رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

موروثات وعادات فرعونية ما زالت في حياتنا اليومية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال الدكتور حازم الكريتي، الباحث الأثري ومفتش آثار منطقة سقارة: المصري القديم والحديث هما شخص واحد عاشوا على أرض واحدة مهما اختلف الزمان وتغيرت العقيدة، فلا يزال المصري الحديث يحمل عن أجداده الكثير وهو لا يعلم، من عادات وتقاليد وحب للخير وكرم وحسن الضيافة.


وأضاف الكريتي: وحتى في لغتنا الجميلة أدخلنا إليها ألفاظ فرعونية وأصبغناها بالصبغة العربية الكاملة حتى ظن البعض بأنها عربية خالصة لا تمت إلى اللغة المصرية القديمة بصلة ولكن ما الذي جعل تلك الموروثات الثقافية والاجتماعية الفرعونية تظل معنا إلى الآن في حياتنا اليومية مع العلم بأن الإسلام والمسيحية في مصر حرموا الكثير من تلك العادات واعتبروها وثنية؟

وأكد الكريتي لـ"فيتو" أن السبب من وجهة نظره الخاصة هو حب المصري القديم والحديث بالتمسك بالعادات والتقاليد والمحافظة عليها فكم من بلاد غزت مصر واحتلتها إلا أن تلك البلاد أخذت كثيرًا من المجتمع والفنون المصرية بل ومنهم من عبدوا معبودات مصرية خالصة أو أصبغوها بالصبغة القريبة من معبود بلادهم ورغم كل هذا استمرت عادات المصري القديم وموروثاته التي تركها وخلد ذكراها المصري الحديث جيلًا بعد جيل ومن هذه العادات التي حافظ عليها المصري الحديث وحرص على القيام بها دون أن يعلم أصلها:

۱-العادات الجنائزية: حيث كان أصحاب المتوفى قديمًا في مصر الفرعونية وأهله يحملون التابوت على الأكتاف من منزل المتوفى إلى المعبد الجنائزي ثم إلى مقبرته في الحياة الأخرى وهذا ما يزال في مجتمعنا المصري الحديث إلى الآن وخصوصًا في الصعيد والدلتا وكان يوضع مع المتوفى كتاب الموتى وهو يضم أدعية للمتوفى لكي يعرف طريقه إلى جنة الخلد والتي اسمها باسم حقول (إيارو) وهذا ما يزال موجودًا خاصة عند المسلمين في مصر فيقرأ عن الميت شيء يسمى العاتقة لتعتق رقبته من النار قبل خروجه من المنزل وأيضًا يصلي عنه لكي تسقط عنه الصلاة التي لم يؤدها وكذلك قراءة سورة الإخلاص بعدد معين من المرات وهذا معروف وشائع في صعيد مصر وهو في أغلب الأحيان عندهم جزء من عاداتهم ولم يرد عنه شيء بالسنة النبوية فمن اين اتي بها المصري الحديث وكيف عرفها وحورها لا شيء إلا أنه يحافظ على عاداته وتقاليده من قديم الأزل.

كذلك كان المصري القديم يكسر إناء من الفخار وراء جثة المتوفي عندما تخرج من المنزل ويدفن ذلك الإناء بجوار قبره وهذا لسبب عقائدي بحت ألا وهو ألا تعود الروح (الكا) مرة أخرى إلى منزل المتوفى وتؤذي الموجودين به وهذه العادة موجودة إلى الآن في مجتمعنا حتى اننا نقولها في حياتنا اليومية بكثرة دون أن نأخذ بالنا ألا وهي "إكسروا وراه قلة" فهي عادة فرعونية جنائية بحتة.

٢-القرابين: حيث اهتم المصري القديم بتقديم القرابين وكانت توزع على مقبرة المتوفي وهو ما يعرف الآن باسم الرحمة أو قرص الرحمة وكذلك زيارة الزوجات الأرامل لقبور أزواجهن يومي الخميس والجمعة فهي عادة فرعونية قديمة كما قال عالم الآثار الكبير الدكتور سليم حسن حيث كانت الآلهة إيزيس تقوم بزيارة قبر زوجها الإله أوزوريس في جزيرة باجا بالقرب من أسوان في هذين اليومين من كل أسبوع، وكذلك عادة الأربعين فهي فرعونية حيث كان يفتح على المومياء لاستكمال عملية التحنيط في الأربعين وكذلك البكاء والعويل ووضع التراب أو الطين فوق رءوس النساء.

٣-الزواج: حيث كان الزواج في سن مبكرة جدا وهذا موجود بالصعيد إلى الآن وتكون من أحد الأقارب وهذا متوارث من مصر الفرعونية وكذلك قائمة منقولات العروسة حيث عثرنا على برديات تتحدث عن منقولات العروسة، وكذلك عادة حرق البخور وختان الذكور والأناث ووضع قلم خلف الأذن لدى الحرفيين لتسهيل الكتابة والتحطيب كما هو موجود الآن بالصعيد وكعك العيد وشم النسيم وأكل الفسيح والرقى والتعاويذ والخرزة الزرقاء كلها من صنع المصري القديم، وكذلك السبوع وهو اليوم السابع من ميلاد الطفل حيث اعتقد المصريون القدماء بأن حاسة السمع تبدأ عند المولود في اليوم السابع ولذلك كانوا يقيمون صخب حوله في اليوم السابع حتى يبدأ يسمع بأذنيه وكانوا يعلقون حول رقبته حلقة ايزيس الذهبية ويدعون المولود لسماع طاعة الإله كما نقوم نحن الآن ولكن بدعوته لسماع كلام أمه وأبيه وجديه.

٤-الكلمات المصرية العامية الحديثة وأصلها فرعوني وهي:

فنجد مثلًا كلمة (إمبابة) التي ينطقها الأطفال والتي تعني العطش والحاجة لشرب الماء فأصلها فرعوني مشتق من الكلمة (مو) وتعني مياه وايضًا مشتقة من (إبمو) أو (أب -مو)

كلمة كخ: تنطق كما هي وتعني قذر
كلمة نونو: وتعني المولود الصغير
كلمة تاتا: مأخوذة من القبطية تي تي وهي بنفس النطق المصري القديم وتعني يمشي أو يدوس
كلمة بح: من الكلمة المصرية القديمة بحبح وتعني انتهى 
كلمة عمعم: وهي فرعونية مشتقة من اسم الحيوان الخرافي (عمعم) الذي يقوم بأكل جثة المتوفى في حالة ما إذا كانت أعمال المتوفى سيئة أثناء عملية المحاكمة النهائية ولذلك نستخدمها الآن لتخويف الطفل في حالة عمله لفعل خطأ ونقول له هيأكلك همهم أو عمعم.

كذلك من الكلمات العامية التي نستخدمها الآن وحوي يا وحوي إياحة فهي مصرية فرعونية خالصة وكان الشعب يحيي بها الملكة إياح حتب أم الملك أحمس أثناء الاحتفال بطرد أحمس للهكسوس من مصر فخرج الشعب المصري القديم وغنى واح واح إياح وهي تعني تعيش تعيش الملكة إياح مع الزمن تحولت الكلمة في عصرنا الحالي إلى وحوي يا وحوي إياحة وصرنا نقولها احتفالا بقدوم شهر رمضان المعظم، وأيضًا كان الفراعنة ينادون بها الهلال بعد ذلك.
Advertisements
الجريدة الرسمية