رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«حبيشة» الصعيد.. مسجل خطر يروع الأهالي ويرهب الشرطة «تقرير»

مديرية أمن أسيوط
مديرية أمن أسيوط

قتل عاملا بدم بارد وهو لم يتجاوز الـ14 عاما سانده والده فنشأ في حماية البلطجة، حتى صارت حياته جزءا من عصابات المافيا التي لا تخشى شيئا فيتنقل من جريمة إلى أخرى ومن قتل عامل لمحاولة قتل ضابط شرطة ومن تهديد موظف لإرهاب رئيس مباحث حتى أصبحت الجريمة جزءا منه ليواصل جرائمه ومؤخرا يقتل شابا في وضح النهار أمام المارة بالشارع العمومى "إنه حبيشة أسيوط".


في تقريرها التالى ترصد "فيتو" حياة الشاب "بدر"، 31 سنة، مسجل شقى خطر، لم يتجاوز العقد الرابع من عمره اشتهر ببلطجته الواسعة التي لا يخشى فيها أحدا واتخذ الإتاوة مصدر رزق له واختار من الخارجين على القانون رفاق وعزوة له ومن الحرام منهجا وطريقا.. حكم عليه بعشرات الأحكام التي تنوعت بين السجن والإعدام، ولكن الشرطة وقفت عاجزة أمامه حتى أطلق عليه لقب "حبيشة" الصعيد.

هناك بمركز القوصية بوسط الصعيد بمحافظة أسيوط لقي الشاب إسلام جودة، 24 عاما، خريج بكالوريوس تجارة يعمل مندوبا للمبيعات بدولة الكويت مصرعه بعدما عاد منذ أيام قليلة لحماية والده الذي نشبت بينه وبين حبيشة الصعيد "ب.م.ت" خلافات كثيرة خاصة بعد رفض الأول دفع إتاوة طلبها منه الثانى، فيلقى الشاب إسلام مصرعه بـ8 طلقات من سلاح آلي في وضح النهار أثناء استقلاله "مركبة توك توك" في العودة لمنزله بعد إحضار متطلبات والديه ويصاب سائق المركبة.

وتقدم محمد جودة موظف بالعلاقات العامة بمستشفى القوصية المركزي للإبلاغ عن الحادث بعد وقوع نجله جثة هامدة عقب إصابته بالطلقات النارية بالبطن والصدر فأودت بحياته على الفور.

وكان اللواء عاطف قليعى، مدير أمن أسيوط، تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة القوصية يفيد ورود بلاغ من الأهالي بمصرع شاب في الطريق العام وبحضور والده اتهم كلا من "بدر.ت" الشهير بـ"حبيشة" وشقيقه "محمد.ت" بقتل نجله وتهديده بقتل باقى أبنائه، مشيرا في محضر الشرطة إلى أنه تقدم يوم 16 يوليو لوزارة الداخلية ومديرية الأمن أسيوط ببلاغ ضد القاتل الذي هدده بمقتل نجله أن لم يدفع له إتاوة مليون جنيه بعد عدة مشادات نشبت بينهم وخلافات قديمة.

وبمجرد وصول الخبر لنجله المجنى عليه وكان وقتها بالكويت عاد فورا لحماية والده والتصدى لبلطجة حبيشة إلا أنه دفع حياته ثمنا للدفاع عن والده.

وأضاف والد المجنى عليه أنه مهدد بمقتل نجله الثانى ويعمل في مجال الصحافة أو تصفيته أمام المارة لذلك فهو يلزم المنزل طوال اليوم.

وجاء ذلك في استغاثة عاجلة لوزارة الداخلية بحمايته وإلقاء القبض على الجانى وشقيقه الذين اشتهر عنهم أعمال البلطجة وفرض الإتاوات.

وبسؤال أحد الأهالي عن شخصية القاتل أقر بعضهم أن مركز الشرطة على دراية بجميع البلاغات المقدمة ولكنها تخشاه لكونه قام بعدة أعمال إجرامية لم يفرق فيها بين المدني أو ضابط الشرطة وإنما الجميع ذاق منه الأمرين، مما جعل الأمن يخشاه ولا يقترب منه للقبض عليه رغم صدور عدة أحكام بالإعدام والسجن ضده وضد شقيقه، مشيرا إلى أنه دائما يفخر بما يفعله وقائلا "أنا معرفش الحرام".

وقال "ر.ن" من سكان المركز إن حبيشة هذا بدأ تاريخه الإجرامى منذ كان صغيرا في سن الـــ14 حينما قتل عامل مراجيح وسانده والده البلطجى ولم يسجن أو يتخذ أي إجراء ضده، ومن ذلك الوقت نشأ في منزل جميع زواره من الخارجين على القانون والهاربين من الأحكام حتى كبر في كنف الجريمة وارتكب عدة جرائم قتل منها قتل عامل مخبز وذبح آخر بقرية السراقنا وقتل نجل عمه وأخيرا الشاب إسلام.

وأشار آخر إلى أن القاتل اتخذ من الإتاوات وفرضها على المواطنين مصدرا للرزق يعيش من خلاله هو وشقيقه المرافق له دوما وعدد من المسجلين خطر، ورغم صدور الأحكام ضده إلا أن الشرطة لم تتجرأ على إلقاء القبض عليه خاصة بعدما قام بإشعال النيران في سيارة ضابط المباحث "ع.م" أمام منزله مهددا إياه أن اقترب منه سيكون الحريق في جسده وجسده عائلته.

وأكد أنه لم يكتف بذلك وإنما شرع في قتل العميد"وائل.ح" بالنيابة العسكرية وقام بإطلاق الرصاص عليه وإصابة في يده أمام الجميع، والاعتداء على أمناء الشرطة حتى عرف في أوساط مديرية الأمن بالمسجل الأكثر خطورة على الشرطة ورغم معرفتها بموقع اختبائه في "غيط النعناع" وتنقله بينه وبين الجبل إلا أن القوات لا تتجرأ على ضبطه، وخاصة أنه يحتمى بلواء شرطة معروف وعدد من الأمناء والمخبرين الذي يبلغونه بكل ما يحدث بالمركز.

حكاية إسلام وبدر
ويؤكد "عمر.ن"، أحد سكان المركز، أن هناك قصة خفية وراء الواقعة، حيث كان المجنى عليه على علاقة وطيدة بالقاتل وبينهم تجارة ونشأت علاقة عاطفية بينه وبين شقيقة القاتل وحينما فضح الأمر اختلفا وقرر البلطجى معاقبة المجنى عليه، فقام والده بإرساله للعمل بالكويت لحمايته، ولكن القاتل وشقيقه والمعروف عنهم البلطجة طلبا فدية كبيرة من والد المجنى عليه وهددوه وحينما علم الشاب بما يحدث لوالده عاد من الخارج فتتبعوه ونفذوا فيه تهديدهم وقتلوه بالشارع العمومى.

وأشار إلى أن الشرطة كانت على علم بهذا من خلال بلاغ والده ولكن لم تتدخل حتى لقي الشاب مصرعه دون أي إجراء في القضية.

وأوضح أحد سكان المدينة أن أهالي المدينة يتوجهون لوزير الداخلية بالاستغاثة العاجلة، وخاصة أن حبيشة قام بإيواء عدد من المسجلين خطر وفرضوا الإتاوات على عدد كبير من الأهالي مما جعلهم مصدر رعب وترويع في المدينة، وحينما شنت قوات الأمن عدة حملات للقبض عليهم بعد الأحكام الصادرة في قضايا "قتل وسرقة بالإكراه وفرض سيطرة وإتاوة وخطف" لم تتمكن من ضبطه أو ضبط شقيقه الأصغر.
Advertisements
الجريدة الرسمية