رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قصة قطار تأخر 12 ساعة بعد حادث الإسكندرية «تقرير»

فيتو

وصلت ريهام الشنواني إلى محطة القطارات في الموعد المحدد لانطلاق قطار القاهرة – إسكندرية، في زيارة لأسرتها التي تعيش بعيدا عنها لظروف عملها، كان من المفترض أن تصل إلى الإسكندرية في غضون 3 ساعات.


مع تأخير اعتاد عليه مستقلو القطارات، تأخر القطار عن انطلاقه.. تقول ريهام: «لم نعرف بوقوع الحادثة حتى توقف القطار قبل الوصول إلى بنها في منطقة زراعية لمدة ساعتين دون أن يخبرنا أحد أسباب التوقف، شعرنا بالخوف من المنطقة المحيطة بنا فهي منطقة زراعية، وهناك أسر ومسنين لا يستطيعون السير لمسافات طويلة».

شعرت ريهام بالخوف يتملكها وكردة فعل أرسلت إلى والدتها موقعها عن طريق تطبيق تحديد المواقع، حسب جدول وصول القطارات كان من المفترض أن تصل "ريهام" إلى الإسكندرية في تمام السادسة مساء، وهو ما لم يحدث: «القطار كان يسير عشر دقائق ثم يتوقف، بدأت الأسئلة تطرح من الجميع، لماذا كل هذا التأخير، ماذا يحدث ومتى سنصل إلى وجهتنا؟»

الشعب المصري ودود، يعرف كيف يخلق من الملل مادة دسمة للتواصل والدردشة، وبدأ البعض في التأفف من وضع السكة الحديد والتأخيرات المستمرة مستعيدًا بذاكرته الإهمال الذي أصاب هيئة سكة الحديد ليصبوا لعناتهم على الجميع وترتفع أصواتهم منددة بالإهمال، كما أطلق البعض النكات تندرا على ما وصلت إليه الحال.

فيما بدأ الأطفال في اللعب داخل الممر الضيق بين الكراسي، في محاولة منهم لكسر الملل، وفضل بعض العمال النوم داخل القطار وأخذ أكبر قدر من الراحة بدلا عن الانتظار، كما عمد الشباب إلى الانصراف إلى مواقع التواصل الاجتماعي حتى صرخ أحدهم: «ده في حادثة كبيرة وفيه ناس ماتت كتير في الطريق للإسكندرية»، متسائلا: «لحد إمتى هنفضل أرخص ما في البلد؟».

بدأ الخوف يتسلل إلينا فهناك من قرر أن يستمر في القطار وهناك من قفز في الزراعة أملا أن يجد وسيلة نقل أكثر أمانا توصله إلى وجهته، القطار أصابه السكون، فضلا عن الصمت الممزوج بالانزعاج الذي أصاب الجميع.

البعض إصابة الجوع والبعض الآخر أصابه العطش، لتظهر روح المصريين في الشدة، وبدأ الأهالي في مساعدة بعضهم البعض وتبادل الأطعمة والمشروبات، إلا أن تلك لم تكن الأزمة الكبرى، إذ بدأ الأطفال في الشعور بالخوف والنواح، وحرارة الجو زادت من تأزم الموقف خاصة على المسنين، حتى وصلنا في تمام الساعة الثانية عشرة إلى دمنهور، تقول ريهام الشنواني.

كان في انتظار الركاب في محطة دمنهور عدد من لواءات القوات المسلحة المنوط بهم توصيل الركاب إلى وجهتهم عبر أتوبيسات سوبر جيت، وهو ما حدث.

وصلت "ريهام" إلى منزلها بعد 12 ساعة من السفر، في مسافة لا تزيد عن ثلاثة ساعات: «شعرت إني مسافرة إلى بانكوك وليس الإسكندرية».
Advertisements
الجريدة الرسمية