رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. مسلمون وأقباط في حضرة المسيح بمولد العذراء بأسيوط «تقرير»

فيتو

تستقبل محافظة أسيوط في 7 أغسطس من كل عام مولد السيدة العذراء، والذي يعد واحدًا من أهم المناسبات الدينية، والاحتفالات التي يحتفل بها المسلمون والمسيحيون على حد سواء، وتستمر حتى 21 من نفس الشهر، والذي يواكب لجوء "العائلة المقدسة" إلى جبل درنكة في أسيوط.


وصف الدير
ويقع مولد السيدة العذراء بقرية درنكة على بعد 10 كيلومترات من مدينة أسيوط و3 كيلومترات من قرية درنكة ويرتفع أكثر من 100 متر عن سطح البحر وكان قديما يعرف بالملاذ، حيث يتم اللجوء إلى كنيسة المغارة للاحتماء من فيضان النيل منذ أيام الفراعنة على ارتفاع مائة متر من سطح الأرض الزراعية.

وبالدير مجموعة من الكنائس أقدمها كنيسة المغارة، وطول واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا داخل الجبل، وهى مازالت كما هي منذ نهاية القرن الأول المسيحي، والتي يرجع عمرها إلى نحو 2500 سنة قبل الميلاد.

ويوجد داخل المغارة مجسمات للعذراء والسيد المسيح ومكان للهيكل، كما يوجد بالدير قبر الأنباء ميخائيل شيخ مطارنة أسيوط، والذي تنيح قبل 4 أعوام ودفن بالدير ولوحات إعلانية ونقط إطفاء وأماكن انتظار أتوبيس، فضلا عن النقوش والصلبان الضخمة الموزعة بجميع أنحاء الدير ومرفق به وزراعات للبرسيم والأقماح وأرض زراعية ومنحل ومزرعة للمواشي وصناعات منتجات ألبان.

ويضم الدير الكنيسة المعمودية التي تشهد تعميد قرابة 200 طفل في اليوم الواحد بالمولد.

كنائس الدير
وتعد أديرة أسيوط قبلة الحجاج المسيحيين وخاصة ديريى العذراء مريم بدرنكة ودير المحرق بالقوصية والذي يعد أقدم دير في العالم، وتستقبل محافظة أسيوط في موسم احتفالات مولد العذراء عددا هائلا من الجنسيات المختلفة وخاصة من الإثيوبيين والإريتريين.

ومثلما ينهى المسلمون حجهم بعد زيارة مكة بالتوجه للمدينة المنورة عقب إتمام شعائر الحج يحج المسيحيون إلى الكنائس والأديرة بأسيوط ومنها كنيسة قسقام بدير المحرق وكنيسة دير العذراء مريم بمغارة بجبل درنكة، ورغم توتر العلاقات بين مصر وإثيوبيا مؤخرا؛ بسبب إنشاء سد النهضة إلا أن ذلك لم يؤثر فى أعداد زوار مصر للدير، والذي يتخطى النصف مليون قبطى حبشى كل عام.

بينما يأتي مسيحيو الصومال والسودان في المرتبة الثانية ويليهم مسيحيو فلسطين ولبنان وحتى الألمان والروس والفرنسيون.

تجليات العذراء
ويؤكد أساقفة دير العذراء مريم أن هناك العديد من التجليات لصورة العذراء مريم حدثت في الدير بدرنكة وأكثر من واقعة ويقول أندرواس عزت أحد المقيمين بالدير، أن العديد من الظواهر الروحية للعذراء مريم، حدثت بالفعل كانتشار أسراب الحمام والأضواء النورانية.

وأشار "عزت" إلى أن طيف العذراء النورانى ظهر لمرات عديدة عبر سنين مختلفة كان أهمها ظهورها سنة 1988م بهيئة نورانية وبالشكل المعروف بها كطيف يتهادى على قمة الجبل لمدة ساعتين مع أول خيط من ظلام الليل وشاهد طيفها أكثر من ألف زائر وصاحبها ظهور حمام أبيض يطير في ظلمة الليل فوق الدير.

إجراءات مشددة
ويستقبل مولد العذراء في دير درنكة مليوني زائر من الأجانب مسلمى وأقباط مصر من جميع محافظات الجمهورية في مشهد يبعث للعالم رسالة مهمة تبرز معانى الوحدة الوطنية بين كل طوائف الشعب وقوة الروابط بين عنصرى الأمة، مما يساعد في تنشيط السياحة الداخلية، ويعد من أهم الاحتفالات المسيحية في مصر.

تلك الأعداد الهائلة من الزوار تقابلها حركة تأهب واستعداد من مسئولي المحافظة لتأمين الاحتفالات والطقوس وسط إجراءات أمنية مشددة بالتعاون بين مديرية الأمن وإدارة المرور وديوان المحافظة والكاتدرائية وهيئة تنشيط السياحة.

وأعلن الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، وتوابعها أن الموسم الاحتفالي يتمتع باستنفار أمني تام ولا تخوف من أي مواجهات تعكر صفو الوافدين، مشيرا إلى توفير 20 أتوبيسًا، ومينى باص لصعود كبار السن والمرضى إلى الموضع المقدس، وتركيب 17 بوابة إلكترونية عند بدايات الطريق للدعم الأمني والتفتيش الذاتي بجميع أنحاء الدير.

وأكد منع صعود السيارات العامة والخاصة نحو الطريق الصاعد المؤدى لكنيسة الجبل أو استراحات الدير، كما أن الإقامة والمبيت داخل الدير والكنيسة لا يمكن إلا باستخراج تصريح رسمي، أما المبيت في الأراضي المقابلة له، والتي يقام فيها النشاطات فتكون مسهلة وتحت إشراف أمني.

مراسم الاحتفال
ويشارك في احتفال مولد العذراء مريم كأشهر مناسبة دينية بالمحافظة الاقباط والمسلمين ومن جميع الاعمار ومختلف الأماكن بالعالم، وحتى في المراسم التي تبدأ في السابع من أغسطس بخروج الشمامسة من كنيسة المغارة، حاملين أيقونة كبيرة للسيدة العذراء، وأمامهم المئات من أطفال يلبسون ملابس الشمامسة البيضاء ويبدءون الدروة كطقس هام من مظاهر الاحتفال.

ويأتي الرهبان والقساوسة خلف الأيقونة مباشرة، يصطفون في صفين، ومن بعدهم في الخلف يأتي شمامسة منتهجين نفس المنوال وتتعالى أصوات الترانيم والتسابيح ولا يوجد أي عائق في مشاركة المسلمين لذلك الطقس.

ويحرص الزائرون في أيام المولد على حضور الصلوات والعظات وإشعال الشموع والمشاركة في دورة الساعة السادسة مساء والاستماع لترانيم شباب الكنيسة فضلا عن تقديم الأضحيات في المذبح وتوزيع لحومها والتبرك بمزار الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الراحل، والذي يرقد في دير السيدة العذراء بعد أن أوصى بدفنه في هذا المكان.

ويلجأ الشباب إلى المشاركة في ألعاب الملاهى وحضور فقرات الساحر والقوى الخارقة والأنشطة الفنية وتناول الأطعمة المختلفة أمام الدير، بينما يلجأ الزوار للمبيت والوجود في الطرقات وافتراش الأرض من بداية الدير وحتى خارجه، وتنتشر المقاهي ومحال الحلوى والملاهى.

مسلمات يشعلن الشموع
ويحرص زوار دير درنكة خلال أيام المولد من الأقباط والمسلمين ومنهم المحجبات والمنتقبات، وخاصة بالليلة الأخيرة، على إشعال الشموع أسفل صورة السيدة العذراء والسيد المسيح تبركًا بها والمسح على الأيقونات بجوارها.

وتقول أسماء على، إحدى الزائرات، إنها تأتى كل عام ملبية لرغبة والدتها التي أوصتها بزيارة الدير والدعاء هناك عند إشعال الشموع داخل المغارة المباركة التي ضمت العائلة المقدسة لعدة أيام، ووفرت الأمن والأمان لهم.

الذبائح والقرابين
وتشهد الليلة الأخيرة لمولد السيدة العذراء مريم بجبل درنكة بأسيوط إقبالًا كثيفًا من المسلمين والأقباط على حد السواء ويشارك المسلمون الأقباط في جميع فعاليات احتفالات المولد وخاصة التبرع للدير تلبية لنذورهم من خلال الأموال أو ذبح الأضاحي والمشاركة في صكوكه وتقديمه كقرابين تبركًا بالمكان الذي مكثت فيه العائلة المقدسة أكثر من أسبوعين من اليوم السابع من أغسطس وحتى 21 من نفس الشهر بحضن الجبل.

وقال جاد متى، يعمل بالمذبح، مسئول عن استقبال الذبائح في الدير وبيع الصكوك للمشاركة في الأضحيات والقرابين: "إن عددا كبيرا من المسلمين يتبرعون بالأموال في الليلة الختامية لمولد العذراء، وحرص آخرون على ذبح الماشية والأغنام وبيعها ووضع قيمة البيع في خدمة الأهالي والدير، من خلال المشاركة في شراء صك الأضحية أو المساهمة في سعره من خلال مشاركة آخرين ويكون معظمها نذور"، مشيرًا إلى أن العائد المادي من بيع اللحوم بالمذبح والتبرعات يعود على خدمة الأهالي والكنيسة.

ويؤكد الشيخ محمود سلطان، عاشق المسيح، كما يطلقون عليه وهو أحد الزائرين المسلمين القادم من أسوان: "إنه يحرص كل عام على زيارة دير العذراء مريم بأسيوط ومغارته بصحبة زوجته وأبنائه وأبناء عمومته، ويتبرع بما يستطيع وفاءً لنذور لتحقيق أمانيه، موضحًا أن الكثير من الأهالي وخاصة المسلمين ينذرون بتقديم تبرع وإشعال الشموع أمام صورة العذراء لثقتهم في بركتها وحبها للشعب وروحها التي تعطى سلامًا دائمًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية