رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. الرمال تزحف على معابد الوادي الجديد «تقرير»

فيتو

لم يترك الإهمال دربا إلا وسلكه في أغلب المناطق الأثرية بمحافظة الوادي الجديد، حتى وصل الحال إلى محو حضارة بأكملها تحكى عن هوية الواحات والحياة التي كانت بها في الماضي، فالعديد من القصور والمعابد الرومانية أصبحت تواجه خطر الزوال بعد أن زحفت عليها الرمال وسقطت جدرانها، وأصبحت عبارة عن أطلال متناثرة هنا وهناك.


أغلب المناطق الأثرية في الوادي الجديد في حالة يرىي لها باستثناء معبد هيبس بمدينة الخارجة، خاصة أن الكثير من المواقع الأثرية تركت عرضة للإهمال ولعوامل الزمن ليغير ملامحها تماما، فيما ينتظر الباقي منها نفس المصير المحتوم وسط تجاهل وصمت من المسئولين عن المواقع السياحية بالمحافظة.

وأولى هذه المواقع التي باتت مهددة بالزوال هو معبد الناضورة بمدينة الخارجة أو كما يطلق عليه قصر الناضورة والذي يقع على بعد كيلو متر واحد من مدينة الخارجة في الجهة الشرقية الجنوبية لمعبد هيبس، ويقع على ربوة مرتفعة وسمي بهذا الاسم لأنه استخدام في عصر المماليك للاستطلاع لأنه يكتشف الطريق من مسافة كبيرة الارتفاع.

وبني هذا المعبد في العصر الروماني أوائل القرن الميلادي وما زال به بقايا لكتابات هيروغليفية ونقوش بارزة، ويمكن رؤيته على بعد 5 كم متر عند دخول مدينة الخارجة واستخدم على مر العصور كنقطة ومحطة للقوافل التجارية التي كانت تأتى من محافظات شمال الصعيد إلى السودان، حيث كان به إحدى عيون المياه والتي كانت تستخدم في الشرب ولري الزراعات المحيطة بجوار المعبد.

وبالرغم من القيمة الأثرية لهذا المعبد ووقوعه على ربوة مرتفعة كما أنه أحد المزارات الأثرية المهمة للوفود السياحية التي تزور من حين لآخر محافظة الوادي الجديد إلا أن المعبد ضربه الإهمال خاصة بعد أن انهالت عليه الرمال والكثبان المتحركة بسبب الرياح والتي غطت معظم الأجزاء الخاصة به، بالإضافة إلى أن أجزاء أخرى سقطت تماما وتكسرت وأصبح كل ما تبقى من هذا المعبد عبارة عن 6 حوائط عليها نقوش بالإضافة إلى أحجار كبيرة ملقاة على الأرض يعبث بها المواطنون عند زيارتهم للمعبد من حين لآخر.

أما معبد قصر الزيان فيعتبر أحد المعابد الفرعونية المهمة التي تقع جنوب المحافظة ويبعد عن مدينة الخارجة 25 كيلو مترا، على بعد نحو 4 كم من معبد الغويطة ويعود بناؤه إلى العصر البطلمى وشيد لعبادة «أمون هيبت» ويظهر في نقوشه الملك يقدم تمثال «ماعت» للإله آمون على رأس كبش.

ويعتبر القصر أحد دور العبادة لأهالي الواحات الذين يسكنون قديما هذه المنطقة، والتي تحولت حاليا إلى قرى "عبد السلام عارف والقصر وبولاق" كما يعتبر من ضمن 6 معابد رومانية بالواحات.

وبالرغم من أهمية هذا المعبد إلا أن حاله مثل حال باقي أثار الواحات التي ضربها الإهمال وهدد بقاءها، فجدران المعبد ونقوشه أصبحت على الأرض مغطاة بالرمال فضلا على أن المعبد غير محاط بسور مما جعله ملاذا آمنا للكلاب والثعالب التي وجدت فيه مأوى لها.

أيمن عيد من أهالي قرى بولاق أكد أنه يجب محاسبة المسئولين عن الحالة التي وصل إليها المعبد، مضيفا أنه قليلا ما يكون هناك معابد في المحافظات المصرية خاصة أن هذه المعابد هي الهوية والتراث والحضارة والتاريخ.

كما طالب أيمن بضرورة قيام وزارة الآثار برفع كفاءة هذه المعابد وتوجيه الأنظار إليها وتوجيه البعثات الأثرية لها للحفاظ على تاريخ المكان وما تبقى منها.
الجريدة الرسمية