رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فاتن حمامة تكتب: برودة أعصاب

فاتن حمامة
فاتن حمامة

في مجلة الكواكب 1962 كتبت الفنانة فاتن حمامة مقالا قالت فيه:
من أكبر النعم التي يسبغها الله على الإنسان أن يعطيه زمام أعصابه ليستطيع التحكم فيها والسيطرة عليها، وإني لأحمد الله على أن منحنى هذه النعمة.. وأذكر ثلاثة مواقف انقذني منها هدوء أعصابي:


منذ خمس سنوات سافرت إلى الإسكندرية لأقضي بضعة أيام من الصيف على شاطئها الجميل، وقدت سيارتي وحدى في الطريق الصحراوى وكانت حرارة الجو مرتفعة.. وفى الطريق هبت زوبعة رملية جعلت السير مستحيلا والرؤية متعذرة.

فضلت أن أقف بسيارتي على جانب الطريق وكدت أختنق من الرياح وتلفت حولى فلم أجد سيارة واحدة وقبل أن يتملكنى الرعب.. هدانى الله أن استقر في سيارتي وأغلق النوافذ ورحت في نوم عميق، وبعد أقل من ساعة هدأت العاصفة وهبطت درجة الحرارة واستأنفت السير حتى وصلت الإسكندرية والفضل لهدوء أعصابي.

وذات يوم خرجت أتمشى بشارع قصر النيل وفى الطريق التقيت بلفيف من الطلبة من أولئك الذين يهربون من المدارس يطوفون الشوارع لمعاكسة خلق الله.

وفجأة اعترضوا طريقي وأحاطوا بي، لم اضطرب ولم أحاول التنحي عن طريقى فإذا بهم يقدمون لى كراساتهم طالبين منه كتابة كلمة إهداء، ووقعت لهم إلا أن واحدا منهم طلب أن أخصه بكلمة فكتبت له (أرجو أن تعود إلى مدرستك وتلتفت إلى دراستك لتصبح رجلا جديرا باحترام الآخرين) لكن هذا الفتى استرسل في سماجته فهاج عليه زملاؤه الطلبة ووعدوني بالعودة إلى مدارسهم وكان نصرا بفضل هدوء أعصابي.

والحادثة الثالثة كنت قد صادفت بعض المتاعب فاعتراني أرق شديد، وفى يوم كان علي أن أكون بالاستوديو في السابعة صباحا للتصوير، انتابني صداع شديد ولما وصلت أبلغني مساعد المخرج أن التصوير تأجل لأن المخرج لم يستطع الاستيقاظ مبكرا، وبدلا أن الغضب استلهمت صبر أيوب واتجهت إلى ركوب سيارتي لأعود إلى البيت، فلما عدت هدأت أعصابي واستطعت النوم نوما عميقا هادئا.
Advertisements
الجريدة الرسمية