رئيس التحرير
عصام كامل

من يحمل لواء اليسار في مصر خلفا لرفعت السعيد

الدكتور رفعت السعيد،
الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الرئاسي لحزب التجمع

برحيله انفرطت آخر حبات العقد الطويل لرموز الحركة الشيوعية المصرية، منذ تأسيسها في بدايات أربعينيات القرن المنقضي، وقع على عاتقه تأريخ الحركة ومسيرة نضال أبنائها، نهل من علمه كثيرون حتى ممن اختلفوا معه في المواقف والرؤى، كتاباته كانت مرجعًا لكل باحث أراد أن يستبحر في خبايا الشيوعية المصرية وتفاصيلها المعقدة.


التلميذ النجيب
 
كان الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الرئاسي لحزب التجمع، وأحد مؤسسيه عندما أعلن الرئيس محمد أنور السادات عن المنابر الثلاثة، وكان حزب التجمع التقدمي الوحدوي بقيادة شيخ الشيوعيين والأب الروحي لهم، خالد محيي الدين، كان «رفعت» أحد تلامذة الصاغ الأحمر المقربين، أدان له بالولاء والحب طيلة حياته، وكان التصويت على أي قرار داخل الحزب بعد اعتزال «محيي الدين» للعمل السياسي، وتولى رفعت السعيد خلفا له يقاس بمدى حب خالد محيي الدين لذلك الشيوعي المقرب.

نضوب اليسار

بوفاة الدكتور رفعت السعيد، بدا المشهد وكأن اليسار نضب من كوادره، وانطفأ نجمه تمامًا، لم نر على السطح رمزا ساطعا يستطيع أن يقود الحركة الشيوعية، ينقذها من كبوتها، له نفس الصيت والشهرة التي نالها «السعيد»، فلا أحد ينكر أن اليسار المصري دخل في ثبات عميق منذ بداية ثمانينيات القرن العشرين، وعانى من التشظي التنظيمي والضعف في الأداء السياسي وهو ما تجسم في تعدد المجموعات اليسارية والتي يدعي كل طرف منها أحقية تمثيل اليسار بوصفه الأكثر جذرية ووفاء للمبادئ.

كيانات متشرذمة

ظهرت كيانات يسارية، تختلف في رؤيتها لمفهوم الشيوعية، وترى في نفسها التيار الذي يسير على منهج الشيوعية الصحيح، الذي يجب أن تحذو حذوه باقي الكيانات، فنجد الحزب الشيوعي المصري، الذي تأسس منذ العام 1922، ثم تم حله وظل يعمل بشكل سري حتى ثورة يناير، أعلن عن مزاولة نشاطه مرة أخرى، وكذلك التحالف الشعبي الاشتراكي الذي تأسس من المنشقين عن حزب التجمع في عام 2011، وأيضا حركة الاشتراكيين الثوريين التي ظهرت في تسعينات القرن المنقضي، مدافعة عن الحركة العمالية، وتيار التجديد الاشتراكي الذي انشق عن حركة الاشتراكيين الثوريين، والاشتراكي المصري، والعمال الشيوعي الذي يترأسه المهندس كمال خليل، وأخيرًا آخر عنقود أحزاب اليسار، حزب العيش والحرية تحت التأسيس والذي يرأس وكلاؤه المحامي الحقوقي خالد علي.

نفس الشريحة العمرية 

هناك إشكالية أخرى تواجه اليسار في بحثه عن زعيم أو قائد، فمعظم قيادات اليسار تنتمي إلى شريحة عمرية جاوزت الستين وهو ما منع الشباب من تولي مناصب قيادية والتأثير على الخيارات المركزية للتنظيمات السياسية وهو ما دفعه إلى الانشقاق والتشكل في مجموعات صغيرة.

عودة خالد محيي الدين

وباستعراض أبرز أسماء قيادات اليسار ممن عاصروا أنظمة عدة نجد على قمة الهرم، خالد محيي الدين، الذي اعتزل العمل العام عقب الانتخابات الرئاسية التي أجراها محمد حسني مبارك في نهاية 2005، وتنازل طواعية عن رئاسة حزب التجمع، إيمانا منه بمبدأ التغيير وتداول السلطة، وبالتالي بات من الصعب العودة بعد اعتزاله ولا سيما أن حالته الصحية متأخرة وفقا لرواية المقربين منه.

يأتي المفكر اليساري الكبير عبد الغفار شكر، على رأس القائمة الشخصيات التي تلفت الأنظار إليها كبديل للدكتور رفعت السعيد، ولاسيما أنه قامة كبيرة وله ثقل دولي بعد توليه منصب نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إلا أن بالحديث مع الفكر الكبير عن توليه أو قيادته لأي كيان سياسي تجد الرد مغلف بكثير من الزهد، وأنه سيعتزل العمل العام نظرا لحالته الصحية المضطربة، وأنه تنازل عن رئاسة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، لهذا السبب، ليظل فقط الرئيس الشرفي له.

حسين عبد الرازق
 
الكاتب الصحفي حسين عبد الرازق، أحد المقربين من القيادي اليساري الراحل، والقيادي بحزب التجمع تتجه أنظار بعض اليساريين المختلفين مع آراء رفعت السعيد إليه في قيادة دفعة اليسار، ويجدون فيه الشخص المقبل لتلك الشرائح اليسارية المختلفة، وربما يجعله ذلك قادرا على إعادة وبناء التنظيم من جديد، إلا أنه يرى فيه البعض أنه يصلح إلى منصب استشاري وفقيه وفقط.

رئيس حزب التجمع

سيد عبدالعال، الرئيس الحالي لحزب التجمع، على الرغم أنه من مؤسسي الحزب، واعتقل مرات عدة، إلا أنه البعض لا يجد فيه تلك الكاريزما التي تجعله قائدا للحركة اليسارية المصرية، يختلف معه الكيانات الأخرى، في مواقف جوهرية، تتعلق بالمعارضة للنظام الحالي القريب هو منه، وهذا سبب عدم قدرته على لم شمل اليسار المعارض في مجمله.
الجريدة الرسمية