رئيس التحرير
عصام كامل

طالبان يدشنان تطبيق «وصلني» لتيسير حركة التنقل في القاهرة

فيتو

حلم بسيط راودهما في إحدى الجلسات التي تجمعهما أمام إحدى الكليات بالجامعة، لحظات قفزا فيها من واقعهما وتحررا من قيود الوقت وضغط الامتحانات والمستقبل الذي تحدده بضع ورقات.


تدبرا الأمور حولهما، كيف يمكننا أن نترك أثرًا في حياتنا يفيد الجميع ويذكرهم بأننا كنا هنا يومًا ما، قدمنا ما في وسعنا حتى نسهل على المصري ما يمكن أن يكون عسيرا.

وقفا مليًا أمام ما يتعرض له المواطن المصري من مشكلات قد تصل لعثرات، وهو يسير في شوارع وأزقة القاهرة الكبرى، عشرات الأحياء التي تتفرع منها أخرى، فيمكن للشخص، خاصة المغترب، الذي يزور المحروسة لأول مرة، "الأبليكيشن ده بيجاوب عن سؤالين أنت فين ورايح فين، بيدوس المستخدم على زرار أبليكيشن وصلني، وهو بيقوله إيه هي المواصلات المتاحة اللي ممكن يركبها، من المكان اللي هو فيه، مش بس كده وكمان بيعرفه سعر المواصلات اللي هيركبها، وهيقعد قد إيه في الطريق"، هكذا يتحدث جلال الدين عقبي، الطالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وأحد طالبين كونا تطبيق يسهل على المواطن المصري السير والتحرك بحرية داخل القاهرة.

ثلاثة أشهر هي المدة التي عكف جلال الدين وصديقه بسام يوسف، الطالب بكلية تجارة شعبة إنجليزية، جامعة القاهرة، على تجربة الخدمة، كانت الإمتحانات هي العائق الذي آخر المشروع وحجبه عن النور طوال هذه الفترة، وما إن انتهيا من آخر امتحان في "الترم"، حتى شرعا في تجربته علميًا وأصبح قيد الاستخدام، ومتوافر على برامج "جوجل بلاي" و"البلاي ستور".

انطلقت فكرة الشابين من أماكن بسيطة وقريبة من محال سكنيهما، ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى أماكن بعيدة ومتنوعة، ولكن هناك أزمة تتمثل في تعدد أماكن المواقف واختلافها وتنقلها من حين لآخر، علاوة على الأجرة والتعريفة التي ترتفع كل شهر مما يضطرهما لتحديث البيانات باستمرار، وتحديث سعر الأجرة، مع وجود "معامل سماح" في الأجرة المكتوبة في التطبيق قابلة للزيادة أو النقصان، حتى لا يفاجأ المستخدم بارتفاع سعر الأجرة أو انخفاضها.

ثمة مشكلات وصعوبات توقف أمامها جلال وبسام كثيرًا وعطلت المشروع فترة من الوقت، خاصة لطبيعة سنهما وكونهما مازالا في مرحلة الدراسة، "احنا واجهتنا صعوبات مادية خاصة لأننا لسه طلبة ومعندناش أي نوع من مصادر التمويل، والفكرة كلها قائمة على المجهود الذاتي بدون مساعدة من أي حد"، رافضًا فكرة أن يعرض مشروعه على أحد المسئولين، "لو كنا استنينا دعم حكومي أو أي جهة مختصة، كان زماننا كسلنا ونسينا الفكرة من الأساس"، فالنماذج التي حولهما عن مشروعات قيدها الروتين الحكومي، جعلتهما يخشيان أن تموت الفكرة إذا أُسقطت في أيدي أحد البيروقراطيين.
الجريدة الرسمية