رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالأرقام والأسماء.. شيطان الابتزاز الجنسي يغزو الجامعات «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نشأنا منذ صغرنا على بيت الشاعر أحمد شوقي «قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا».. وأن «المدرس» قيمة كبيرة وقدوة فاضلة لتلاميذه وطلابه، ولكن تلك القيمة شابها الكثير من التخبط كغيرها من القيم الأصيلة في المجتمع المصري، إذ يصل إلى مسامعنا وترى أعيننا في السنوات الأخيرة نماذج تسيء لصورة المدرس بوجه عام، الأمر الذي لم يسلم منه «المدرس داخل أسوار الجامعة».


آخر هذه الوقائع واقعة أستاذ العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة «ياسين لاشين».. الأستاذ المتفرغ الموقوف عن العمل في شهر أبريل الماضي، بتهمة الحصول على رشاوى مادية من الطلاب لإنجاحهم في مادته، انتشرت مؤخرا على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مقاطع مسجلة، تكشف أنه يهدد فتاة بالسلاح، لكي تخلع ملابسها، وأن تكتب إقرارا بأنه لم يتعرض لها ولم يبتزها وأنه يعاملها كوالدها، وأنها عرضت نفسها عليه، وكان موقف الجامعة هو إحالة الواقعة للتحقيق لإثبات مدى صحتها.

وشهد حرم جامعة القاهرة حالات مشابهة كثيرة؛ ففي مطلع عام 2017، استبعد الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، الدكتور محمد شفيق كمال، الأستاذ المتفرغ بقسم الاجتماع الريفى بكلية الزراعة، من أعمال الامتحانات، بعد اتهام طالبة له بالتحرش، كما شهد شهر يونيو عام 2015، عزل عضو هيئة تدريس بكلية التربية النوعية لثبوت استدراجه إحدى الطالبات بمرحلة الدراسات العليا بالكلية خارج أسوار الجامعة والاعتداء الجنسي عليها.

وأحال «نصار» جلال المحروقى، الأستاذ المتفرغ بكلية الصيدلة، في نوفمبر 2015 إلى التحقيق، وأوقفه عن العمل لتحرشه بإحدى الطالبات، وفي ديسمبر 2014، جمع 150 من طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية توقيعات لشكوى جماعية ضد الدكتور «م. ح.» أحد أساتذة العلوم السياسية بالكلية، لاتهامهم له بأنه تحرش بهم أثناء محاضراته، فقرر رئيس الجامعة إحالته إلى التحقيق ومنعه من وضع الامتحانات أو تصحيحها.

ومن القاهرة إلى المنصورة، اتهمت طالبة بالدراسات العليا في مايو الماضي، الدكتور أحمد ثابت، الأستاذ بكلية الآداب، بالاعتداء عليها بالسب والقذف والسحل، أثناء استقلالها المصعد، الأمر الذي نفاه المدرس الجامعي لتتم إحالة الواقعة للتحقيق، وفي جامعة دمنهور، تظاهر 44 من طالبات كلية رياض الأطفال في أبريل 2014، ضد "م. ك." أستاذ منتدب تحرش بهن، ما نتج عنه إحالته للتحقيق وإنهاء ندبه.

وفي الفيوم، قرر رئيس الجامعة الدكتور خالد حمزة في نوفمبر 2015، إحالة واقعة اتهام 125 طالبة بكلية دار العلوم، لعضو هيئة تدريس بالتحرش بهن إلى النيابة العامة للتحقيق معه، كما قرر وقفه عن العمل لحين انتهاء التحقيقات.

وفي نوفمبر 2014، شهدت جامعة المنوفية استقالة أحد الأساتذة المساعدين بكلية التربية الذي يتولى منصب مدير معهد إعداد القادة، بعد ضبطه في وضع مخل بالآداب مع طالبة، خلال مشاركتهما في رحلة للجامعة بمدينة شرم الشيخ، كما قررت الجامعة فصل الطالبة بعد فتح تحقيق بشأن الواقعة.

وشهدت الإسكندرية أيضًا أكثر من واقعة بعد تهديد أستاذ جامعي الطلاب بالرسوب في مادته وإطلاقه ألفاظا تخدش حياء الفتيات، فحرر طلاب قسم الآثار والدراسات اليونانية والرومانية بكلية الآداب محضر ضده في أبريل 2015، وفي مايو 2016، استبعدت الجامعة أستاذًا جامعيًّا متفرغًا بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم بعد اتهام طالبة له بالتحرش بها جنسيا، من خلال شكوى مدعمة بأدلة تفيد صحة كلامها.

وفي صعيد مصر، تصدمنا واقعة أخرى بعد شكوى تقدمت بها طالبة بكلية الآداب في مارس 2015 إلى الدكتور محمد عبد السميع، رئيس جامعة أسيوط، تتضمن قيام الدكتور "ن. ش." الأستاذ بكلية الآداب، بالتحرش بها داخل مكتبه مقابل حصولها على درجات نهائية بأعمال السنة، وقدمت مقطع فيديو يوضح كلام الأستاذ ومحاولة التحرش، وفي ديسمبر 2016، اتهمت طالبتان بالماجستير بقسم الدواجن بكلية الزراعة جامعة أسيوط، الدكتور "حسين. ع."، المشرف على رسالتهما، بمحاولته ابتزازهما أكثر من مرة.

وفي المنيا أحال رئيس الجامعة الدكتور محمد شريف في يونيو 2015 أستاذ إلى مجلس تأديب بعد اتهامه بممارسة أفعال مخلة بالآداب العامة وانتشار فيديوهات جنسية له على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومع تلك الحالات الفردية التي تظهر بين الحين والآخر من أصحاب الطبائع البشرية غير السوية لفئة قليلة منحرفة من أساتذة الجامعة، فإن وقائع الابتزاز والتحرش اللفظي أو الجنسي والرشاوي غير الأخلاقية يجب أن تواجه من الدولة بإجراءات عاجلة وحاسمة وعقوبات رادعة، للحفاظ على صورة الأستاذ الجامعي -كما عهدناها- نموذجا للعلم والاحترام والرقي وقدوة، قبل أن يكون مدرسًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية