رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. عائلة آل قريش في سوهاج تطلق مبادرة لتخفيف أعباء الزواج

فيتو

تختلفت عادات وتقاليد محافظات الصعيد عن الوجه البحري، وخاصة بشأن شروط الزواج، فمعروف أن الصعايدة يغالون في ارتفاع مهور بناتهن، وفي محافظة سوهاج، تختلف عادات الزواج من مركز لآخر وأحيانا بين قرية وأخرى، ففي بعض القرى يصر الأهالي حتى الآن على أن يكون الزوج من نفس العائلة، بينما لا تفضل عائلات أخرى ذلك.


وإلى وقت قريب كان معظم الأهالي يدققون في تفاصيل إتمام الزواج على سبيل المثال يتم كتابة قائمة منقولات زوجية بقيمة 250 ألف جنيه، و150 جرام ذهب، ومؤخر صداق يكاد أن يصل إلى 50 ألفا وأكثر ويختلف الأمر من قرية ومن عائلة لأخرى، غير تكاليف عش الزوجية التي تأتي على عاتق الزوج وأهل الزوجة حتى يتم إتمام الزواج.

يبدأ زواج بنات الصعيد بوجه عام ومحافظة سوهاج تحديدا، باختيار والدة "العريس" عروسا من أقاربه أو تقوم بأخذ رأيه في بنات عمومته أو أخواله أو خالاته، فيتقدم لخطبة العروس وإذا تم الاتفاق يقوم أهالي الطرفين بتحديد شروط إتمام الزواج ويأتي على قائمة الأولويات نيش العروس الذي يكلف والد العروس مبالغ باهظة، والاتفاق على "خبيز الفرح"، وليلتي الحنة والفرح ومتطلباتهما وتكاد أن تصل تكلفة الوليمة التي يقوم بها أهل العريس إلى 50 ألف جنيه.

وأمام تلك العادات انطلقت مبادرة حملت اسم «آل قريش» بقرية الصلعا جنوب محافظة سوهاج، للتخفيف من أعباء الزواج، عملا بمبدأ «أعظم النساء بركة أكثرهن مؤنة»، وبعد اجتماع عقده أصحاب المبادرة مع كبار عائلتهم وشبابها استقر الجميع على القرارات الآتية:

- تحديد 20 جرامًا من الذهب شبكة على أن تعوض العروس بقيمة أعلى في قائمة المنقولات الزوجية، وإلغاء النيش ومستلزماته، و"خبيز الأفراح" والذي يتم توزيعه في صباحية الزواج على الأهل والجيران، وكذا إلغاء الزفة المرتبطة بتوصيل "العفش" من بيت العروس إلى بيت العريس، وأن تكون ليلة الحنة عند العريس والعروس قاصرة على الأهل والأصدقاء فقط وغير موسعة وبتكاليف بسيطة جدًا، مع تخفيض مستلزمات العروس بقيمة تتراوح بين 40 إلى 50% وذلك بمعرفة النساء على أن يتم عمل قائمة بما سيتم إلغاؤه.

- بإلزام أبناء العائلة بما ورد في الاجتماع من قرارات ومن يخالف ما تم الاتفاق عليه يلتزم جميع أبناء العائلة بعدم مشاركته في عرسه، وإعفاء الأفراح التي سوف تتم عقب عيد الأضحى المبارك من الالتزامات الأساسية التي انتهت منها المبادرة بالفعل على أن يطبق عليها باقي الشروط والالتزامات دون إخلال بأي منها، مع تأجيل مناقشة بعض الأمور التي تتطلب نصيبًا أكبر من المناقشات والآراء، كما شاركت نساء العائلة في الإمضاء على بنود تلك الاتفاقية.

وقال محمد محمد عبدالعال، 63 عامًا، مزارع، من كبار عائلة آل قريش: "بدأت بتطبيق المبادرة بسبب ظروف الناس والمعايش وارتفاع الأسعار وعدم الإقبال بكثرة على الزواج، ففكرنا كعائلة وشباب في إطلاق بمبادرة على أساس تخفيض أعباء الزواج لبنات وشباب العائلة وأتمنى من الله أن يتوسع الموضوع ويكون في باقي العائلات الأخرى والقرى المجاورة".

وأضاف عبداللاه صديق حسين، 54 عامًا، شيخ معهد: "عند مناقشة بند إلغاء النيش ومحتوياته، قررنا أن يتم إلغاؤه وإعفاء طرفي العائلة منه وانتهينا إلى أن من يتزوج من داخل العائلة على علم بأن النيش تم إلغاؤه، أما إذا كان طرفا من الزوجين من خارج العائلة فيتم على حسب الاتفاق وذلك لتخفيف الأعباء على الأهالي، لأن تكلفة النيش كبيرة وبذلك نساعد في توفير مبلغ كبير وبناء أسرة هادئة مطمئنة بعيدا عن الغلاء الذي يواجه الجميع، كيف سيتم تطبيق تلك المبادرة في أول فرح بالعائلة بعد عيد الأضحى المبارك".
الجريدة الرسمية