بسبب ليبيا عاد السفير الإيطالى!

مع الشكر لكل من قالوا أو كتبوا إنهم بذلوا جهدا كبيرا لإصلاح حال العلاقات المصرية الإيطالية التي تعكرت في أعقاب حادث قتل ريجينى، إلا أن الأمر المؤكد لدى أن إيطاليا قررت أخيرا إعادة سفيرها إلى القاهرة، بعد سحبه منذ نحو 15 شهرا، لأنها أدركت أن ذلك ضرورى الآن لتحقيق مصالحها، وأنها في حاجة لعلاقات غير متوترة أن لم تكن طيبة مع مصر، رغم أن التحقيقات لم تكشف عن قاتل ريجينى بعد كما كانت تشترط روما لإعادة سفيرها الذي سحبته من القاهرة في شهر أبريل من عام 2016.

ففى غضون هذه الشهور الخمسة عشر طرأ تغيير كبير على الأوضاع في ليبيا، حيث أحكم الجيش الليبى بقيادة حفتر سيطرته الكاملة على بنى غازى وعلى الهلال النفطى، ويتأهب الآن لبسط سيطرته على مساحات أخرى من ليبيا ومن بينها طرابلس.. كل ذلك جعل دور مصر الداعم للجيش الليبى والبرلمان الليبى المنتخب في ليبيا أكثر أهمية وأكثر تاثيرا، لا يمكن لاى طرف إقليمى أو دولى أن يتجاوزه في سعيه لحل الأزمة الليبية.. وبما أن الإيطاليين يتمنون حل الأزمة الليبية بما لا يضر مصالحهم المتمثلة في تشغيل خط الغاز الليبي الإيطالى، والحد من الهجرة لبلدهم عبر ليبيا، فإن الأمر يقتضى منهم ألا يتجاهلوا الدور المصرى هنا.. فإن تحسين دور العلاقات الإيطالية معها يساعد في فتح الأبواب المغلقة أمام الإيطاليين في ليبيا، وهكذا المصالح تتصالح وتعبر عن نفسها.