رئيس التحرير
عصام كامل

آن الأوان أن يتقدم أهل العلم.. على أهل الحظوة!!


ألم يحن الوقت لإفساح المجال أمام علمائنا وشبابنا لنخرج من الصندوق والوادي الضيق إلى آفاق أرحب ومستقبل أفضل عبر تنمية روح الإبداع والابتكار في عقول صغارنا وشبابنا.. آن الأوان ليتقدم أهل العلم والخبرة على أهل الثقة والحظوة.. آن الأوان لأن تسترد مصر عافيتها باستعادة عقولها المهاجرة لإنقاذ اقتصادها وتعليمها، وإنقاذ وطن يصارع للبقاء، وأن يتحمل الكل نصيبه في المسئولية والكفاح، وأن تحدث مشاركة مجتمعية ينهض بمقتضاها القطاع الخاص بدوره الواجب في دعم العلم واستراتيجية البحث العلمي، وتبني صغار المخترعين ونوابغ الباحثين، وربط الاختراعات وبراءات الاختراع بالإنتاج وسوق العمل، لتجني مصر قيمة مضافة لاقتصاد المعرفة المبنى على إسهام العقل البشري في توليد الثروة والخروج من المشكلات والأزمات المعقدة.


فهل تجد دعوة الرئيس آذانًا مصغية من الإعلام، فيجعل الأخير النهوض بالتعليم والعلم أولى أولوياته حتى يمكننا أن نقضي على الأمية والجهل والفقر والتطرف والإرهاب والفساد والإهمال؟ هل تستنفر الأحزاب وشتى مكونات المجتمع المدني جهودها لتبقى ظهيرًا قويًا للدولة في حرب البناء والبقاء ومكافحة الإرهاب، وأن تمد يد العون للحكومة، وتدعم سياستها الجديدة لإصلاح التعليم حتى ينهض وطننا ويتقدم ليلحق بالعالم المتقدم؟

لقد عبر الرئيس عن كل ذلك في احتفال الدولة بعيد العلم وتكريم العلماء وأوائل الجامعات والثانوية العامة؛ ذلك العيد الذي أعاده الرئيس بعد توقفه لسنوات، ولم يكن مجرد احتفال عابر أو تكريم بروتوكولي لكنه رسالة واضحة بأن النهوض بالعلم صار ضرورة حتمية وأولوية قصوى للدولة، وأنه لا مفر من إصلاح التعليم الذي هو رافعة كل تقدم ومؤشر أي تطور، ومقياس أي تفاضل بين الأمم؛ فمكانة الأمة تتحدد بما تملكه من عقول ومفكرين ومخترعين، وبقدرتها على توظيف أفكارهم وابتكاراتهم لخدمة التنمية والتسلح والغذاء والدواء، وبما أنجزته في سجل الحضارة الإنسانية.
الجريدة الرسمية