رئيس التحرير
عصام كامل

ميادة عابدين تكتب: «معلش.. كملي باقي الكوباية هتبوريلي البنات»

فيتو

تعرفوا أن كلمة "معلش" اللى عمالين نقولها عمال على بطال وبمناسبة ومن غير مناسبة، وسواء تنفع في الموقف اللى بتتقال فيه ولا لأ، أصلها إيه.

أصلها ما عليه شيء، كلمة كدا كان بيقولها القاضي زمان لما شخص يحصل على البراءة يعنى بريء يا بيه، بس إحنا شعب طبعا له العجب مبيسبش حاجة على حالتها وقرر يستعملها استعماله الشخصي.

حكاية "معلش" النهاردة حكاية اجتماعية حقيقية هنشوف هينفع نقول فيها معلش ولا بريء يا بيه، كملي باقي الكوباية هتبوريلي البنات.
أنا: بنات إيه اللي هبورهم يا طنط، مش فاهمة حضرتك تقصدى إيه بالظبط، من هنا ابتدت حكاية "معلش" الجديدة لما طنط سعاد جارتى قابلتنى عالسلم وقررت تعزمنى عندها على حاجة ساقعة ونقعد ندردش شوية لأنها من زمان نفسها تتكلم مع حد وتفضفض باللى جواها، ورغم محاولات هربى من العزومة دى إلا أن طنط سعاد انتصرت في النهاية، وفعلا استسلمت ويارتنى ما استسلمت. 

طنط سعاد: أمنية، يا أمنية: أيوا يا ماما أعملنا كوبايتين عصير بسرعة وهاتيهم لينا في الصالون.

أمنية: حاضر يا ماما.

فعلا نفذت أمنية الكلام وعملت العصير بسرعة زى ما طلبت منها طنط سعاد، ومكنتش أعرف أن عصير المانجو هذا المشروب الجميل اللذيذ هيكون سبب في خناقة بينى وبينها وهيكون سبب في اتهامها ليا بعدد من الاتهامات الخطيرة.

طنط سعاد: اتفضلى يا حببتى أشربى العصير وأحكيلي أخبارك.
أنا: ميرسي لحضرتك يا طنط والله الحمد لله كله تمام، حضرتك كنتِ عاوزة تتكلمى معايا في إيه خير.

وفجأة ودون سابق إنذار تحولت طنط سعاد من امرأة كيوت جدا تتحدث معى بكل طيبة وهدوء خلال الساعة اللى كنا بنتكلم فيها مع بعض إلى كائن غريب لا أعرفه؛ فقد ارتفع صوتها الذي وصل لحد الصراخ، لمجرد أنى قولت لها:هستأذن أنا يا طنط.

مكنتش أعرف السبب الحقيقي للتغير الغريب اللى حصل لطنط سعاد، وفجأة ردت عليه بصوت عال وقالتلى: تمشى إزاى وأنتِ لسه مشربتيش العصير.

أنا: إزاى يا طنط أنا شربته فعلا.

طنط سعا: لا لسه في شوية، أنتِ عاوزة تبوريلى البنات.

أنا: في قمة الذهول بنات إيه اللى هبورهم يا طنط، وبعدين أنا شربت اللى قدرت عليه ومش هقدر أكمل، ظروف معدتى كدا مش هقدر أجبر نفسى أكملها.

قامت الدنيا ومقعدتش، وأتحول الموضوع لمعركة حقيقية، وقررت طنط سعاد أنها هتنتصر فيها وتخلينى أشرب باقى العصير، بحجة أنى هبور لها بناتها.

أنا: بنات إيه اللى هبورهم بس يا طنط أولا أنا مش خاطبة، ثانيا بناتك الكبيرة فيهم في ثالثة إعدادي يعنى لسه ما شاء الله العمر قدامها. 
طنط سعاد بكامل تصميمها، مش هتخرجى من هنا إلا وأنتِ شاربة الكوباية لآخرها.

أثناء معركة "كوباية العصير" واللى بتقودها طنط سعاد ضدى بكامل قوتها وغضبها، دخلت علينا أميرة بنتها الصغيرة وهي ماسكة المقص عمالة تقص بيه شعر عروستها اللعبة. 

طنط سعاد على صرخة واحدة هو اليوم باين من أوله أنتِ كمان عاوزة تخربى البيت، بتفتحى المقص وتقفليه ليه عالفاضي.

أنا: بمنتهى الفضول رغم أنى المفروض ماتكلمش خالص لأن عاملة مصيبة أكبر وهي إنى مشربتش باقى العصير، فبورت بناتها، هي البنت لما تلعب بالمقص هتخرب البيت إزاى؟!

بقمة الغضب برضه ردت عليه طنط سعاد كملى العصير، وأنتِ سيبى المقص من إيدك.

طبعا البنت خافت جدا من طنط سعاد وأدائها، وخرجت من الصالون علشان تشيل المقص في مكانه، وهي خارجة قلبت الشبشب وهي مش واخدة بالها.

طنط سعاد شافت الموقف وانهارت انهيارا تاما مطلقا، الشبشب اتقلب يبقى كدا فعلا اليوم من أوله في حاجه غلط، وغالبا أنا اللى اتسببت في كل ده، ده كان استنتاجى بعد ما طنط سعاد بدأت تبصلى بصات مريبة وتقولى عاجبك كدا.

في لحظة هدوء تدخل علينا تيته هنية، والدة طنط سعاد وماسكة في إديها فنجان القهوة لتهدئة الموقف بينى وبين طنط سعاد وفجأة يقع فنجان القهوة من إديها، وإذ بطنط سعاد تقول: خير يا ماما حصل خير يا حبيبتى ماتضايقيش، دلق القهوة خير.

أنا بقمة انفعالي: نعم، اشمعنا دلوقتى دلق القهوة خير، لا بقا دلق القهوة مش خير لأن القهوة وقعت على السجادة بوظتها ووقعت على هدوم تيته هنية وسختها ولسعت إديها كمان، فين بقا الخير اللى جه من دلق القهوة. 

وعلى فكرة بقا يا طنط فتح وقفل المقص مش بيخرب البيت ولا حاجة لأن الأستاذ هانى البحيرى وعم أبو علاء الترزى من أكتر الناس اللى بيتفتح في بيوتهم المقصات وما شاء الله أستاذ هانى بقا عالميا وعم أبو علاء لسه شارى عمارة جديدة قريب، لا مؤاخذة يا ستاذ هانى أنت وأبو علاء مش بقر عليكم ولا حاجة بس بوضح لطنط سعاد أنى لما أشرب نص كباية العصير وأسيب الباقى مش هبور البنات ولا حاجة. 

ممكن بقا يا طنط سعاد تسبينى أروح، أنا مليش دعوة بالخرافات دى، وبعدين حضرتك هي فعلا خرافات، والعجيب أن حضرتك بتصنفيها كمان باللى يخرب البيت واللى ميخربش. 

معلش بقا النهاردة أقدر أقول أنى بريئة من التهم اللى وجهتهالى طنط سعاد، دي معتقدات غريبة أنا مليش دعوة بها، ههه أول مرة أعرف أنى لو مكملتش العصير أمنية بنت طنط سعاد اللى في ثالثة إعدادي مش هتتجوز.
Advertisements
الجريدة الرسمية