رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ميليشيات الجنجويد.. من التحالف إلى الانقلاب على البشير «تقرير»

فيتو

تدخل "الجنجويد" مرحلة جديدة تتحول فيها من يد حكومة عمر البشير القوية التي يواجه بها خصومه من الميليشيات العسكرية في السودان وخاصة في دارفور، إلى مصدر لتهديد أحلام البشير بالسلام في دارفور، وذلك مع إعلان زعيم ميليشيات الجنجويد، موسى هلال، رفضه القاطع تسليم سلاحه، إلى الحكومة السودانية أو الانضمام إلى قوات الدعم السريع.


1-تأسيس الجنجويد:

يعود تسمية "الجنجويد" لجملة "جِن على جواد"؛ أو بالدارجة السودانية "ج فوق جواد"؛ أي شخص مجنون على ظهر جواد، وتنتمي أغلب عناصر الجنجويد إلى القبائل العربية في دارفور والسودان.

أسس"الجنجويد"، حامد جنجويت؛ والمنحدر من قبيلة الشطيّة في دارفور؛ هو من قيادات حركة النهب المسلح في دارفور؛ وقد ظهر ومجموعته في عام 1988؛ وقتل بعد ذلك في معارك مع الشرطة في جبل كرقو في دارفور في 1991؛ بينما استمرت مجموعات من أتباعه محتمية بالجبل تمارس النهب المسلح؛ حتى قيام الصراع المسلح في دارفور.

وتشير تقارير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" إلى أن جذور الجنجويد تعود إلى حقبة الرئيس السوداني جعفر نميري (1969- 1985)، حين لجأ إلى تجنيد "المرحلين" من قبائل الرزيقات والمسيرية في جنوب دارفور وكردفان، لمواجهة قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة قرنق، التي بدأت قتالها ضد القوات الحكومية في 1983.

2-قوات الجنجويد

يصل عدد ميليشيات الجنجويد لأكثر من 3 آلاف مقاتل، وتعمل بشكل غير مركزي؛ في صورة مجموعات تتكون من 50 إلى 500 عنصر؛ حسب نوع الهدف المطلوب مهاجمته؛ وتشن هجماتها على ظهور الجياد والجمال في الغالب؛ وتستخدم بعض وحداتها السيارات العسكرية الحديثة. 

كما تنسق الميليشيات هجماتها مع الجيش الحكومي؛ وتهاجم غالبا بعد التمهيد لها بالقصف المدفعي أو عن طريق الطيران لمواقع المتمردين أو قرى المدنييين؛ أو بعد معارك الجيش الحكومي وانسحابه وإتاحة الفرصة للجنجويد من بعد؛ كما تم في مدينة كتم مثلا.

3-في صراع دارفور: 

لعبت عناصر الجنجويد دورا رئيسيا في الصراع المسلح في دارفور؛ وذلك بعد أن تلقت القوات الحكومية السودانية هزائم ساحقة على يد المتمردين هناك؛ من حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة؛ والمتمثلة في الهجوم على قولو واحتلالها، وعلي مطار الفاشر وتدميره ودخول كتم، والاستيلاء على الطينة وغيرها من المعارك.

وقد انتبهت الحكومة السودانية لأهمية الجنجويد؛ وذلك لخبرتهم العسكرية العالية، ومعرفتهم الممتازة بتضاريس دارفور وجبالها ووديانها؛ الأمر الذي يقتقده الجيش الحكومي؛ وبذلك فقد شكلوا لها قوة عسكرية واستخباراتية ضاربة. من الناحية الأخري فقد قلصت الحكومة بتكوين ودعم الجنجويد من احتمال انتقال التمرد المسلح ضدها للقبائل العربية؛ وحاولت أن تجيش تلك القبائل في صفها؛ وأن تحول الصراع من كونه صراعا سياسيا لأهل دارفور ضدها؛ إلى صراع بين الدارفوريين أنفسهم.

وقد لعب الجنجويد دورا في المعارك ضد المتمردين؛ ولكن إسهامهم الأكبر كان في ترويع المدنيين من القبائل الأفريقية؛ والتي يشتبه في دعمها للتمرد؛ وخصوصا قبائل الفور والمساليت والزغاوة؛ والتي تنحدر منها معظم قيادات حركتي التمرد في دارفور؛ وفي تنفيذ سياسة الأرض المحروقة؛ وتغيير التوازن الديمغرافي للسكان في دارفور.

وتتهم مصادر في الحركات المسلحة التي تخوض قتالا ضد الجيش الحكومي السوداني في دارفور منذ أبريل 2003، الجنجويد بقتل قرابة الـ50 ألفا من ذوي الأصول الأفريقية الذين يدينون بالإسلام. 


تابع 
مخاوف من انفجار شلال دم في السودان.. الجنجويد سلاح البشير لقمع المتظاهرين.. ميليشيات الإخوان تقدم الدعم لرئيس السودان.. الخوف من المحاكمة الجنائية سبب تمسك الرئيس بالسلطة



4-الجنجويد في اليمن :

ومع دخول السودان ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أرسل الرئيس عمر البشير عناصر من "الجنجويد" إلى اليمن.
واعتبر الكاتب السوداني محمد على سيد الكوستاوي، إرسال البشير ميليشيات الجنجويد إلى حرب اليمن، هدف التخلص منهم والحصول على أموال لدعم خزينته.
واتهم زعيم الجنجويد ورئيس مجلس الصحوة الثوري في درافور، موسى هلال، حكومة البشير باستخدام أبناء دارفور كأدوات في الحرب بالوكالة عنها داخل وخارج السودان كمرتزقة مقابل حفنة من الدولارات، لافتا إلى أن قادة النظام السوداني وجزء من النفعيين من أبناء الولايات هم المستفيدون من تلك الدولارات.


تابع
ميليشيا الجنجويد الدموية.. حيلة البشير للحصول على «رز السعودية»

5-المواجهة مع البشير:

ومع انطلاق حملة الحكومة السودانية لجمع السلاح بولايات دارفور، حتى اصطدمت برفض زعيم ميليشيا الجنجويد موسى هلال لتسليم السلاح.
ورفض موسى هلال زعيم قبيلة المحاميد خطة الحكومة السودانية لنزع السلاح بشكل كامل وأكد استعداده لمواجهة أية تطورات، وشن هلال هجوما شرسا على الحكومة السودانية ورئيسها عمر البشير، وقال إن الأخير أهمل الجيش السوداني وأمن البلاد، وإنه يحتمي خلف قوات الدعم السريع، ومضى قائلا: "هناك من تسلق عبرنا ليصبح نائبا للرئيس أو واليا، ومن أصبح يحمل رتبة الفريق" في إشارة للفريق محمد حمدان (حميدتي) الذي كان يتزعم ميليشيا مسلحة بدارفور ضمها البشير إلى الجيش على أن تتبع له مباشرة.

وطالب موسى هلال، القبائل العربية بالانسلاخ من ميليشيا الدعم السريع، ودعاها لعدم ممارسة دور المرتزقة بالقتال نيابة عن الحكومة في دارفور أو منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان أو في اليمن.

وقال هلال: إن الحكومة تخلت عنهم بعدما حصدت ثمار ما غرسوه من بسط الأمن في دارفور، منوهًا إلى أن الحكومة «أتت بأناس لا حول لهم ولا قوة لحمايتها»، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.

وأكد موسى هلال جاهزيته للحرب، وأضاف: «إذا أرادت الحكومة أن تحاربنا فمرحبًا بالحرب»، مشددًا على أن الحكم بالقهر وبالقبضة الأمنية لا يستمر ولا يدوم».

فيما أعلن نائب الرئيس السوداني حسبو عبدالرحمن، عن مواجهة موسى هلال بالقوة حال رفضه تسليم سلاحه.

وأردف حسبو (موسى هلال لا يعرف ماذا يريد)، مؤكدا أنه قبل إنشاء قوات الدعم السريع أجري الرئيس البشير اتصالا بموسي هلال، وطلب منه لقاءه لتنويره عن القوة الجديدة المراد تشكيلها إلا أنه بحسب حسبو – رفض لقاء الرئيس البشير.

Advertisements
الجريدة الرسمية