رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نائب رئيس وحدة مناهضة التحرش بجامعة القاهرة: أنصح الطالبات بالصراخ وقت الواقعة لفضح الأستاذ

فيتو

  • الاسكرين شوت وحده ليس دليلا 
  • تتواصل الوحدة مع مباحث الإنترنت ونحصل على الرد خلال 48 ساعة 
  • حققنا في 30 حالة خلال عامين بعضها ضد أساتذة جامعيين
  • العقوبات.. لوم أو فصل أو تاخير الترقية أو فصل نهائي
  • أبرز تبريرات المتحرشين "أصلها عايزة كده"، "ضحكت لما عاكستها" 
  • لم نتلق أي بلاغات بتحرش طالبات بطلاب
  • الوحدة تضم 500 طالب متطوع 

تعد وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة، هي الأولى في جامعات مصر والشرق الأوسط، وعلي مدار ثلاث سنوات من عمل الوحدة، استطاعت تحقيق نجاحات كبيرة في مناهضة الظاهرة، التقت فيتو بنائب رئيس وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة، الدكتورة غادة على الأستاذة بكلية تجارة القاهرة، حيث نصحت الطالبات اللاتي يتعرضن للتحرش أن يصرخن وقت حدوث الواقعة لفضح الأستاذ والحصول على شهود.

وأكدت: أننا لا نهمل التسجيلات الصوتية ونعتبرها قرينة بالرغم من كونها غير قانونية لكنها تحتاج إلى دعم بأدلة أخرى.
 
وأوضحت أن الوحدة تتواصل مع مباحث الإنترنت وفي خلال 48 ساعة نحصل على الرد، ونعرف إذا كان الحساب مخترقا أو مزيفا ونعرف من صاحب الحساب الحقيقي لكن الشرط الأساسي هو ألا تغلق الشاكية حسابها أو تحظر المتحرش لأن الاسكرين شوت وحده ليس دليلا، وأكدت أن الوحدة لم تتلق أي بلاغات بتحرش طالبات بطلاب.

وإلى تفاصيل الحوار:

*في البداية كم عدد بلاغات التحرش التي حققت فيها الوحدة؟
الوحدة تصدر نشرة دورية كل 6 شهور، بحالات التحرش التي تم التحقيق فيها، ولكن خلال فترة إنشاء الوحدة وعملها، حققت الوحدة في عشرات بلاغات التحرش، ويبلغ عددها تقريبا نحو 30 حالة، وكانت بعض الشكاوى ضد أساتذة جامعيين، وتراوحت العقوبات بين لوم أو فصل أو حرمان من تولي المناصب الإدارية أو تاخير الترقية أو فصل نهائي.

*هل كانت كل الشكاوى ضد الأساتذة الجامعيين؟
لا ليست جميعها، فبعض الشكاوى كانت ضد موظفين، أو عمال أو أفراد أمن أو أحد أفراد الهيئة المعاونة.
وتتعدد أنواع الشكوي التي تحققها فيها الوحدة، فبعض الشكاوى تكون بين الطلاب وزملائهم أو شكاوى بين طلاب والعمال والموظفين.

*ما آخر شكوى فحصتها الوحدة؟
آخر شكوى فحصتها كانت ضد أحد أفراد الهيئة المعاونة بكلية تجارة، وقد أعلنت الجامعة مؤخرا قرارها بفصله بعد تحقيق استمر لمدة 6 أشهر ثم تم إحالته إلى مجلس التأديب، والذي قرر فصله من عمله بالجامعة بعد ثبوت قيامه بالتحرش.

*هل يختلف التعامل مع بلاغات التحرش التي تكون ضد أعضاء هيئة التدريس عن البلاغات التي تكون ضد العمال أو الإداريين؟
نعم، الشكوى التي تقدم ضد عضو هيئة التدريس تكون حساسة لأن بعض الطالبات قد تقدم شكوى كيدية ضد الأستاذ، وتخضع هذه الشكاوى إلى لوائح الجامعة، والوحدة تعطي الشكاوى المقدمة ضد أعضاء هيئة التدريس الأهمية القصوي، وتحال مباشرة إلى رئيس الجامعة الذي يتولى التحقيق فيها بنفسه مع أعضاء اللجنة التنفيذية المختصة بالشق القانوني، ويستمر التحقيق لمدة 6 أشهر حتى نعطي كل طرف من الطرفين حقه، كما نستعين أحيانا في هذا النوع من الشكاوى بشهود سواء كانوا زملاء الأستاذ الجامعي أو طلاب قد تخرجوا أو عمداء سابقين ثم يحال الأستاذ إلى مجلس تأديب يقرر العقوبة على حسب الجريمة، ونتيجة التحقيق، ونوع التحرش إذا كان لفظيا أو جسديا.

*كيف تتعامل الوحدة مع شكاوى الطلاب ضد زملائهم والشكاوى التي تقدم ضد الإداريين؟
تكون شكاوى الطلاب ضد زملائهم سرية، ويتم التحقيق فيها بواسطة اثنين من المحاميات المختصات في بلاغات التحرش، وغالبا تكون نتيجة التحقيق الفصل النهائي أو المؤقت أو الايقاف لمدة فصل دراسي أو حفظ الشكوى لعدم ثبوت الأدلة، وتستمر التحقيقات مدة أقل من 6 أشهر.

بينما تختلف الشكاوى المقدمة ضد الإداريين "موظفين وعمال" ويتم إحالتهم إلى الجهاز الإداري أو عمداء الكليات الذين يتولون التحقيق معهم ثم تعرض نتيجة التحقيق على رئيس الجامعة.

*ما الأدلة التي تستند عليها الوحدة في إثبات بلاغ التحرش؟ 
تستند الوحدة في تحقيقها على عدد من الأدلة لإثبات بلاغ التحرش منها الشهود فهم الدليل الأول، وهم الذين شهدوا الواقعة لذلك ننصح الطالبات وقت واقعة التحرش أن يصرخن لفضح الأستاذ والحصول على شهود.

تستند الوحدة أيضا على الرسائل النصية "sms" أورسائل مواقع التواصل الاجتماعي أو المحادثة النصية، ونعتمد على الكاميرات الموجودة بالجامعة لإثبات التحرش بالطرقات وشوارع الجامعة.

نستند أيضا إلى السمعة المتراكمة للأستاذ الجامعي كدليل استرشادي في صالح الطالبة، وخاصة إذا تكرر اتهامه بالتحرش أكثر من مرة إن لم تثبت هذه التهمة فإنها تعد دليلا، كما أنها أداة قوية لمنع الأستاذ الجامعي من التحرش بطالبات أخريات.

*هل تقبل الوحدة التسجيلات الصوتية والفيديو كدليل إدانة ضد الأستاذ المتحرش؟
تنظر الوحدة للتسجيلات الصوتية والفيديو كقرينة على التحرش ولكنها تحتاج إلى دعم، ومايثبتها من شهادة الشهود أو وجود وقائع مماثلة ضد هذا الأستاذ الجامعي.

ولا نطلب من الطالبة الحصول على إذن من النيابة لكن في نفس الوقت نطلب دليلا منها على ذلك "التسجيلات قرينة لا نغمض عيوننا عنها كوننا أكاديميين بالرغم من كونها غير قانونية وتحتاج إلى دعم بأدلة أخرى".

*هل تقوم الوحدة بتحريات عن الأساتذة المتهمين بالتحرش؟ 
لا، فالجامعة ليست كالشارع، ولا تحتاج إلى محققين أو تحريات لأن الوحدة أكاديمية وليست نيابة كما أن الوحدة قد تسترشد بسمعة الأستاذ الأكاديمي في التحقيق، فالجامعة شفافة ولا يوجد ما يتم إخفاوه وكاميرات في كل مكان، كما أن الجامعة متصلة ببعضها.

*كيف تتعامل الوحدة مع بلاغات التحرش الإلكتروني؟
يحتاج التحرش الإلكتروني إلى خبراء، وخاصة أنه يصعب إثباته، وعندما تتقدم إلينا الطالبة أو الأستاذة الجامعية بالشكوى تكون شكوي ضد حساب وليس شخص حتى يتم إثبات ملكية الشخص للحساب.

تتواصل الوحدة مع مباحث الإنترنت في خلال 48 ساعة نحصل على الرد، إذا كان الحساب مخترقا أو مزيفا ونعرف من هو صاحب الحساب الحقيقي لكن الشرط الأساسي هو ألا تغلق الشاكية حسابها أو تحظر المتحرش لأن الاسكرين شوت وحده ليس دليلا.

تصل مباحث الإنترنت إلى الفاعل وتحدد مكان إرسال الرسائل، فإذا كانت الرسائل مرسلة من بيت الأستاذ الجامعي فإنها لايستطيع أن ينكر الحساب أو أن يدعي بأنه مخترق.

*ما آخر واقعة تحرش إلكتروني حققت فيها الوحدة، وكم عدد بلاغات التحرش الإلكتروني التي تلقتها؟
آخر واقعة حققت فيها الوحدة كانت في كلية طب بيطري، وقد تقدمت الطالبات بشكوى ضد زميل لهم اخترق حساباتهن على موقع فيس بوك وقام بابتزازهن بصورهن الخاصة، واستطاعت مباحث الإنترنت كشف هوية الطالب خلال 48 ساعة وتم إحالة الواقعة إلى إدارة الجامعة ثم إلى النيابة.

وحتى الآن تلقت الوحدة ما لايزيد عن خمسة بلاغات إلكترونية خاصة أن معظم الفتيات تعتقد أنه يصعب إثبات التحرش الإلكتروني، كما أنهن يخافن من قيام المتحرش بنشر صورهن وفضحهن.

* كم عدد الطلاب المتطوعين بالوحدة؟
العام الماضي وصل عددهم إلى 500 طالب، وحاليا أصبح بعضهم خريج لذلك بدأت الوحدة في ضم طلاب جدد اليها عن طريق ملء استمارات تطوع ثم إجراء مقابلات شخصية لاختيار من يصلح منهم، وقد وصل عدد المتطوعين الجدد إلى 200 متطوع.

*هل تقدم الوحدة أي تدريب قتالي أو دفاع عن النفس لطالبات؟ 
نعم توفر الوحدة تدريبا خاصا على فنون الايكيدو وهي رياضة دفاعية ليست هجومية وظيفتها تعليم البنت كيف تدافع عن نفسها حال تعرضها لتحرش من شخص ضخم البنيان، يدرب الطالبات ثلاث من متطوعين للوحدة من كلية تجارة.

* هناك شائعات تقول أن الوحدة حققت في بلاغ تحرش طالبة بزميلها؟
لا، هذا الكلام غير صحيح لم نتلقي أي بلاغات لتحرش طالبات بطلاب لكن تلقت الوحدة بلاغا من طالب ضد زميله، وقد كان بلاغا جريئا من الطالب الذي فضل أن يأخذ حقه بالقانون، قد احيلت الواقعة إلى تحقيق سريع.

*هل تحقق الوحدة في بلاغات التحرش التي قد تحدث من أستاذ جامعي ضد طالبة خارج الجامعة؟
نعم لكن بشرط التعرف على ملابسات الواقعة، وماهو سبب وجود الطرفين خارج الجامعة وهل حدثت الواقعة مثلا أثناء إجراء الأستاذ والطالبة بحث ميداني أو تحليل علمي بأحد المعامل "هدف أكاديمي"، تعتبر الوحدة الحادثة جزء من الجامعة ويتم فتح التحقيق داخل الجامعة لكن إذا كانت المقابلة مجهولة أو المكان مجهول يتم اتخاذ موقف من طرف الأستاذ فقط.

*كم تبلغ ميزانية الوحدة؟
ميزانية الوحدة مفتوحة وليست محددة لأن الدعم المالي مفتوح من إدارة الجامعة ومن الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، والذي وعد بتقديم كل الدعم للوحدة لأنها ملف مهم، ويتعلق بأمن الطالبة.

*هل يحصل الأساتذة العاملون بالوحدة على مقابل مادي؟ 
لا فالحقيقة معظمهم متطوعون، نعمل منذ عام ونصف بدون مقابل مادي، ولكن إدارة الجامعة صرفت لأساتذة في آخر 6 أشهر مكافأة عمل بالوحدة وهي 100% على المرتب الأساسي.

لا نكلف الجامعة مبالغ كبيرة بالرغم من كثرة عددنا، فالوحدة يعمل بها منسقون محليون موجودون بكل كلية ومعهد لتلقي الشكاوى، وحتى أن رئيس المعهد الثقافي البريطاني قال لنا "نجاحكم أصبح جاذبا كمغناطيس لكل الهيئات حتى تعمل معكم.

*ما خطة الوحدة في المستقبل؟ 
نتعاون حاليا مع رابطة المرأة العربية، ونخطط لنشر تجربة الوحدة في كل البلاد العربية المحيطة والجامعات العربية أيضا، نريد أن تصبح مصر رائدة في مواجهة التحرش بالجامعات، وسننشر التجربة بين جيراننا العرب في دول مثل تونس والأردن والمغرب.

*هل تخطط الوحدة لإنشاء رابطة كبيرة لكل وحدات مناهضة التحرش في مصر؟
لا، أعتقد لأن كل وحدة مستقلة بذاتها وتخضع لإدارة جامعتها، ومايربط هذه الوحدة هو المجلس الأعلي للجامعات، وقد أصدر المجلس مؤخرا توصية بالاقتداء بالوحدة في جامعة القاهرة.

* لماذا اختارت الوحدة الدكتور جابر نصار كرئيس شرفي لها؟
لأن الوحدة لا تنكر حقه في إنشائها، فهو من خلق وحدة مناهضة التحرش، فقد كان المؤسسون يفكرون في إنشاء لجنة للوحدة، وهو من فكر في أن تكون وحدة خاصة تستمد قوتها من رئيس الجامعة لأنه يتولي رئاسة مجلس إدارتها كرجل حفر في الصخر عشان قضايا المرأة ".

كانت أصعب سنة مرت على الوحدة هي السنة الأولى، كان بعض الناس يسميها وحدة التحرش، تعرضت الوحدة ورئيس الجامعة وقتئذ لحملة انتقادات واسعة، ولم تحدد الوحدة حتى الآن مهام منصب الدكتور جابر نصار لكنه سيكون افادة للوحدة باعتباره أستاذ قانون.

*هل ستتعامل الوحدة مع شكاوى مريضات القصر العيني ضد أطباء المستشفى؟
نعم، سنعاملهم كأي شخص خارجي يقدم شكوى ضد شخص يعمل بالحرم الجامعي وسيتم إحالة الشكوي للنيابة؟ 

*من خلال خبرتك، ما نوع التحرش الغالب على شكاوى الطالبات؟ 
كانت معظم الشكاوى من تحرش لفظي، قلة قليلة من الشكاوى كان تحرشا جسديا.

* ما أبرز تبريرات التي قالها المتحرشون خلال التحقيقات؟

كانت أبرز التبريرات "أصلها عايزة كده، أصل لبسها هو السبب، أصلها ضحكت لما عاكستها، أصلها هي السبب".

*هل هناك أي شاكية تنازلت عن المحضر؟
لا، لم تتنازل الطالبات أبدا عن المحضر، وأحيانا تواجه الطالبة هجوما مجتمعيا من أهلها، ثم نتواصل مع الأهل لتثبيت موقف الطالبات.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية