رئيس التحرير
عصام كامل

نصر فتحي اللوزي يكتب: فاتورة الإصلاح الاقتصادي وفوبيا الخوف على مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الشر لا يثمر إلا شرًا... بينما الخير يثمر خيرًا بعد صبر إن طال أو قصر... فإن طال فإنه بالعرق يتحقق طبقًا للخطة الزمنية ومدى حجم الخير الذى يعود على من بذروا بذوره وأيضًا على الأجيال القادمة ويتوارثها جيل بعد جيل... وإن قصر فإنه لتحقيق مطالب إن تأخر تحقيقها لا تستقيم الحياة.


الإصلاح الاقتصادى لمصرنا الغالية ليس شرًا لا بد منه... إنما هو دواء -وكل دواء مُر- يتحتم على المريض تناوله بالصبر على مذاقه ورائحته أحيانا يحدوه كل الأمل في شفاء الجسد كله من كل آثام عاشها فترة ليست قصيرة من الزمن.

إن الشعب المصرى الصبور المؤمن بقضايا بلده... والانتقال بها من اللادولة إلى تثبيت أركان الدولة لتحتل مكانتها المرموقة بين الدول العربية والشرق أوسطية وأيضًا فوق هامات السحب في المحافل الدولية وعلى قمة دول العالم... هذا الشعب العظيم يثور على الظلم والطغيان... يثور على الاستبداد... يثور على كل ما يؤدى إلى النيل من كرامة مصر... ولكنه يصبر على كل ما هو يؤدى إلى إعادة بناء مصر الحديثة على أسس سليمة بمحاربة الفساد وتحقيق الحرية الحقة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

فصبر الشعب المصري على ارتفاع تكلفة عناصر فاتورة الإصلاح الاقتصادي التي تتمثل في عناصر الحياة اليومية المعيشية... وعانى كثيرا بدءا من التنفيذ الفعلي لقرار يعتبر من أجرأ القرارات الاقتصادية في غضون عشرات القرون الزمنية ألا وهو قرار تعويم الجنيه المصرى... الذي كان بمثابة دفع الأسواق المصرية نحو البناء من خلال تشجيع الاستثمار الأجنبي وتشغيل الأيدي العاطلة والسعي للقضاء على العوز والفقر.
وأعود فأقول إن المعاناة التي تحملها الشعب المصرى تفاوتت درجاتها من فئة إلى فئة وكانت فئة محدودى الدخل وإن شئت قل متعوسي الدخل أو منكوبى الدخل أو موكوسي الدخل يسبق تلك الصفات صفة منهوبي الدخل أو مسروقي الدخل -حصاد السنوات السابقة- تلك الفئة هي التي تحملت ومازالت تتحمل تكلفة عناصر فاتورة الإصلاح الاقتصادى... هم جنود البناء والتعمير... هم أصحاب الترجمة الفعلية للإحساس بالحب لمصرنا الغالية إلى الترجمة الفعلية سلوكا بالذوبان انتماءً لتراب الوطن فكانوا هم في الصفوف الأولى بل كل الصفوف في بناء قناة السويس الجديدة.

هم في مقدمة من قدموا أرواحهم وأولادهم فداءً لمصرنا الغالية بالحرب على الفساد وتطهير أرض مصر من براثن الخونة... أيضًا تطهير الدواوين من العابثين بأقدار مصر وشعبها... بل الوقوف صفًا واحدًا - ليس خلفًا - إنما بجوار قيادة ابن مصر البار... الوطنى بحق... مؤسس مصر الحديثة... الرئيس عبد الفتاح السيسي... وقفوا بالحب يؤازرون جيش مصر الأبطال ورجال الشرطة البواسل.

لقد نسوا ارتفاع تكلفة عناصر فاتورة الإصلاح الاقتصادى بفوبيا الخوف على مستقبل مصر والأجيال القادمة من المجهول القدم... فذابوا أكثر ذوبانًا في إجهاض كل قول ودسائس خبيثة من حاقد أو حاسد أو مضل وباتوا وأصبحوا على قلب رجل واحد يزود بالحب عن مصر بالبناء والتعمير... لتحقيق الأمن والأمان بكل أشكاله الحياتية.

إن رجال مصر لا يخافون من أحد - إلا الله سبحانه وتعالى - ومصر لن تركع أبدا... ونجم حضارتها لن يأفل على مر الزمان... بينما يخافون على مصر من التدخل الأجنبي الذي لا ولم ولن ينال من وحدة جسدها أبدا بإخلاص شعبها... فإن الله سبحانه وتعالى حفظ مصر بإخلاص رجالها خير أجناد الأرض عسكريا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا وثقافيا وبناءً وتعميرا... إن فوبيا الخوف على مصرنا الغالية تزيد كل مصرى إصرارا وقوة عزيمة على الانتصار على كل من يعبث بأمن شعبها ووحدة أراضيها وتماسك شعبها في جسد واحد يتلقى العلاج بالصبر ليتعافى الجسد.

إن فوبيا الخوف على مستقبل مصر والأجيال القادمة هي القوة الدافعة إلى تثبيت أركان الدولة بدعائم قوية على أسس سليمة - غابت لمدة أكثر من أربع سنوات فكانت اللادولة، إن القلوب المصرية -حتى الأجنة في قلوب أمهاتهم- تنبض بدقات قلب واحد... قلب مصرنا الغالية... تهتف بالحب كل مساء... وفى الصباح ( تصبح على مصر ) بالعمل والعرق والجهد والإخلاص لتثبيت أركان الدولة المصرية... وتردد بكل صدق حبًا... تحيا مصر... تحيا مصر... تحيا مصر.
الجريدة الرسمية