رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل تفتح الحكومة ملف إصلاح السكة الحديد؟!


والسؤال لحكومة المهندس شريف إسماعيل بعد حادث تصادم قطاري الإسكندرية: هل تفتح الحكومة ملف إصلاح السكة الحديد بجدية، وتستمر في إجراءاته حتى النهاية دون أن تتعلل؟  كغيرها من الحكومات السابقة بقلة الموارد وشح التمويل.. ألا تستطيع تلافي الأخطاء الكارثية الساذجة بكثير من الرقابة والمحاسبة والحذر واليقظة؟ ماذا فعلت الحكومة مثلًا في واقعة جرى تداولها قبل الحادث بأيام قليلة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جرى تصوير سائقي أحد القطارات يرقصون في كابينة القيادة ويأتون بأفعال شائنة؟ وهل اهتم المسئولون أصلًا بما جرى لمنع تكراره، دون أن يعني ذلك أن السكة الحديد ليست في حاجة ماسة لجراحة عاجلة وتطوير حقيقي وتضافر الجهود لإنقاذ أهم شرايين النقل في مصر وأكثرها أمنًا وأسرعها وأقلها تكلفة على المواطن البسيط؟!


إن أكثر ما يسيء للحكومة ـ أي حكومة ـ إسراف بعض وزرائها ومبالغتهم في إطلاق وعود لا تنفذ فتزداد الفجوة بينهم وبين المواطنين.. لماذا يتجاهل بعض مسئولينا حقيقة أن الناس لا يقتنعون إلا بما يتحقق ويلمسونه واقعًا في حياتهم اليومية؟ لماذا يصدق الناس كلام الرئيس ويتجاوبون مع قراراته الإصلاحية رغم قسوتها؛ أملًا في غدٍ أفضل، بينما لا يفعلون الشيء ذاته مع الوزراء والمسئولين؟!

لقد توجع قلب مصر لحادث قطاري الإسكندرية كما توجع لحوادث أخرى سابقة، وقد اهتزت له الحكومة أيضًا.. وأملى أن تجعل منه بداية جادة ومتواصلة لإصلاح هذا المرفق الاستراتيجي الذي تكاثرت عليه العلل وتوالت عليه النكبات حتى إن وزير النقل قبيل ساعات من الحادث الأخير وبخ قيادات ومسئولي الصيانة بالسكة الحديد بسبب تأخيرات مواعيد القطارات وتكرار أعطالها، حتى إنه قال بالحرف الواحد: "لن أقبل استمرار هذا الوضع وسيحاسب المقصر واللي مش عاوز يشتغل معايا يمشي".. وهو كلام ينطوي على اعتراف واضح بقصور المنظومة واختلالها وغياب القدرة على الإدارة السليمة.

ولست أبرئ الوزير من ذلك وإن كنت ألتمس له العذر فالتركة ثقيلة لا يكفي لإصلاحها بضعة أشهر، كما أن حقيبة النقل من أصعب الوزارات في مصر قاطبة، بحسبانها ركيزة التنمية وشريانها الأول، ويمكنها لو صلحت أن تقدم حلولًا سحرية لمشكلات مستعصية، وأن تضخ مئات المليارات في الخزانة العامة إذا ما وسعت روافد النقل (برًا ونهرًا وبحرًا وتحت الأرض).. فالسكة الحديد تملك وحدها أكثر من 7 ملايين متر مربع أراض غير مستغلة، ناهيك عن أسطول ضخم لنقل البضائع والبشر يمكنه تخفيف الضغط الهائل على شبكة الطرق وتوليد موارد مالية هائلة، يمكنها الصرف على إصلاح قطارات الركاب.
Advertisements
الجريدة الرسمية