رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«7 سنين ترميم» الانتهاء من مصحف عثمان النادر بدار الكتب.. «تقرير»

فيتو

نظمت دار الكتب والوثائق، مساء أمس الأحد، احتفالية ضخمة، بمناسبة الإعلان عن انتهاء ترميم مصحف عثمان بن عفان، وذلك بمقر الدار بالفسطاط، بحضور الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، وعدد من قيادات الوزارة، والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.


وبدأت الاحتفالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تم عرض فيلم تسجيلي عن مراحل ترميم المصحف، إضافة إلى معرض للمستنسخات من المصحف وماكيت كامل بالحجم الطبيعي للمصحف، كما تم عرض الأدوات والخامات المستخدمة في الترميم.

وقال أحمد الشوكي رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، إنه عندما أمر الصحابي عثمان بن عفان بكتابة المصحف وتجميعه، تمت كتابة ما بين خمسة إلى سبعة مصاحف، وكتبت بالخط المكي الجاف بدون تشكيل، وعرف هذا الخط فيما بعد بالخط الكوفي، وكتبت المصاحف على الرقائق المصنوعة من الجلد.

وأشار الشوكي، إلى أن هناك نسخا غير مكتملة للمصحف بباريس ولندن، تتميز بكبر الحجم والضخامة، حتى أنه يصعب على رجل واحد حمل نسخة منها ونقله، وذلك لأن هدف نسخها لم يكن القراءة، وإنما للاحتفاظ بها عند الولاة ليتم نسخه، موضحا أنه تم نقل المصحف عن طريق رجل من العراق إلى مصر، وكان عليه بقايا دم، حيث تم استخراجه من خزينة الخليفة المقتدر، إلا أنه لم يكن مكتمل وهو ما استدعى محمد على باشا للأمر بترميمه.

وتابع: بعد إنشاء دار الكتب تم نقل المصحف في مشهد مهيب إلى الدار، ومع انتقال الدار من منطقة لأخرى كان ينتقل المصحف معها، إلا أنه كان يتوجب ترميمه مرة أخرى، حتى صدر القرار على يد الدكتور صابر عرب وزير الثقافة الأسبق.

5 خطوات

وأكد الشوكي، أن عمل الدار لن ينتهي بهذا الاحتفال، ولكن هناك العديد من الإجراءات ستتم في الأيام المقبلة، على النحو التالي: 

- مخاطبة المكتبات العالمية التي يعتقد أن بها الصحائف المكملة لهذا المصحف لعمل معرض في مصر بالنسخ الأصلية مجتمعة لأول مرة، مع الحصول على نسخ إلكترونية منها.

- جمع المصحف إلكترونيا وحفظ هذه النسخة بدار الكتب المصرية.

- فتح الباب واسعا للمتخصصين للمزيد من الدراسات حوله للخروج بالعديد من النتائج شديدة الأهمية للعالمين العربي والإسلامي.

تحديات 

أما جون ممفر، رئيس قسم الترميم بالجامعة البريطانية وأحد أفراد جمعية المكنز الإسلامي التي أشرفت ونظمت عملية ترميم مصحف عثمان النادر بدار الكتب والوثائق، فقال: "كان مشروع مليئا بالتحديات نظرا للحالة المتدهورة التي كان المصحف عليها، وكانت فرصة عظيمة لي أن أشارك في فريق عمل ترميم المصحف، خاصة وأني استفدت على نطاق تبادل الخبرات والتعرف على المرممين والباحثين المصريين"، مؤكدا أن المصحف خرج بعد الترميم بشكل مشرف لفريق العمل الذي عمل على الترميم بشكل جماعي، واستطاع بروح الجماعة اجتياز جميع العقبات التي واجهته خلال الترميم.

قتلة عثمان

وأضاف الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، إن الصحابي عثمان بن عفان قدم خدمة كبيرة للإسلام، فهو صاحب الفضل في الاستمرارية وعدم تحريف المصحف، من خلال الأمر بجمعه، مؤكدًا أنه رغم أن قتلة عثمان بن عفان كفروه واتهموه بخروجه من الإسلام إلا أنه كان من أكثر المحافظين عليه.

وأكد النمنم، أن أحباب قتلة عثمان بن عفان الآن، هم وراء الخراب الموجود بالعالم، فهم من يطلون علينا الآن من جديد لتكفيرنا وتنفيذ العمليات الإرهابية.

وأوضح النمنم أنه عندما تم طرح فكرة ترميم المصحف، كانت هناك عدة آراء ومواجهات من بعض الخبراء الذين أصروا على عدم لمس المصحف وعدم الاقتراب منه لترميمه، خوفا من تدهور حالته وضياعه بين يدي المرممين، إلا أن الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق أصر على أن يتم ترميمه عام 2011.

زيارة ونسختان 

وطلب النمنم، من الدكتور أحمد الشوكي رئيس دار الكتب والوثائق، الموافقة على إيفاد مجموعة من المرممين المتميزين بدار الوثائق، إلى وزارة الأوقاف، لبدء فحص نسخ مصحف عثمان ومصحف الإمام علي الموجود بها، كما طالب بتنظيم زيارة خاصة لكل من وزير الأوقاف ومفتي الديار المصرية، إلى دار الكتب والوثائق، لرؤية النسخة المرممة من مصحف عفان بالدار الموجودة بالدار، حيث يصعب نقلها إلى أي مكان نظرا لحجمها الضخم الذي يبلغ 30 كيلو.

ووافق وزير الأوقاف، على طلب الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، بخصوص تنظيم زيارة إلى دار الكتب والوثائق لرؤية النسخة المرممة والنادرة من مصحف عثمان بن عفان، قائلا: إنه سيعمل على تنظيم زيارة مشتركة مع الدكتور شوقي علام مفتي الديار الإسلامية، ولكن بعد عودة المفتي من أداء مناسك الحج، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف تمتلك نسختين من المصحف ويحتاجان لترميم الخبراء، وهي واحدة للإمام علي، والأخرى لعثمان بن عفان.

وفي كلمته وصف الدكتور شوقي علام مفتى الديار الإسلامية، انتهاء دار الكتب من ترميم مصحف عثمان النادر، بالمشهد المهيب، مؤكدا أن كل ما يفكر به الآن هو ملامسة فريق العمل من المرممين لهذه الحروف النورانية التي كتبت بأيدي صحابة الرسول، قائلا: "هذا أمر يستدعي الخشوع أمام تلك الجهود".

وأكد علام أننا نحتاج إلى دراسة عميقة للحروف ومسافاتها والحبر المكتوبة به، وتطور العصور في كتابة المصحف الشريف، موجها الشكر للسيدات اللاتي شاركن في الترميم وكن وراء نجاح هذا العمل، مما يدل على عظمة المرأة المصرية.
Advertisements
الجريدة الرسمية