رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات الحرب المرتقبة بين أمريكا وكوريا الشمالية

فيتو

العديد من التساؤلات والمفاهيم المغلوطة أثيرت خلال الآونة الأخيرة حول كوريا الشمالية، والأسباب التي تدفعها لتصعيد التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية، حاولت آنا فيفيلد، رئيس مكتب طوكيو لصحيفة واشنطن بوست، والتي قامت بأكثر من 10 رحلات إلى كوريا الشمالية، غطت خلالها كل شيء من السياسة إلى الثقافة، الإجابة عن تلك التساؤلات.

الحرب الوشيكة
وحول إمكانية قيام حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، توضح أن الوضع حاليا متوترا للغاية، والدليل التصريحات المفزعة والمتبادلة بين رئيسي الدولتين، مضيفة :«لا أعتقد أن الأمر سيتحول إلى حرب حقيقية بالفعل».

وأشارت آنا فيفيلد إلى أنه ليس من مصلحة أي طرف أن تكون هناك حربًا، وبالأخص كوريا الشمالية، والتي تعلم بشدة حجم الخسائر التي ستتلقاها حال خوض حرب ضد الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أن الأخيرة لا ترغب في خوض حرب نووية جديدة.

وتابعت أن هناك شبه إجماع بين آراء الخبراء المتابعين عن كثب للقضية، على أن الصراع الفعلي مستبعد تماما، متوقعة زيادة التوتر بين الدولتين خلال الفترة المقبلة، بسبب المناورات العسكرية المشتركة التي ستجري بين أمريكا وكوريا الجنوبية, الأمر الذي يثير استفزاز بيونج يانج إلى حد كبير.

الترسانة النووية
أما عن فكرة أن كوريا الشمالية ليس لديها سوى الترسانة النووية فقط، أكدت آنا فيفيلد أن كوريا الشمالية كان من الممكن أن تحدث أضرارا كبيرة لجارتها الجنوبية، بإطلاق صواريخ لديها قدرة على الوصول لمدينة سيول المزدحمة ويعيش فيها 25 مليون شخص، بالإضافة إلى وجود مائة ألف أمريكي يعيشون في كوريا الجنوبية بينهم 28 ألف جندي أمريكي، ولم يحدث أن نفذت كوريا الشمالية تهديداتها ضد جارتها.

صراع استثنائي
وعن وصف الصراع الدائر الآن بأنها استثنائيا ولم يحدث من قبل، أكدت آنا فيفيلد أن ذلك الوضع أقل توترا للغاية لما جرى في أبريل 2013، وطالبت كوريا الشمالية وقتها من الدبلوماسيين الأجانب مغادرة البلاد لسلامتهم، وكان ذلك دليلا على صراع عسكري محتمل، ولكن لم يحدث.

سيناريو الانقلاب
وعن أسباب عدم قيام انتفاضات أو انقلابات عسكرية في كوريا الشمالية، توضح آنا فيفيلد أن النظام الكوري الشمالي يحافظ على قبضته الشديدة على الشعب، الذي يخاف من توجيه أي انتقاد للنظام باستثناء بعض أفراد أسرته، وآحيانا لا يسمح لهم بالحديث.

ويواجه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون أيضا أي محاولة للانقلاب عليه من خلال إجراءات عنيفة، تشمل القتل، أو الإرسال لمعسكرات إعادة التأهيل، والإجبار على كسر الصخور لساعات طويلة يوميا، وأحيانا تعاقب مجموعات كبيرة على أفعال شخص ما، بما يمثل سبب قوي للجميع أن يحافظون على أفواههم مغلقة ورؤسهم للأسفل، بالإضافة إلى أنهم منشغلون لحد كبير بالعمل وتوفير الطعام لعائلاتهم عن التفكير السياسة.

غسل الدماغ
ولفتت آنا فيفيلد إلى أنه تجري عملية التلقين للأطفال منذ الطفولة في المدارس للغناء عن «الذئاب الأمريكية الماكرة» والمدح في عظمة قيادة كوريا الشمالية، بالإضافة إلى أنه لا يسمح بالمعارضة هناك، خاصة إذا شككت في شرعية النظام بأي شكل من الأشكال، فمثلا الحديث عن أن كيم جونج ليس أفضل قائد للبلاد، قد ينتهي إلى السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة.

وواصلت أن الشعب الكوري الشمالي يعلم تماما أن النظام القائم لديهم ما هو إلا كذبة كبيرة، وأن بلادهم ليست جنة اشتراكية كما يدعي كيم، والدليل أن الأفلام الكورية الجنوبية وغيرها يتم تهريبه إلى كوريا الشمالية على أقراص، ويشاهد البعض وسائل الإعلام الخارجية، ويعلمون أن العالم بالخارج أفضل.

المجاعة
وذكرت آنا فيفيلد أن كوريا فيما قبل التقسيم بنهاية الحرب العالمية الثانية، كان النصف الجنوبي مختص بالزراعة ولديه وفرة في الغذاء، بينما النصف الشمالي كان مختصا بالصناعة، مما جعل كوريا الشمالية بعد الانقسام تعتمد على نفسها وحلفائها السوفيتيين، في الغذاء، مما عرضهم لخطر المجاعة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ولكن في العموم فالوضع هناك ليس بحالة جيدة ولكن لا يمكن أن نسميه مجاعة، بل نقول أن هناك شبح مجاعة يحوم حول البلاد.

العقوبات الدولية
أما عن فاعلية العقوبات الدولية، على كوريا الشمالية فتوضح آنا فيفيلد أن ذلك يعتمد على ما تعنيه بالضبط كلمة فاعلية، ولكنهم لم يغيرون من سلوكهم ولم يتوقفون عن اختبار الأسلحة النووية والصواريخ.
الجريدة الرسمية