رئيس التحرير
عصام كامل

أحرار تونس !


ماذا كنا سنفعل لو رأينا تعليقات لا ترضينا من أي شعب آخر عند أي فتوى من الأزهر؟ وماذا كنا سنفعل لو طالت التعليقات تفاصيل من صميم اختصاصاتنا كشعب؟ ماذا لو تم ذلك مع قرار تجريم الختان؟ أو اعتبار فوائد البنوك ليست ربا بل هي دعم للاقتصاد الوطني ولا تنطبق عليها شروط الربا المحرم؟ وماذا لو تدخلوا في أرباح قناة السويس؟ أو في كلام الرئيس السيسي عن الطلاق الشفهي؟ أو عن غيرها وغيرها؟ هل كنا سنقبل وأغلب الأمثلة السابقة أخذت طريقها للتطبيق فعلا ؟ الإجابة المؤكدة لا.. وأن أبسط وأسهل وأسرع رد سيكون على ألسنة أغلب المصريين أن هذا شأن داخلي يخصنا ولا نحب أن يتدخل فيه أحد.. هذا مع فرضية التزام صاحب الرد وأدبه وتهذيبه وإيمانه أنه يتحدث مع أشقاء له في بلد آخر يرد عليهم!!


ورغم تحذيرنا مئات المرات أن لجانًا إلكترونية شريرة منها وحدة خاصة للموساد الإسرائيلي تدير آلاف الصفحات والحسابات على "فيس بوك وتويتر" تنتحل كلها أسماء عربية تنتحل أيضًا صفة الانتماء لجنسيات مختلفة أحد أهم أهدافها إحداث الفتنة بين الشعوب العربية وبعضها.. وإنهم يصطنعون مشكلات من الهواء بيننا فتجد أسماء مصرية وهمية تسب في الجزائر مثلا.. فمن الطبيعي أن نجد جزائريين حقيقيين يردون السب بمثله.. فتحدث الفتنة.. وهكذا بين كل الشعوب العربية فما بالنا أن وجد الموساد الأمر ممهد له ؟ من الطبيعي سينتهزون الموقف ويحاولون إشعاله أكثر وأكثر، ولذلك من المؤكد أن من بين الصفحات المشتعلة الآن بسبب بعض الفتاوى والإجراءات الدينية في تونس الشقيقة لأسماء مصرية وتونسية وهمية لا علاقة لها بالواقع !

هذه مهمة الموساد وأجهزة أخرى.. كيف يقع فيها العقلاء؟ كيف يتأثر الشرفاء الوطنيون بالسلوك الجماعي على شبكات التواصل؟ كيف يقبلون أن يكونوا وقودا كل مره في شقاق وخلاف عربي عربي؟ هل ينقصنا ذلك؟ سبحان الله!

أما على الجانب الموضوعي فالشعب التونسي من أكثر الشعوب العربية وعيا وتفتحا وطيبة.. ولديهم مؤسساتهم وبرلمانهم وعندهم صحفهم وجمعياتهم وما يجري هناك شأن خاص يعنيهم وحدهم وهم أعلم بأحوالهم وشئون دنياهم وبمصالحهم وهم وحدهم من لهم الحق في الاعتراض أو رفض ما يعرض عليهم.. والحالتان الوحيدتان التي تدفعنا للتدخل هو طلبهم لرأينا أو أن سعوا فرض أي شيء علينا أو على غيرهم وهذا لم يحدث ولن يحدث!

التونسيون يحبون مصر والمصريين إلى حدود غير معقولة وتتشكل حالة بين الشعبين تكاد تقترب إلى حالة المصريين والسوريين ( نستخدم لفظ "شعوب عربية" مضطرين لأننا في الأصل شعب عربي واحد).. وربما كانت الفنانة الوحيدة التي تبرعت بعائد أحد أعمالها كاملا لصندوق تحيا مصر هي الفنانة لطيفة وفي أدب قالت إنه "جزء قليل من فضل مصر على".. فلا تساعدوا الشيطان الصهيوني ومن معه في الفتنة التي هي نائمة على الدوام لا يوقظها إلا كل ملعون!!
الجريدة الرسمية