رئيس التحرير
عصام كامل

«الأكاديميات الوهمية» كارثة تعليمية في بني سويف.. «تقرير»

فيتو

«إذا كنت من من الحاصلين على الثانوية العامة أو الأزهرية أو من خريجى الدبلومات الفنية بمجموع 50% أو أكثر الآن يمكنك الالتحاق بالأكاديمية التي تؤهلك للوظائف الأكثر طلبًا في سوق العمل في مصر والخليج».. محتوى إعلانات تنتشر بالشوارع والميادين والأماكن العامة ومواقف السيارات، بمحافظة بني سويف، في مثل هذا الوقت من كل عام، لحث الخريجين على التقدم لهذه المنشآت التعليمية «الوهمية» لتأهيلهم في دورات تدريبية مقابل مبالغ مالية تصل إلى 10 آلاف جنيه سنويًا، كوسيلة لشراء شهادة جامعية، في تخصصات «السياحة والفنادق والتمريض والبترول والغاز الطبيعي والمساحة والإعلام.. وغيرها».


مؤسسات الحكومة
الأخطر من تواجد هذه المنشآت على العملية التعليمية هو تعامل بعض المؤسسات معها على أنها معاهد تعليمية تقبل بعمل خريجيها، فالمستشفيات الخاصة تقبل عمل الحاصلات على شهادات التمريض من تلك الأكاديميات، في ظل حالة تراخى الدور الرقابي لمديرية الصحة على تلك المستشفيات، وكذلك معامل التحاليل، تستقطب خريجات تلك الأكاديميات، لتفرغهن وضعف مطالبهن المادية بالمقارنة مع الممرضات خريجات مدارس ومعاهد وكليات التمريض الرسمية.

جهاز رقابي
هذه الأكاديميات تعلن لافتاتها وخدماتها على الملأ مستغلة عدم وجود جهاز رقابي منوط له متابعتهم، إلا متابعة التراخيص والإجراءات الإدارية العادية، على الرغم من عدم حصولها على الموافقات والتراخيص اللازمة، حيث لا تعترف بها وزارة التعليم العالي.

صرخات الخريجين
صرخات خريجي تلك الأكاديميات تتوالى يوميًا عندما يكتشفون أنهم تعرضوا لعملية نصب وأن هذه الأكاديميات التي تعمل بدون ترخيص أو لائحة محددة، بمثابة مراكز تدريبية لا تمنح إلا شهادات اجتياز هذه الدورات، فهى لاتقف على شروط سواء في السن أو المجموع لأن الهدف هو جمع الأموال ليس أكثر.

شهادت غير معترف لها
هانى فواز، أحد ضحايا تلك الأكاديميات الوهمية، يقول: تقدمت نجلتي لإحدى هذه الأكاديميات التي تخصصت في المهن المساعدة للأطباء مثل: التمريض، والتسجيل الطب، والتحاليل، والأشعة، والصيدلة، والسكرتارية الطبية، وأعلنت الأكاديمية في موادها التسويقية عن بروتوكول تعاون مع إحدى الهيئات الصحية الكبرى لتدريب الطلاب عمليًا داخل مستشفياتها وعياداتها واستخدام قاعات تدريبها، وكذلك تعيين الخريجين المتميزين عقب انتهاء فترة دراستهم، إلا أنني فوجئت بأن هذه الشهادات لا يعترف بها رسميا أمام مؤسسات الدولة، ولا تمثل أكثر من شهادة تقدير أو الحصول على دورة تدريبية.

التعليم العالي
وقال رمضان أمين، محام، إن وزارتي التعليم والتعليم العالى، عليهما القيام بدورها الرقابي تجاه هذه الأكاديميات الوهمية، مشيرًا إلى أن هذه الأكاديميات أصبحت مشروعًا يدر ربحا خياليا على القائمين على إدارتها، وإذا أردت أن تبدأ مشروعا من هذا النوع لن تحتاج سوى متخصص في الدعاية والتسويق، ثم شقة صغيرة في مكان ما عبارة عن ثلاث غرف إحداها للإدارة، وأخرى صالة لاستقبال الوافدين، والثالثة تستخدم كقاعة تدريس.

جامعة بني سويف
وقال الدكتور أمين لطفي، رئيس جامعة بني سويف: إن الجامعة تتصدى بما خول لها من صلاحيات لتلك المراكز التعليمية المسماة بـ"أكاديمية" وتقدمت للنيابة العام ببلاغ ضد أحد هذه المراكز بسبب استغلال القائمين على إدارته "اسم الجامعة" في الترويج لدورات تدريبية للحاصلين على شهادة الثانوية العامة والأزهرية والدبلومات، في مجالات تمنح شهادة "فني مساحة" و"مشرف معماري" بالمخالفة للقوانين واللوائح.

الضبطية القضائية
وأضاف: ورد إلى تقرير لجنة الضبطية القضائية التابعة لوزارة التعليم العالى وخطاب من وزير التعليم العالى يفيد بأن المركز العلمى للاستشارات والتطوير الكائن بشارع بورسعيد أرض المحلج ببنى سويف أعلن عن قبول دفعة جديدة من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة والأزهرية وجميع الدبلومات للحصول على شهادة فنى مساحة ومشرف معمارى وأن الشهادة معتمدة من كبرى الجامعات المصرية مستغلًا بذلك اسم جامعة بنى سويف وشعار وزارة التعليم العالى على خلاف الحقيقة مما يعد تضليلا للطلاب وأولياء الأمور بأنها مؤسسة تعليمية معترف بها.

الغش والنصب
وتابع "لطفي": سنقابل بكل حزم وقوة كافة أشكال الغش والنصب والاحتيال والتزوير من خلال تطبيق القانون لردع كافة أشكال وأنماط الفساد، وحذر رئيس الجامعة الطلاب من الانصياع خلف هذه الدعاية الكاذبة المضللة وتوخى الحذر والتأكد من صحة المعلومات في المحتويات الدعائية، موضحًا أن الجامعة جزء لا يتجزأ من مؤسسات الدولة تعمل في منظومة الحوكمة والشفافية للقضاء على كل أشكال الانحراف ومحاربة الفساد في سياق من العدالة الناجزة.
الجريدة الرسمية