رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ضياء القوصي خبير الموارد المائية: سوزان مبارك حاولت تحويل الجزيرة المواجهة لمعهد ناصر لمنتجع

فيتو

ثروات مصرية ضخمة، تحمل خيرات لا تحصى ولا تعد، يعلم الكثير أنها كنز مفقود، ولا يعلمون قيمته الحقيقية أو تفاصيل نشأته، والمشكلات التي تواجهه ووضعه القانوني والمحقق لملكيته، لذلك أجريت "فيتو" حوارًا مع "ضياء القوصي" خبير الموارد المائية ومستشار وزير الزراعة الأسبق، للوقوف على تلك النقاط، وإلى نص الحوار:


في البداية.. ما عدد الجزر النيلية في مصر؟
عدد الجزر النيلية في مصر لا يحصى ولا يعد برقم ثابت لأنه قابل للتغيير، فعلي مدار أوقات قليلة تنشأ جزر جديدة وتختفي أخرى، يتوقف ذلك على مستوى منسوب مياه النيل، ففي بعض الأحيان تنحسر المياه فتظهر جزر جديدة، وفي أحيان أخرى يزداد منسوب المياه فتغطي جزر وتغرق ثم تختفي تماما، وأكبر مثال على ذلك جزيرة الوراق، كانت من الجزر الغارقة، وكذلك جزيرة إدفينا في بني سويف، وهو ما تسبب في اختلاف إحصائيات المؤسسات الرسمية، فتقارير معهد بحوث النيل أوضحت أنها 182 جزيرة، وهيئة المساحة العامة تقول إنها 181 جزيرة، ومعهد بحوث الأراضي والمياه قدرها بنحو 209 جزر، ووزارة الموارد المائية ذكرت في أحد تقاريرها أنها 197 جزيرة.

أين تقع تلك الجزر وبكم تقدر مساحتها؟
تقع تلك الجزر فيما يقرب من 16 محافظة، هي: أسوان وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا وبني سويف والدقهلية والأقصر ودمياط وكفر الشيخ والبحيرة والشرقية والمنوفية والقليوبية والقاهرة والجيزة، تبلغ مساحتها ما يقرب من 37150 فدانا أي ما يعادل 160 كيلومترا من أجود الأراضي الزراعية وأخصبها، ويعيش عليها ما يقرب من ٢ مليون مواطن.

كيف تتكون الجزر.. وهل يؤثر الشح المائي في تكوينها؟
تتكون الجزر عندما ينخفض منسوب المياه، فيحدث ترسيب وبتوالي السنوات يتزايد الترسيب، ويتكون المسطح الأرضي، ولم يؤثر الشح المائي بالمعنى المنظور؛ لأن معظم الجزر بمرور الوقت ترتفع عن المنسوب الطبيعي للمياه نحو متر ونصف المتر.

يختلف البعض على تحديد هل جذر النيل محميات طبيعية أم لا.. كيف يتم تحديد ذلك؟
كل الجزر النيلية محميات طبيعية، وهو ما يحاول الكثير إنكاره ولكن لا يمكن، لأن كل الأدلة والمواثيق تؤكد أنها محميات طبيعية، وبقرار من وزارة البيئة حتى ولو تم تفعيل قرار وضع اليد للأهالي.

ما القيمة الحقيقية لتلك الجزر؟
أراضي تلك الجزر من أفضل الأراضي على مستوى العالم وأغناها، تحمل في طياتها خيرات لا تقدر بأموال، بعناصر مهمة غير متوفرة في أي مكان، فيكفي ذكرنا جزيرة الدهب من المصادر الرئيسية للخضراوات، وكذلك الوراق من أهم الأراضي التي تنتج الموز والزهور، فتلك الأراضي الزراعية من أجود الأنواع العالمية.

من وجهة نظرك ما أهم المشكلات التي تواجه تلك الجذر؟
رزق الله تلك الجزر بنعم لا تحصى ولا تعد، فهي ليست بحاجة إلى مساعدات كثيرة أو تدخلات بشرية فذة، ولكن المشكلة الأساسية التي تواجه تلك الجزر منسوب المياه، وبالفعل تحتاج إلى دراسات جمة وتحركات مكثفة لمنع غرق تلك الجذر بعد ارتفاع المنسوب، خاصة أن جزرًا عدة تم فقدها بسبب الغرق والاختفاء، بعدما ارتفع منسوب المياه وغطاها، كما أن بعض تلك الجزر منعزلة تماما عن النيل، ويضطر قاطنوها إلى استخدام الزوارق والقوارب للعبور إلى الشاطئ الآخر، مما يؤدي للتعرض للهلاك.

مسلسل لم ينته وصراع مستمر بين الحكومة والأهالي بأحقية من الجزر.. كيف ترى ذلك؟
لا يوجد ما يحكم العلاقة بين الحكومة والأهالي، الأهالي يؤكدون أن لديهم مستندات تثبت أحقيتهم للأرض، والحكومة تؤكد أن لديها حق الولاية ولا أحد يعلم الحقيقة، والسبب في اختلاط الأوراق الحكم المحلي الفاسد، الأمور معقدة ولا توجد أدلة واضحة عن الصراع المتبادل، ولكن تحت أي ظروف ينبغي على الدولة أن تراعي المواطن البسيط.

ما رأيك في استثمار تلك الجزر للاستفادة منها؟
أصحاب رءوس الأموال لا يبحثون عن التنمية البسيطة، التي تحقق العائد البعيد وتفيد أهالي المنطقة، ولكن الاستثمار يعمل على الكسب السريع، وهو ما سيتسبب في خسارة كبيرة لتلك الجزر، وسيطيح بأهاليها وسيدمي كل روح عليها، وأبسط دليل على ذلك محاولة زوجة الرئيس الأسبق حسني مبارك، تحويل الجزيرة الموجودة أمام معهد ناصر لما يشبه المنتجع يعيش عليه المرضى لقضاء فترة نقاهتهم، وبالتالي ستصبح لذوات الأموال، وستكون في خدمة أصحاب النفوذ.

كيف يمكن تحقيق أكبر استفادة قصوى من تلك الجزر؟
لا تصلح أي مشروعات صناعية على تلك الجزر، فأفضلها الزراعية، باعتبارها مربحة بشكل كبير للأهالي، وتحقق لهم منافع جمة، فهي تربة خصبة صالحة لزراعة النباتات النادرة والأعشاب البرية ذات القيمة الغذائية وأشجار التوابل المختلفة، كما يمكن أن تكون مواقع تجارية على طول نهر النيل، تقام عليها موانئ صغيرة للتجارة الداخلية، بالإضافة إلى استغلالها كمحميات طبيعية تتنوع فيها الحيوانات المصرية كالجمال والأبقار والماشية والماعز والأغنام كمصادر مهمة لتوفير البروتين الحيواني، بالإضافة إلى النباتات الطبيعية كالقمح وجميع الخضراوات.

من وجهة نظرك ما أبسط حل لمعركة الأهالي والحكومة على تلك الجزر؟
العشوائية سبب كل المصائب، ينبغي أن يكون كل شيء منمقًا، ولابد أن تكون العلاقة بين الأهالي والحكومة وثيقة أكثر من ذلك، والتخلص من سياسة التخبيط التي نعيش بها، والرقي بالمستوى لأسلوب حضاري يساعد على التفاهم.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
Advertisements
الجريدة الرسمية