رئيس التحرير
عصام كامل

حادث الإسكندرية.. القصة الأصلية وحتى أمس!


سؤال: مرفق السكك الحديدية متهالك؟
إجابة: نعم.. لأنه لا أشارات ولا أجهزة حديثة وتغييرات متعددة في قطع الغيار وفي تأهيل العاملين، كان لا بد أن تجري منذ فترة ولم تتم.. العالم الآن يعتمد "الكبسولة المغناطيسية" للانتقال الأرضي.. والكبسولة المغناطيسية أو "الهايبر لوب" وسيلة تتوسط القطار والطائرة وهي سرعتها مذهلة تصل أي 1200 كيلو في الساعة!! أي تذهب إلى الإسكندرية في 10 دقائق!


سؤال: ومنذ متى كان يجب إجراء هذه التغييرات؟

إجابة: مرفق السكك الحديدية مهمل منذ أربعين عاما تقريبا.. راجع مصير رؤساء الهيئة في السنوات الطويلة السابقة أغلبهم إن لم يكونوا كلهم أقيلوا في حوادث خطيرة!

سؤال: أراك تبالغ.. وتريد تبرئة الدولة حاليا من المسئولية!

إجابة: لا.. لكنني أريد أن أذهب إلى جذور المشكلة.. مرفق السكك الحديدية تعرض أو شهد حوادث كبيرة منها ديسمبر 1995 في القاهرة وأدى إلى مقتل 75 راكبا وإصابة المئات في تصادم قطار بمؤخرة قطار آخر، وفي أكتوبر 1997 بالإسكندرية حيث اصطدم قطار بالقرب من الإسكندرية بإحدى المصدات الأسمنتية الضخمة مما أدى إلى اندفاعها نحو المتواجدين بالقرب من المكان وخروج القطار نحو إحدى الأسواق المزدحمة بالبائعين والمتجولين مما أدى إلى مقتل 50، أما قطار العياط في 2002 تعد حادثة قطار الصعيد التي تعتبر الأسوأ في تاريخ السكك الحديدية المصرية أدت إلى مصرع أكثر من ألف مواطن احترقوا داخل القطار وتفحمت جثثهم!! وفي أغسطس 2006 قطار المنصورة خمسين شهيدا و163 جريحا وفي يوليو 2007 القاهرة اصطدم قطارين شمال القاهرة وراح ضحيته 58 شخصا كما جرح أكثر من 140 آخرين فضلا..

سؤال: كفاية كده!
إجابة: ليه.. مش بتتهمني بالمبالغة؟

سؤال: أيوه.. لكن كل ده ولماذا لم يتم إصلاح المرفق؟

إجابة: لأن مخصصات مثل هذه المرافق قلت.. وكما تم مع القطاع العام جرى الأمر مع السكك الحديدية.. إذ على الدولة وقتها إفشال المشروعات أولا لإقناع الناس بضرورة خصخصتها وبيعها.. ولو من 40 سنة جرى الاهتمام ولو تدريجيا ما وصلنا للتدهور الذي نراه.. فهمت؟

سؤال: لكنه مرفق مهم.. كيف يبيعونه؟ وأين ذهبت الأموال التي بيع بها القطاع العام؟ ألم يكن الأولى أن تنفق على السكك الحديدية؟

إجابة: نعم؟ بتسألني أنا؟ يا فندم لقد ألغوا العلاج المجاني في المستشفيات، وكنت تذهب بحالة عاجلة يطلبون منك الشاش والقطن وسرنجات الحقن! جت على السكك الحديدية؟ بل هناك أسوأ من ذلك.. شرعوا في بيع شركة سيماف.. سيماف يا رجل فخر صناعة القطارات المصرية التي أسسها جمال عبد الناصر في الستينيات ودون مراعاة لبعدها الإستراتيجي ولم ينقذها إلا الجيش والمشير طنطاوي، حيث قالوا إنهم يريدونها لبعض الصناعات العسكرية وهي اليوم تعمل من جديد في صناعة القطارات!

عندك أسئلة أخرى؟! أين ذهبت؟! صديقي.. اختفى أو ربما انتحر! لأني أعرفه جيدا.. عنده دم ومعتد بنفسه وكرامته وليس مثل آخرين!
الجريدة الرسمية