الحساب!
قبل أن يذكرنى أحد أقول:
نعم حوادث القطارات تحدث في جميع دول العالم التي بها خطوط سكك حديدية ولا تنفرد بها مصر.. ونعم سكك حديد مصر ثانى أقدم سكة حديد في العالم وتهالكت بمرور السنوات وتوقف أو نقص الصيانة وضعف وقلة الإمكانيات المالية.. ونعم أيضا أن إصلاح وترميم سكة حديد مصر وتأهيلها يحتاج لوقت طويل وأموال ضخمة.
كل ذلك أعرفه وأدركه ويدركه كل دارس لعلم الاقتصاد أيضا.. لكننى أعرف أيضا شيئا آخر ولا أستطيع أن أدركه أو بالأصح أقبله.. وهو أننا رغم نقص الإمكانيات والقدرات المالية لا نقوم بما يتعين علينا أن نقوم به.. أي بواجبنا في إدارة ما هو القليل المتاح لدينا.. نحن لا نحاسب أحدا على تقصيره في عمله أو عدم قيامه بواجبه.
نتذكر فقط عندما تقع الكارثة حاجتنا للمحاسبة والعقاب للمتسببين المباشرين فيها وعقابهم ربما لامتصاص غضب الرأى العام.. لذلك تحدث الكوارث عندنا متلاحقة ومتكررة بمعدل زمنى كبير وهذا أمر لا يحدث في كل بلاد العالم التي بها خطوط سكك حديدية.. أما عملية التأهيل لهذا المرفق لدينا فهى تفتقد النظرة الشاملة التي تحتضر وقتها.
إننا متفرغون للقيام بأشياء كثيرة نتصور انها ترضى رؤسائنا ولا نقوم بواجبنا الأساسي الذي كلفنا به في أعمالنا.. بينما الحساب غائب لنا.. ونحن في النهاية الذين ندفع الثمن باهظا!
