رئيس التحرير
عصام كامل

الانتخابات الرئاسية ولبن العصفور!


أتفهم بل وأوافق أن يطالب البعض بحياد مؤسسات الدولة وحياد الأجهزة المحلية في الانتخابات الرئاسية.. وأتفهم وأوافق أن يطالب البعض أيضا بتفعيل الرقابة على الإنفاق النقدى والعينى للمرشحين في هذه الانتخابات.. بل وأتفهم أيضا المطالبة بإلغاء حالة الطوارئ قبل موعد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية.


ولكننى لا أتفهم أن يطالب البعض بطلبات غريبة جدا لكي يضمنوا حياد هذه الانتخابات، مثل إصدار قانون يحصن المرشحين ضد الملاحقة على آرائهم، واشتراط دخول المرشحين لمناظرة علنية، وتشكيل حكومة محايدة تمثل كل التيارات السياسية، فضلا عن حياد وسائل الإعلام.

إنها طلبات تعجيزية أشبه بطلب والد الفتاة من العريس المتقدم لخطبة ابنته أن يأتيه مثلا بلبن العصفور كما يتندر أهلنا على ذلك!
لقد سبق أن جرت في بلدنا من قبل انتخابات رئاسية مرتين.. مرة في عام 2012، ومرة أخرى في عام 2014 ولم يتعرض أي مرشح لملاحقة بسبب ما أبداه من آرائه ومؤيدوه، رغم أن مرسي كان في انتخابات 2012 يساوى بين عدم فوزه وبين تزييف وتزوير الانتخابات، وكان مؤيدوه يعتبرون انتخابه ركنا إضافيا من أركان الإسلام، مثل الشهادتين والصلاة والصوم والزكاة وحج بيت الله.

كما أن الانتخابات الرئاسية في العديد من دول العالم تجريها حكومات الحزب الحاكم لا حكومات محايدة، وهى بدعة تشبه حكومة التوافق الوطني التي ظل البعض يطالب بها بعد 25 يناير2011، دون أن يتوافقوا على شخصية واحدة تشارك في مثل هذه الحكومات.

وذات الأمر ينطبق على الإعلام.. ولعلنا نتذكر كيف انحاز معظم الإعلام الأمريكى للمرشحة كلينتون في الانتخابات الأمريكية.. ولذلك لا يمكن إلزام الإعلام الخاص أو الحزبى بحياد وهمى.. خاصة وأنه لا يوجد في العالم كله إعلام محايد. أما إلزام المرشحين بمناظرة علنية فهذا تزايد، لأن المناظرات التي تتم في الخارج (بعض وليس كل الدول) تتم برضا المرشحين وليست ملزمة لهم.
الجريدة الرسمية