رئيس التحرير
عصام كامل

أرزقية المحروسة.. خمسة راحة يا دنيا (تقرير مصور)

فيتو

العمل يبدو وكأنه حلقات يومية في سلسلة لا نهائية.. تبدأ مع "صباحية ربنا"، حيث الخيوط الأولى من النهار حينما ينطلق الشقيانين إلى وجهاتهم المعتادة بعد إفطار "متين" يواجهون به جوع الساعات التي تليه ويمدون به أجسادهم كوقود يدفعهم إلى الكد والعمل.. بينما الحرارة ودرجاتها المرتفعة لا تتهاون معهم ولا تتعاطف مع جهودهم التي تتواصل ولا تهدأ إلا حينما يعلن الجسد اعتراضه على الاستمرار.. وحينها يأتي وقت يقررون فيه اقتطاع "خمسة راحة" من الدنيا.



راحتهم لا تعرف زمنا محددا أو توقيتا ثابتا.. بل أجسادهم المتعبة هي من تبت لا إراديا في هذا الأمر وهي من تطلق الحكم النهائي.. أما هم فيخضعون لحكمها دون أدنى اعتراض أو رفض رافعين شعار " لبدننا علينا حق.



قد تأتي هذه الراحة في صورة استجمام مؤقت مع شمس العصاري يصاحبه "كوب ماء"، مثلج يروي عطش ويخفف من أمارات الحر وآثاره.. أو تكن للبعض "تعسيلة" في الهواء الطلق.. حيث إن "النوم سلطان"، يخضعون له غير عابئين بكل ما يحدث في الدنيا من حولهم حتى وإن كانت "تضرب تقلب" فالجسد سبق وأعلن رأيه وأصدر قراره بأنه قد حان الموعد الرسمي لاختلاس دقائق معدودات لراحة البال وفقا للتوقيت الرسمي لأجسادهم المرهقة والمتعبة.




تبدو على ملامح الشقيانين رغم الراحة آثار تعب لا تخلو من مسحة رضا بالحال وأحيانا أخرى تتخللها ابتسامة وضحكة تغلب الواقع بظروفه المعقدة ومتطلباته التي قد تدعو للتشاؤم في أفضل الأحوال.



 

أما الشقيانين من الصغار فراحتهم غير.. فبالرغم من أن الحياة وواقعها المؤلم قد تسلب منهم يوميا براءتهم وتكبل بقيودها انطلاقهم إلا أنهم وسط المتاعب اليومية وظروف العمل التي تتنافي مع طبيعتهم وسنوات عمرهم الصغيرة،  يكسرون جزءا من قيودهم ويفكون أسر روحهم بمجرد أن يختلسون راحة مؤقتة.. ولكنها ليست قادرة في معظم الأحيان لمحو مسحة الحزن التي تسكن عيونهم الصغيرة.
الجريدة الرسمية