رئيس التحرير
عصام كامل

إلا البنوك


منذ أسابيع كنت أجلس في المنزل، وتابعت حلقة للإعلامي الكبير عمرو أديب على قناة "أون 2" وفي إحدى فقراتها كان يعرض لقبض الداخلية على لص منازل مدينة نصر، وكيف أنه كان يستغل خلو الشقق من ساكنيها والقيام بالسطو عليها، واستفاض الأستاذ عمرو في الحديث عن هذه الشقق وأصحابها وما تحتويه من أموال ومشغولات ذهبية، وفي نهاية الفقرة تساءل مستنكرا: لماذا يحتفظ المصريون بأموالهم في البيوت؟ ولا يضعونها في البنوك؟


تأثرت بداية الأمر بالفقرة، وبتساؤل الأستاذ عمرو عن أسباب عدم وضع المصريين أموالهم في البنوك، وودتُ لو أنني أتبنى نفس الحملة إلا أن حدث ما لم أكن أتخيله.. فأثناء ركوبي المترو استمعت إلى هذه القصة التي تجعل الناس يحجمون عن وضع أموالهم في البنوك.

قال راويها وبالمناسبة هو أحد عملاء البنوك: "إن البنوك عبارة عن تاجر يتاجر برأس مال غيره، فهو يجمع الأموال من الأشخاص ثم يقول لهم أنا سيدكم" سألته: كيف ذلك فأجاب قائلا: انظر يا سيدي، أنا رجل أتعامل مع البنوك منذ أكثر من 5 سنوات، تعرضت خلالها للعديد من المواقف التي جعلتني أعي هذه المقولة التي قلتها، فقد علمتني التجارب أن البنوك تأخذ الأموال من المواطنين ثم تقوم بالتعنت في إرجاعها إليهم، من خلال العديد من الإجراءات التي غالبا ما تأخذ كثيرا من الوقت والجهد، فأحيانا تواجه ببطء الإجراءات، وتارة بتكاسل الموظفين وعدم تفهمهم لرغبات العملاء، وروي واقعة أحد عملاء البنوك الذي ذهب لصرف راتبه من خلال الـ(ATM) إلا أن حظه العثر أوقعه في شر أعمال البنوك، حيث قام بإدخال بطاقته الائتمانية في إحدى ماكينات الصرف، وأخطأ في إدخال الرقم السري فقامت الماكينة بالاحتفاظ بالبطاقة الائتمانية خاصته..

وبالتالي لم يستطع صرف راتبه، ولأن حظه عاثر فقد كان ذلك بعد انصراف الموظفين، وقبل بداية إحدى العطلات وهو ما تطلب منه الانتظار حتى انتهاء العطلة، بعدها ذهب لاسترداد بطاقته إلا أن الموظف المسئول عن ذلك كان غائبا، وهو ما تطلب منه الانتظار حتى عودته ثم الذهاب لأخذ البطاقة وصرف راتبه، ولأنه كان في احتياج لهذه الأموال فقد ذهب إلى البنك لصرف راتبه من خلال حسابه الشخصي، ولحظه العاثر أيضا، كان" السيستم" نظام الصرف معطلا، فاضطر للانتظار حتى عودته، وعندما عاد فوجئ بخصم جزء من راتبه تحت دعوى "خدمة أموال" وهو ما جعله يلعن أبو اليوم اللي حط فيه فلوسه في البنك.
الجريدة الرسمية