن السير في القطيع دون النظر في مستقبل السهم وإلا أن نكون -للأسف- من الذين يريدون المضاربة بالصدفة والمغامرة غير المحسوبة أملا في تحقيق أي أرباح.

علينا أن نعطي الصورة اللائقة للسوق في مصر.. صورة تعكس تعلمًا وخبرة للمستثمر المحلي أمام العالم ولا نسيء إلى البورصة التي تعطي الصورة المعبرة عن حقيقة النشاط الاقتصادي في مصر.. ستكون مصر بخير حين نعرف كيف نصل بها إلى بر الأمان، ولأننا في سفينة واحدة فعلينا أن نعمل معًا من أجل خلق مستقبل أفضل غدًا بإذن الله.
Advertisements
الجريدة الرسمية