رئيس التحرير
عصام كامل

الشعب أذكى.. ولكن !!


الشعب أذكى من أن يخدعه أحد، وهو يرى ببصيرته مقدار الخطر المحدق ببلده لكنه أيضًا في حاجة للتذكير، فالذكرى تنفع المؤمنين.. هو في حاجة لمن يأخذ بيده، يتواصل معه ينظم جهوده وصفوفه وأفكاره، بعيدًا عن دعاوى التضليل والإفك التي تروجها قنوات الشر ومواقع التراشق الاجتماعي.


ما من شك أن أخطر ما تواجهه مصر اليوم هو محاولات غرس اليأس والإحباط في النفوس ودفعها للاستسلام لسيناريو إشاعة الفوضى والإحباط وهز الثقة في الدولة ومؤسساتها تمهيدًا لعزل الشعب عن قيادته وحكومته، وذلك مبتغى حروب الجيل الرابع والخامس التي لا تتوقف، وهي لا تقل خطرًا عن الإرهاب والفساد، والزيادة العشوائية في السكان بلا زيادة مماثلة في الموارد والإمكانيات.

ومن ثم فلم يعد سؤال الوقت: هل نحن في خطر، بل كيف نواجه مثل الخطر ونقضي عليه، في ظل ظروف دولية واقتصادية أشد صعوبة مما مضى وربما هي الأصعب في تاريخنا كله.. فثمة تربص متشابك الخيوط لتضييق الخناق على مصر، وإيقاف تقدمها نحو المستقبل.. وإلا فبم نفسر الهجوم المستمر الذي تشنه منظمات حقوقية دولية مثل "العفو الدولية" أو "هيومان رايتس ووتش" بخلاف ما تفتريه الصحافة العالمية.. ولماذا لم تعد السياحة إلى سابق معدلاتها مع روسيا مثلًا رغم تحقيق المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأمن في مطاراتنا.. ولماذا إصرار إنجلترا على تحذير رعاياها من السفر لبعض المناطق في مصر؟!

هناك للأسف من يعمل على إنجاح هذا المخطط التآمري في الداخل، يستوي في ذلك الأجهزة الحكومية المتراخية والمسئولون الذين لا يقدرون حجم المسئولية السياسية الملقاة على عاتقهم، سواء في معركة الإرهاب أو محاربة الفساد، أو التنمية والبقاء.. فكيف تنقطع الكهرباء مثلًا في مطار القاهرة لأكثر من ساعتين، وهو ما تبرأت منه وزارة الكهرباء ومن ثم أصبح مسئولية "الطيران المدني" وحسنًا ما فعله النائب العام بحبس المتسببين في ذلك.. كيف يفكر المسئولون المقصرون.. ألا يسيء مثل ذلك لسمعة مصر، ناهيك عن الارتباك الذي يعتري أداء مسئولين آخرين.
الجريدة الرسمية