«إحنا موتنا يوم فراقنا» قصيدة لـ «علي فرج»
بعد سنين البعاد
وبعد ما عدى العمر كله
وخدت نصيبي من الفراق
وطريق حياتي مشيته كله
وقربت أوصل كمان لأخره
وعدت أيام طويلة !
وسنين كتيرة !
بعد ما دوقت مر الفراق وويله
وعشت نهار الألم وليله
وتاهت مني السنين
حتى شكلي لما أشوفه
في ذكرياتي معرفوش
وكأني بقوله إنتٓ مين ؟
كأن عمري ماكنت في يوم صغير
كأني إتولدت وأنا في الخمسين
كنت فرحان معاها
لكن بعدها بقيت حزين ؟
كل دا وأكتر
قدرت تاخده مني السنين
نسيت كمان حاجات كتيرة
نسيت شبابي اللي ضيعته معاكي
كرهتك قد كرهي لذكرياتي
كانت بتفكرني بيكي
الشعر الأبيض ونظري الضعيف
وجسمي كمان راحت عافيته
وبَقى عوده نحيف
وقلبي مفيش حاجه فارقه معاه
ولا حاجة بتوافق هواه
حاسس بإني كان ليا حد يخاف عليا
وراح كل دا مني وتاه
نسيت كمان سبب الفراق
مش فاكر كانت الغيرة
ولاّ العناد
راجع زماني يفكرني بيكي
وبسهوله يرميكي في طريقي
معرفش ليه!
طب قصده إيه؟
يمكن بيقول كدا كفاية
والعذاب كتير عليه !
والمتوقع إني أفرح
وأفتح تاني قلبي
وأقولك
إختاري فيه أغلى مطرح
بس يا خسارة !
رجوعك مش بيعالج جروحي
دا لسه بيجرح
كأن القدر قرر نهايتي
وبيكي بيدبح !
المشكلة لأجل تفهمي
مش عندك وعندي
ولا الحل كمان بيدي
المشكلة هي قلبي
مقدرش أرجعه تاني
مابقاش حته مني
كان موجود صحيح !
بس سابني
بقيت دلوقتي حد تاني
وإنتي كمان واحدة تانية !
إوعي تفكري إننا كنا وإتغيرنا
الحكاية مش كدا
إحنا صحيح كُنا !
بس موتنا
وجربنا طلوع الروح لما إفترقنا
وبعد عذاب الموت !
إتولدنا !
يعني اللي جوانا مش قلوبنا
حاجة تانية.
حاجه غير اللي كُناها
يعني عشان يرجع ماضينا
حاجة مستحيلة ومش بإيدنا
واللي موجود فينا حد غيرنا
مكتوب عليهم يعيشو عيشة تانيه
إحنا موتنا يوم فراقنا
