رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الموجى يروي بداية علاقته بالعود

فيتو

في حوار أجرته مجلة "نصف الدنيا" في أغسطس عام 2000 مع الملحن محمد الموجى وأسرته قال فيه:

لقد نشأت في أسرة لا يوجد بها فرد إلا وله علاقة بآلة من الآلات الموسيقية وخصوصا العود، هذا بالإضافة إلى امتلاك والدى وأعمامى الأصوات الرخيمة والجميلة، وقد ورثت عنهم حلاوة الصوت وتشبعت بهذا الجو وطقوسه، وأثناء دراستى في المدرسة الثانوية الزراعية بإيتاى البارود التقطنى الأستاذ محمد إبراهيم الشال، المشرف على النشاط المدرسى من بين زملائى، وبدأ يدعم ميولي الموسيقية والغنائية.


وفى إحدى المرات أخذنى معه إلى منزله، فوجدت عنده عودا جميلا جدا من خشب الأبنوس الأسود، وله يد بيضاء عاجية، اقتربت من العود برهبة شديدة وسألته عن ثمنه فأخبرنى الشال أنه عود رياض السنباطى الذي تربطه به علاقة قرابة.. ولا تدرى أي إحساس انتابنى لمجرد أنى احتضنت عود السنباطى.

أيضا كان لهذه الواقعة أثر كبير في توجيهى إلى احتراف الفن دون أن أدرى إلا فيما بعد، فهذا قريب السنباطى وهذا عوده، وهذا أنا في مكان واحد.. إذن لماذا لا أصبح فنانا؟ 

وفى عام 1949 تقدمت بأوراقى إلى معهد الموسيقى العربية في نفس الدفعة التي كانت تضم عبد الحليم حافظ وسيد إسماعيل وفايدة كامل وعبد العظيم عبد الحق وكمال الطويل، وعندما انتظمت الدراسة في المعهد وجدتهم يقررون علينا منهجا غريبا يضم التاريخ واللغة العربية والإنجليزية والقران الكريم والأحاديث والجغرافيا..الخ. 

ذهبت إلى عميد المعهد الأستاذ أحمد الحفنى ــ والد الدكتورة رتيبة الحفنى ـــ وقلت له أنا أريد دراسة أصول الموسيقى الشرقية والغربية وطريقة العزف على الآلات وكتابة النوتة الموسيقية؛ لأن المواد الأخرى سبق أن درستها في المدرسة الزراعية.

سخر منى العميد وأخبرنى أن هذا الأمر مستحيل، فتركت المعهد إلى غير رجعة، ولكنى مرارا حاولت أن أتعلم النوتة دون أن أستطيع.

وهناك ملاحظة غريبة وهى أن كبار الموسيقيين لم يدرسوا النوتة لا قراءة ولا كتابة ورغم ذلك فألحانهم أكثر جمالا.
الجريدة الرسمية