رئيس التحرير
عصام كامل

أيمن شوقي: لعبت للأهلي 6 سنوات ببلاش.. والخطيب أنهى الأزمة بـ«شنطة فلوس»

فيتو


  • صالح سليم وضع حراسة على غرفتي
  • والدي كان يرفض احترافي كرة القدم منذ صغري.. واستعنت بخالي لإقناعه بالتوقيع لـ«الكروم»
  • كنت مرعوبا خلال لقائي الأول بـ«المايسترو».. وأول كلمة قالها لي: «أنا ما اعرفكش وسامع أنك معروض عليك 20 ألف»
  • انحزنا لـ«الجوهري» في خلافه الشهير مع صالح سليم.. وأبي قاطعني فترة طويلة بعد تلك الواقعة
  • رفضت الجلوس احتياطيا لحسام حسن.. وألان هاريس هددني بإبلاغ موقفي للإدارة
  • هذه كواليس حبسي في الفندق قبل لقاء المايسترو.. ونص خطابي لـ«بيبو»
  • مرتضى منصور وراء انتقالي للزمالك.. وأحمد رفعت وصلني لـ«الأهلي» بسيارته لتوقيع العقود
  • «الجوهري» ظلمني في مونديال 90.. وهذه أسرار اعترافه في حضور كتيبة كأس العالم والدهشوري
  • عشنا أيام سودا في باليرمو الإيطالية.. و«الجوهري» اختار فندق ماركة «العتبة»
  • اتصلت بـ«متعب» لتحذيره من الزمالك.. فأبلغني «لن يحدث»
  • نبيل محمود حرمني من القمة.. واتهموني بالجاسوسية بسببه
  • عبد الصادق ساعد طاهر للوصول إلى الرئاسة.. ورحيله بهذه الطريقة كان صادمًا


لم يكن مجرد هداف يعرف طريق شباك المنافسين ولكنه كان قناصًا ستتوقف عنده دائمًا عجلات التاريخ، خاصة أنه أصغر مهاجم في تاريخ الدوري يحرز لقب الهداف في موسم 83 مع الكروم برصيد 8 أهداف أحرزها في 13 مباراة، رحلته مع الكرة مليئة بالإثارة والمتعة فهو واحد من أبرز مهاجمي الكرة المصرية الذي سطر تاريخًا كبيرًا مع المنتخب الوطني والأهلي قبل رحيله إلى الزمالك في سنوات تعد على أصابع الأيدي الواحدة.

أيمن شوقي ابن الإسكندرية والمهاجر إلى أمريكا صاحب لقب القناص الذي حصده بعد قيادته للأهلي للفوز على الزمالك 2-1 في الدوري موسم 87 فتح صندوق الذكريات في حواره مع "فيتو" واستعاد رحلته مع الكرة من الألف إلى الياء، وفجر العديد من الأسرار والمفاجآت في السطور التالية..

دعنا في البداية نتحدث عن انطلاقتك مع الكرة؟
بدأت كرة القدم في سن متقدمة خاصة أن والدي كان قاسيا جدًا، وكان لاعبا سابقا في نادي المحلة والتروماي والسكة الحديد ولعب في الزمالك لموسم واحد، حيث كان يرفض أن أمارس كرة القدم رغم أنني كنت مميزا منذ الصغر ولكنه كان يعتقد أن الكرة ستؤثر على الجانب العلمي حتى إنه طالبني بتأجيل حلم لعب الكرة حتى الانتهاء من الثانوية العامة، حيث كنت العب الكرة في النوادي مع الأصدقاء وبعد الثانوية قال لي: "بعد البكالوريوس"، ولكن بعد السنة الأولى في الكلية جددت طلبى بلعب الكرة إلا أنه رفض.

ماذا فعلت وقتها؟
ذهبت من خلفه لنادي الكروم من خلال ابن خالي الذي كان يلعب في نادي الكروم تحت 18 سنة، وخضت معهم مباراة في العامرية ونالت إعجاب المدير الفنى وتعرضت لإغماء وقتها وعدت إلى منزلي، ولكن مدرب الكروم طلب ضمي وتوقيعي على استمارات.

وماذا كان رد فعل والدك؟
كنت متخوفا جدًا من إبلاغه وخالي عادل أحمد كان مدير فني سابق للكروم والمحلة تدخل وأقنع والدي بـ"العافية" أن أبدأ رحلتي مع الكرة رغم مخاوف والدي من هذا الأمر حتى لا يؤثر على مستقبلي الدراسي، ولعبت مع الكروم 4 أشهر شاركت خلالها في فريقي 18 -20 سنة وفي آخر الموسم كان الكروم يلعب في دورة الترقي ومعه بدأت مشاركتي في المنتخب الأوليمبي، وفي الموسم التالي حصلت على لقب هداف الدوري وكنت أصغر لاعب في تاريخ المسابقة يحصد لقب الدوري في سن الـ21.

هل تتذكر قيمة عقدك مع الكروم؟
كان بـ6 جنيهات ومكافآت الماتش كانت 4 جنيهات.

حصدت لقب هداف الدوري مع الكروم هل حصلت على مكافأة خاصة؟
ضاحكًا.. لم يحدث بل إنني طلبت سلفة 500 جنيه للزواج ومسئولو الكروم رفضوا رغم حصولي على لقب هداف الدوري.

حدثنا عن ذكرياتك مع نادي الكروم؟
أول موسم لي مع الكروم في الدوري الممتاز كان بالتوازي مع فوز إيطاليا بكأس العالم 1982، حيث كنت أعشق باولو روسي بسببه اخترت رقم 20 مع الكروم في موسم 82-83 ولكن للأسف لم أُحرز أي أهداف طوال الموسم وقدمت موسما غير مُرضٍ بالنسبة لي فقمت بتغيير الرقم على الفور بسبب سوء الحظ الذي طاردني في هذا الموسم وفي الموسم التالي حصدت لقب الهداف واختارني الكابتن عبده صالح الوحش للانضمام إلى منتخب مصر.

هل تتذكر رحلتك مع المنتخب وقتها خلال وجودك في صفوف الكروم؟
نعم كانت فترة الإعداد استعدادا لدورة لوس أنجلوس 84 ولكني لم أستكمل وقتها مبارياتي مع الكروم وانتقلت إلى النادي الأهلي.

لماذا فضلت الأهلي؟
كان لدى عروض من الزمالك والمصري والاتحاد ولكني فضلت الأهلي، خاصة أنني شعرت بأريحية شديدة في التعامل مع لاعبي الأهلي خلال وجودي في معسكر المنتخب الوطني وكنت دائم التواجد معهم وكان لدى إحساس داخلي بأنني سأكون لاعبا قريبًا في الأهلي ومن ثم لم أشعر بهيبة في أول أيامي داخل الأهلي، خاصة أنني تعاملت مع نجوم الأهلي في المنتخب ولكن بصراحة كان هناك اسمان كنت مبهورا بهما جدًا ولعبت ضدهما خلال وجودي في الكروم وكنت أتمنى التقاط الصور التذكارية معهم، ولكن كنت "مكسوف" وهما محمود الخطيب وحسن شحاتة.

هل لك ذكريات مع الخطيب؟
نعم.. عندما كنت صغيرًا وتحديدًا في الثانوية العامة كما أكدت لك كنت مبهورا جدًا بالخطيب حتى إنني أتذكر أنني أرسلت له خطابا على النادي الأهلي كواحد من عشاقه وأكدت له أنني أتمنى أن أقابله وأنني أجيد لعب الكرة وأنني من أشد المعجبين به وأتمنى الحصول على فرصة اللعب في الأهلي ولكن والدي مانع لعبي الكرة.

كيف جاء انتقالك إلى النادي الأهلي؟
البداية كانت من خلال مجموعة من أعضاء النادي في الأهلي مجدي الدقاق وممدوح نور إداري فريق الطائرة وقتها، حيث حضرا إلى الإسكندرية وقالا لى إن صالح سليم يريد مقابلتك للحصول على توقيعك للأهلي، ولكن الأمر تجمد لمدة شهرين تماما دون أي تطورات ولكن في هذا التوقيت عرض الزمالك عليّ اللعب بصفوفه وسط اختفاء تام من الأهلي ومسئوليه.

ماذا حدث بعد ذلك؟
كنت مندهشا من تأخر الأهلي في ضمي خاصة أن الدوري كان انتهى والزمالك بدأ ضغوطه لضمي من خلال أحمد رفعت وسعيد حمزة عضوي مجلس الإدارة، حيث حضرا إلى الإسكندرية لاصطحابي إلى الزمالك، ولكن ظهر الأهلي في المفاوضات وتلقيت اتصالا يفيد بحضوري إلى الأهلي في اليوم التالي في السابعة والنصف مساء.

وماذا فعلت؟
الكابتن أحمد رفعت وصلني بسيارته وكان معي والدي الذي قال لمسئولي الزمالك "أنا مرتبط بموعد مع الأهلي ومسئوليه وعلينا الالتزام" به رغم أنه كان زملكاويا متعصبا جدًا ولكنه شجعني بشدة على اللعب للأهلي، وانتهت الأمور بتوقيعي على عقود اللعب للأهلي في يوليو 84 رغم أن أحمد رفعت أبلغني أنه سينتظرني في الزمالك في العاشرة مساء ولكني اخترت الأهلي.

هل تتذكر تفاصيل أول يوم في الأهلي؟
نعم تم اصطحابي إلى فندق بجوار أهلي الجزيرة ووضعوا حراسة على غرفتي حتى لا أتحرك منها وكان ذلك من خلال عبد الله عيد وهو إداري بالناشئين حتى تم إبلاغي بمقابلة الكابتن صالح سليم في اليوم التالي.

ماذا عن كواليس لقائك الأول مع صالح سليم؟
ذهبت إليه بصحبة والدي وكان يعرفه بالطبع لأنهما لعبا ضد بعضهما في وقت سابق وقال لى حرفيًا: "بص يا ابنى أنا معرفكش لكن هما قالوا إنك لاعب كويس ولما سافرت إسكندرية عشان اتفرج عليك مع الكروم قدام الإسماعيلي قالولى مش هتلعب عشان مطرود أنا سمعت أنك معروض عليك 10 و20 ألف والكلام الفاضى ده".

ماذا كان رد فعلك؟
ضاحكًا.. كنت منبهرا جدًا ومرعوبا أيضًا فأنا أمام المايسترو صالح سليم وأتذكر وقتها أنه قال لى سؤالا واضحا "عندك رغبة تلعب في الأهلي فقلت له بشكل مباشر دون أي تحضير للإجابة طبعا يا كابتن وحضوري اليوم أكبر دليل على رغبتي في اللعب في الأهلي" والحمد لله كانت إجابة عفوية مقنعة جدًا وأسعدت المايسترو.

كيف جاءت انطلاقتك مع الأهلي؟
الأهلي كان يقوده مدرب إنجليزي قدير يدعى دون ريفي، حقق مع منتخب إنجلترا كأس العالم 66 وكان مميزا جدًا ودفع بي في البداية لمدة 20 دقيقة في الجبهة اليسرى وليس كمهاجم صريح قبل أن أشارك أساسيا في المباراة التالية أمام المنصورة وبدأت تثبيت أقدامي بعد استغلال الفرصة خاصة أن الظروف خدمتني وقتها بسبب إصابة أكثر من لاعب، ولكن هذا المدرب رحل بعد وقت قصير جدًا بسبب مرض زوجته.

ماذا عن قيمة أول عقد لك مع الأهلي؟
عقدي كان على بياض على أن أحصل على 110 جنيهات شهريًا مع وعدي بمنحي 20 ألف جنيه بعد التوقيع، لكني لعبت 6 مواسم بـ110 جنيهات شهريًا فقط ولم أحصل على الـ20 ألف جنيه سوى بعد 6 سنوات كاملة وتحديدًا بعد تطبيق نظام الاحتراف الذي أدخله كابتن محمود الجوهري بعد مونديال إيطاليا 90.

ولماذا لم تحصل على الـ20 ألف جنيه المتفق عليها؟
"كنت مكسوف اطلبها" ولعبت 6 سنوات دون أن أطالب بها.

وماذا حدث بعد ذلك؟
في موسم 90 كان هناك معسكر للفريق في الإسكندرية وكان يوجد في إدارة الفريق الكابتن محمود السايس وتحدثت معه وأكدت له أنني سأغادر المعسكر بسبب عدم حصولي على الـ20 ألف جنيه وبالفعل غادرت المعسكر.

وكيف عدت له من جديد؟
قبل أن ارحل أبلغتهم أن أحمد زكي عبد الفتاح أمين صندوق الأهلي وقت انتقالي للفريق شاهد عيان على أنني لم أحصل على الـ20 ألف جنيه المتفق عليها، وبالفعل تلقيت اتصالا من الكابتن محمود الخطيب الذي كان يعمل مشرفًا على الكرة وحضر لي بعد ذلك ومعه "شنطة فلوس" بها المبلغ، وكان ذلك بعد كأس العالم 90، حيث كان وقتها ينوي الأهلي إبرام عقود موحدة للاعبيه بقيمة 20 ألفا و40 ألفا ولكني كنت فئة أولى منذ توقيعي للفريق وطلبت الحصول على الـ 20 ألف جنيه القديمة قبل توقيعي على أي عقود جديدة.

هل تتذكر تفاصيل واقعة تمرد لاعبي الأهلي قبل لقاء القمة الشهير موسم 85؟
ضاحكًا.. كنت واحدًا من هؤلاء الذين أطلق عليهم بعد ذلك بالمغضوب عليهم.

دعنا نتحدث عنها بالتفصيل؟
الأمر باختصار أنني ومعي عدد من نجوم الأهلي رفضنا الذهاب إلى التدريب واتفقنا على مساندة مدربنا محمود الجوهري في أزمته مع صالح سليم رئيس النادي وتدربنا وقتها على ملعب الشمس بعد أن اصطحبنا الجوهري إلى فندق السلام قبل أن تنتهي الأزمة ويخوض الأهلي اللقاء بالناشئين، ولكن أتذكر أن والدي قاطعني لمدة بسبب موقفي هذا.

لماذا؟
كمال حافظ مسئول الأهلي وقتها اجرى اتصالا بوالدي لشكواه من موقفي، خاصة أنني كنت لاعبا حديث العهد بالأهلي وأكد له بالحرف "هو أيمن ماله ومال القصص دى ده لسه جاى"، في إشارة إلى اشتراكي مع عدد من اللاعبين كانوا على مشارف الرحيل على حد قول حافظ وقتها وطلب مني والدي الاعتذار والعودة للتدريبات في التتش إلا أنني رفضت احترامًا لاتفاقي مع لاعبي الأهلي المتضامنين مع الجوهري.

من أسوأ مدرب تعاملت معه؟
بالطبع الإنجليزي ألان هاريس وأيضا مايكل إيفرت.

لماذا ألان هاريس؟
هارس كان من نوعية المدربين "اللى بيحب ويكره" والعلاقة معه كانت سيئة رغم أنني شاركت معه في البداية في 4 مباريات وسجلت 5 أهداف وكان لدينا مباراة مهمة أمام المريخ السوداني في بطولة أفريقيا، وسجلت في الذهاب وفي العودة رفض إشراكي وأبلغني أنني سأجلس احتياطي ورفضت وكانت أزمة كبيرة.

ما تفاصيلها؟
في هذا التوقيت كنت أسير بشكل جيد جدًا وكنت ثاني هداف في تاريخ الأهلي بالبطولات الأفريقية خلف محمود الخطيب ولكني تفاجأت وقتها ليلة المباراة بالكابتن شطة مساعد هاريس يؤكد لي ضرورة التوجه إلى الخواجة في غرفته.

وهل توجهت؟
نعم وأبلغني أنه يرغب في تجربة حسام حسن في هذه المباراة على حسابي ولكني اعترضت وأبلغته أنني لن أجلس احتياطيا لحسام حسن أو غيره خاصة أنني كنت أسير بشكل جيد جدا في مباراة الذهاب وغادرت الحجرة وأنا غاضب جدًا خاصة أنه قال لى كلمة لم أنسها.

ما هي؟
قال لى بالحرف "لو خسرنا هبلغ الإدارة أنك السبب في الخسارة".

ماذا كان ردك؟
قولتله بالنص.. وأنا عند كلمتي "أنا مش هقعد احتياطي"، وقررت مغادرة الملعب بعد انتهاء المحاضرة الأخيرة في يوم المباراة حال عدم الدفع بي أساسيا.

ومن انتصر في تلك الأزمة؟
بعد خروجي من غرفته قابلني مساعده أيضا شوقي عبد الشافي واستفسر مني عن القصة والأزمة، وأكد لي أن الجميع نصح الخواجة بالاعتماد عليّ أساسيا ولكنه رفض وفي يوم المباراة أثناء المحاضرة أعلن التشكيل الأساسي ووضعني على دكة البدلاء فقاطعته وأكدت له "أنا قولتلك مش هقعد احتياطي" وبالفعل كانت هذه الأزمة كلمة السر في وصول العلاقة بيننا إلى طريق مسدود، حيث لم ينس موقفي معه في هذه المباراة.

وماذا عن مايكل إيفرت؟
كان مدربا سيئا جدا والأهلي وصل معه إلى المركز العاشر في الدوري وتم حل مجلس عبده صالح الوحش بسببه وجاء الكابتن صالح سليم وأتذكر أنه كان يرغب في تطبيق طرق بدائية جدا في التدريب وكان يركز على الحمل البدني، حيث كان يطالبنا بالجري 35 لفة حول الملعب بعد انتهاء المران ومن ثم لم ينجح مع الأهلي.

جماهير الأهلي لا تنسى قيادتك للأهلي للفوز بكأس مصر موسم 92 أمام الزمالك.. دعنا نفتح ملف هذه المباراة النهائية؟
هذه المباراة لها ذكريات لا يمكن نسيانها.

ماذا حدث؟
استيقظت صباح يوم المباراة وأنا لا أسمع أي شيء بأذني وأبلغت زميلي في الغرفة أحمد شوبير أنني لا أسمع أي شيء وتوجهت إلى أنور سلامة وصلاح حسنى وأكدت لهما أنني لا أسمع بأذني.

ماذا كان رد فعلهما؟
صلاح حسني قالى "أنت مش هتجيبها البر قبل ماتش الزمالك" واصطحبني الجهاز الفني قبل المباراة بعدة ساعات إلى طبيب متخصص في الأذن والحنجرة بناء على توصية طبيب الفريق وقتها وقال الطبيب المختص "ازاى أول مرة يشتكى من ودنه النهاردة أكيد اشتكى قبل كدة كتير" فأبلغته أنها أول مرة وقام ببعض الإجراءات الطبية لتخليص أذني من الانسداد ونجح بالفعل وشاركت في المباراة وسجلت هدفي الفوز في شباك الزمالك.

أعلم أنك كان لك موقف مع صالح سليم بعد هذه المباراة.. ما تفاصيله؟
نعم بعد الفوز خرجنا في حافلة الفريق ومكثنا في الطريق 3 ساعات كاملة بسبب الازدحام والاحتفالات وقبل الوصول إلى النادي تركت الأتوبيس وكان معي علاء عبد الصادق وعدد من اللاعبين وذهبنا إلى منازلنا وعلمت أنني أول لاعب سأل عليه صالح سليم فور وصول الفريق وكنت حزينا جدًا لأنني كنت أرغب في رؤيته بعد التتويج خاصة أنني كنت صاحب الهدفين وعلمت بحزن المايسترو لعدم عودتي مع الفريق إلى النادي ولكني علمت بهذا الأمر بعدها بأربعة أيام كاملة.

هل تتذكر مباراة الإسماعيلي في المباراة الفاصلة بدوري 93؟
نعم.. هذه المباراة كنت أتمنى أن أشارك فيها من البداية ولكن خلافاتي مع هاريس أجلت الدفع بي حيث كان يسعى لحرقي في أوقات سابقة من الموسم ولم أشارك بشكل منتظم "تقريبًا ملعبتش" ورغم ذلك أحرزت الهدف الرابع للأهلي وهو هدف التتويج خاصة أن الإسماعيلي سجل 3 أهداف وانتهت المباراة 4-3 لصالحنا ولم أنسَ طبعا وصلة تقطيع الراحل طارق سليم للاعبي الأهلي بعد انتهاء المباراة.

لماذا؟
الكابتن طارق دخل غرفة اللاعبين ووجه لنا وابلا من السباب بسبب انتهاء النتيجة 4-3، حيث كنا متفوقين وكادت المباراة أن تفلت منا بل إنه توجه إلى غرفة خلع الملابس للإسماعيلى وقال للاعبيه: "أنتم أبطال الدوري الحقيقيون وأنتم لا تستحقون الخسارة اليوم" وهو أمر أغضبنا بشدة خاصة وأننا كنا متوجين بالدوري بعد المباراة الفاصلة ولكن كلمات الكابتن طارق أضاعت فرحة التتويج ولم نشعر بالبطولة.

دعنا ننتقل للحديث عن علاقتك مع الراحل محمود الجوهري؟
علاقتي مع الكابتن الجوهري مليئة بالذكريات المتعددة، ولكن الحزينة منها لها الغلبة.

لماذا؟
لأنني تعرضت لظلم كبير في ولاية الجوهري مع المنتخب الوطني.

بمعنى؟
الجوهري كان يعتمد عليّ في رحلته التدريبية خلال المباريات الودية قبل كأس العالم إيطاليا 90، ولكنه كان يدفع بي في مركز مخالف لمركزي كمهاجم صريح حيث دفع بي في مركز نص الملعب من الجبهة اليمنى وكان يرغب في أن يصنع مني نسخة كربون من لاعب في منتخب هولندا تشبه طريقة لعبه طريقتى ولكنه لم يوفق في ذلك كما أنه دفع بي في مباراة زائير بتصفيات أمم أفريقيا في الجبهة اليسرى وللأسف الكابتن الجوهري كان يرغب في الحفاظ على علاقته بجماهير الأهلي والزمالك فكان يدفع في الهجوم بحسام حسن وجمال عبد الحميد لتجنب حزن أنصار القطبين.

وبالنسبة لك؟
لم يشاركني في مكاني تماما سوى بعد الانتهاء من كأس العالم الذي لم أشارك به وضاع حلمي في الوجود بأهم بطولة كروية في العالم ومن ثم أقولها "الجوهري ظلمني".

وماذا حدث بعد المونديال حتى تعود إلى مركزك مع الجوهري؟
في أول تجمع للمنتخب بعد المونديال كان من أجل الاستعداد لتصفيات أمم أفريقيا وأمام اللاعبين وفي حضور رئيس اتحاد الكرة وقتها الدهشوري حرب قالها بالنص: "أنا غلطت عشان ملعبتش أيمن شوقي في كأس العالم".

هل خفف اعتراف الجوهري حزن الغياب عن كأس العالم والبقاء احتياطيًا؟
الجوهري دفع بي أساسيا أمام إثيوبيا كمهاجم صريح وبعدها أمام تشاد في المباراة التي تعرضت فيها للإصابة بالقطع في الرباط الصليبي، ولكن بصراحة "ظلمي في كأس العالم وقتل طموحي"، وحول مشاركتي مع المنتخب وقتها لما يشبه اللعب في دوري الشركات.

هل تتذكر مواقف أخرى مع الجوهري؟
نعم قبل كأس العالم الجوهري كان معروف بسياسة الإحلال والتجديد، حيث اجتمع بي بعد إحدى الوديات وقال لي إنني قدمت مباراة عالمية وأنه معجب بأدائي وأبلغني أنه سيقوم باستبعادي الفترة المقبلة من أجل تجربة لاعبين آخرين.

وماذا فعلت؟
ضاحكًا.. لم أصطدم معه وصمت ولكن زميلي بدر رجب اصطدم معه ودخل معه في أزمة كبيرة وقتها، وبعد 3 أسابيع قام الجوهري بإعادتي من جديد للمنتخب بعد مشاركتي مع الأهلي في مباراة المصري بنهائي كأس مصر.

البعض يتحدث دائمًا عن صرامة الجوهري وقسوته في معسكرات المنتخب.. حدثنا عن ذلك؟
الجوهري كانت لديه سياسة "كل ما اخنق على اللاعب هيطلع أحسن ما عنده" وهو ما اتبعه في اختياره لفندق المنتخب الوطني في باليرمو الإيطالية.

ماذا حدث؟
أرسل سمير عدلي قبل البطولة لاختيار أسوأ فندق في باليرمو الإيطالية وأعتقد أن الفندق المتواضع الذي مكثنا فيه أقل كثيرًا من فنادق العتبة ولم نشعر من الأساس أننا في إيطاليا بسبب تواضع المكان الذي اختاره الجوهري.

كيف جاء رحيلك عن الأهلي؟
في موسم 95 كانت علاقتي مع ألان هاريس وصلت إلى طريق مسدود رغم مشاركتي في مباراة العربي القطري بالبطولة العربية التي حصدنا لقبها، حيث تألقت خلال تلك المباراة التي كانت الأخيرة لى مع الأهلي وكنت مرشحا لنيل أفضل لاعب في المباراة وحصدها وليد صلاح الدين واعترف بعدها مباشرة أنني الأحق بها، وفاز هاريس وقتها بجميع البطولات مع الأهلي وتوقعت استمراره ومن ثم رحلت ولكن لسوء حظي أنه رحل أيضا عن تدريب الأهلي.

وماذا عن مفاوضاتك وانتقالك إلى الزمالك؟
في منتصف موسم 95 تلقيت اتصالات من مرتضى منصور وهاني زادة مسئولي الزمالك وعقدت جلستين مع كل منهما ووقعت على استمارات الانتقال إلى الزمالك وكان هناك بند في لائحة الانتقالات تطالب اللاعب بضرورة إرسال خطاب إلى اتحاد الكرة ومثله إلى ناديك قبل انتهاء الموسم بشهرين لإبلاغهما برغبتك في الرحيل وبالفعل أقدمت على ذلك الأمر وهو ما أغضب محمد رمضان مدير الكرة وقتها بالأهلي مني.

ما تفاصيل تلك الأزمة؟
محمد رمضان غضب بشدة وأكد لي أنني تسرعت في هذه الخطوة فأكدت له صعوبة استمراري حال بقاء هاريس، خاصة أنه كان ناجحا مع الفريق على كافة البطولات ومن ثم توقعت رحيله.

وماذا كان رد فعله؟
أبلغني أنه سيرفع في تقريره إلى لجنة الكرة أن الأهلي في حاجة إلى استمراره بشرط رحيل هاريس، ولكن مع بقاء الأخير سيصبح التعامل بيننا مستحيلا وبالفعل رحلت إلى الزمالك رغم أنني تعرضت لهجوم شديد وقتها من زملائي أحمد شوبير وعلاء عبد الصادق.

كيف؟
شوبير وهو زميل غرفة سنوات طويلة "أنت بتتكلم ازاى معقول تروح الزمالك بعد كل اللى انت عملته في الأهلي"، في حين خرج زميلي وأقرب أصدقائي بالأهلي علاء عبد الصادق لمهاجمتي بسبب الانتقال إلى الزمالك واستمرت مقاطعتي له عاما ونصف العام قبل أن نتصالح ونعود خاصة أنه الأقرب بالنسبة لي.

هل تتذكر قيمة عقدك مع الزمالك؟
نعم.. 60 ألف جنيه وكان عقدي سنتين ولكن بالطبع تم استقطاع الضرائب وقتها من قيمة عقدي.

كيف كانت رحلتك مع الزمالك وتحديدًا فريق الأحلام في هذا التوقيت؟
البداية كانت جيدة، حيث أحرزت هدفا في أول مباراة وبعدها لم أشارك في التالية ثم أحرزت هدفا آخر في المباراة الثالثة، ولكن الأمور لم تسر بشكل جيد خاصة أن الخلافات كانت مشتعلة بين ثنائي الجهاز الفني أحمد رفعت وفاروق جعفر وكان هذا الأمر سببا رئيسيا في فشل فريق الأحلام رغم قوة الأسماء التي تواجدت به وأتذكر أننا خسرنا الدوري وقتها رغم أننا كنا متفوقين على الأهلي بفارق كبير من النقاط حتى جاءت الخسارة أمام الأحمر في المباراة الشهيرة 0-2 التي انسحب فيها الزمالك وتم حل المجلس الذي أحضرني ولا أنسى مقولة ثابت البطل مدير الكرة بالأهلي وقتها عندما قال الدوري: لسه في الملعب رغم فارق النقاط الذي وصل إلى 13 نقطة تقريبًا"، ووقتها كنا متعجبين بشدة في الزمالك من تصريحات البطل.

هل لك ذكريات لا تنسى مع الزمالك؟
نعم.. قبل مباراة القمة في الدور الأول والتي انتهت بفوز الأهلي 2-0 كان من المفترض أن يكون التدريب خفيفا دون إجراء تقسيمة ولكن جعفر ورفعت تمسكا بضرورة إجراء تقسيمة وأثناء مشاركتي فيها تدخل نبيل محمود بقوة وركلني في الخلفية وتعرضت لمزق في الخلفية وسقط على الأرض من شدة الوجع وتم اتهامي وقتها بالخيانة وأنني أتهرب من المباراة وخرجت بعض الخزعبلات على أنني جاسوس الأهلي داخل ميت عقبة وغيرها من الأقاويل الكاذبة.

كيف رحلت عن الزمالك؟
قبل الحديث عن الرحيل أؤكد لك أنني لم أشارك سوى في مباريات قليلة جدًا ورغم ذلك كنت ثاني هداف بالفريق خلف أحمد الكاس، حيث أحرزت 6 أهداف في 8 مباريات.

وبالنسبة لرحيلك؟
تقدمت بشكوى ضد نادي الزمالك في الـ«فيفا» وحصلت على خطاب بأحقيتي في الرحيل وذهبت إلى أحمد شاكر رئيس شئون اللاعبين في اتحاد الكرة وتم إنهاء الأمر بشكل ودى مع الزمالك، حيث حصلت على خطاب الـ«فيفا» لإثبات حقي فقط وتلقيت عرضا كويتيا بعد ذلك من خلال بوكير مدرب الاتحاد والإسماعيلي بعد ذلك ولكن العرض كان من خلال إحدى شركات التسويق التي اشترطت الحصول على قيمة العقد بالكامل ومنحي راتب 4 أشهر فقط مدة التعاقد، ولكني رفضت وانتقلت بعدها إلى الكروم وأنهيت معه مشواري مع الكرة.

هل ندمت على اللعب للزمالك؟
لم أندم.. ولكن لو عاد بي الزمن لن أُقدم على هذه الخطوة حفاظًا على تاريخي مع الأهلي وهي الرسالة التي وجهتها إلى عماد متعب مهاجم الأهلي.

هل تواصلت معه؟
نعم.. سأقول لك أمرًا أعلن عنه للمرة الأولى وهي أنني بعد تناثر أنباء وأقاويل حول اقتراب متعب من الزمالك حصلت على رقمه من أحد الأصدقاء المشتركين وأبلغته أنني سأتواصل معه وبالفعل تواصلت معه ونصحته بعدم الانتقال إلى الزمالك للحفاظ على تاريخه الكبير مع الأهلي.

وماذا قال لك؟
نفى لى تماما فكرة التفاوض مع الزمالك وأكد أنها شائعات لا أساس لها من الصحة وأنه لا يفكر سوى في الأهلي أو الرحيل إلى الخارج حال وصول عرض جيد وهو الأمر الذي أخطأت فيه، حيث كان من الواجب أن أنتقل إلى الخارج حال رحيلي عن الأهلي ومن ثم تواصلت مع متعب لتقديم النصيحة له لأنني أقدر هذا اللاعب الموهوب.


ما توقعاتك لمستقبل محمد صلاح مع ليفربول؟
كنت أتمنى بقاءه في روما موسما آخر ولكن أتمنى له التوفيق في ليفربول رغم صعوبة المهمة ولكنه لاعب مجتهد وشرف للكرة المصرية والعربية.

هل تتابع الكرة المصرية عن كثب؟
نعم أتابع كل المباريات حتى لو كانت بين أندية المؤخرة وللعلم كنت متعاطفا جدًا مع أسامة عرابي زميل الملاعب في رحلته مع أسوان وأيضا النصر للتعدين، ويصل بى الحال أحيانا إلى متابعة 4 مباريات في توقيت واحد على كل أكثر من جهاز.

هل استحق الأهلي الدوري؟
الموسم لم يكن قويًا والمنافسة لم تكن بالقوة المطلوبة ولكن في النهاية فاز الأهلي.

ماذا عن المنتخب الوطني مع كوبر؟
بالأرقام كوبر نجح مع المنتخب فقد أعادنا لأفريقيا بعد غياب 3 بطولات، كما وصل بالفراعنة إلى النهائي هذا العام وقطع 95% من مشوار التأهل إلى كأس العالم، ولكن على المستوى الفني والجمالي والتكتيكي أرى أن كوبر لم يقدم جديدا وكوبر يذكرني بالكابتن محمود الجوهري في اتباع الأساليب الدفاعية البحتة واللعب على المرتدات.

ماذا نحتاج للوصول إلى كأس العالم؟
نحتاج إلى حسم تذكرة التأهل قبل لقاء غانا في الجولة الأخيرة وأرى أن المنتخب قد يتعادل أمام أوغندا في الجولة القادمة وسيفوز عليها في الجولة الرابعة وبعدها نفوز على الكونغو لحسم بطاقة التأهل خاصة أنني على يقين بتعثر المنتخب الغاني في إحدى جولاته الثلاث القادمة.

تعد الصديق المقرب لعلاء عبد الصادق مدير قطاع الكرة السابق بالأهلي.. كيف تقيم رحلته مع الأهلي؟
علاء تعرض لظلم كبير من محمود طاهر رئيس النادي وكنت أتمنى أن تنتهي الأمور بشكل أفضل من ذلك خاصة أن عبد الصادق دعم طاهر بشكل كبير في رحلة الوصول إلى رئاسة الأهلي والكل يعلم ذلك جيدًا وكان هناك طرق كثيرة لإنهاء الأمور بشكل أفضل مما حدث خاصة وأن عبد الصادق أنقذ طاهر في العديد من المحطات الصعبة وبالبلدي "كان شايل عنه كتير".

من الرئيس القادم للأهلي؟
أتمنى أن يكون محمود الخطيب، ولكن المنافسة ستكون شرسة جدًا مع محمود طاهر ولن تحسم بسهولة لأحدهما.

حدثنا عن أزمتك المرضية التي تعرضت لها في أمريكا؟
أزمتي الصحية كانت مفاجئة بالنسبة لي وجاءت دون مقدمات، حيث كنت ألعب مباراة مع بعض الأصدقاء في أمريكا وتعرضت لركلة قوية في "كليتي"، وأكملت اللعب دون مبالاة وعندما عدت للمنزل ودخلت للاستحمام فوجئت بكمية دماء كبيرة تخرج من جسدى وفي اليوم التالي قررت الذهاب للطبيب وفاجأني بأنني مصاب بـ"سرطان الكلى"، ولكن طبيبة العائلة في أمريكا طمأنتني وعرضت عليّ الذهاب لطبيب آخر وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تأكد تشخيص الطبيب الأول لحالتي وأبلغني بضرورة استئصال "الكلية اليمنى" وبعد كثير من المشاورات اتخذت قرارًا نهائيًا بإجراء العملية الجراحية واستئصال الكلية اليمنى، وتبين أن "الورم" كان خبيثًا بالفعل، وبعد العملية بشهرين أصيبت بـ"جلطة" وأنقذوني في المستشفى".

ماذا عن عملك في أمريكا؟
أتولى إدارة فرق الكرة داخل الأكاديمية السعودية في أمريكا وهي أكاديمية تعليمية رياضية بجانب عملي كمدرب بحكم شهادتي من كلية التربية الرياضية.

هل فكرت في العودة والعمل في الأهلي؟
نعم قبل عدة سنوات كان محمد رمضان مشرفًا على قطاع الكرة بالأهلي وأكدت له رغبتي في العودة للعمل في قطاع الناشئين بالأهلي ولكنه نصحني بالاستمرار في أمريكا لصعوبة الحياة في مصر ولتأمين مستقبل أسرتي، مشددًا لى أن العمل في الخارج أفضل كثيرًا من العودة وبالفعل بقيت في أمريكا برفقة أسرتي.

هل ما زلت تمارس الكرة وتسجل أهدافك المميزة؟
نعم.. شاركت الموسم الماضي في دوري للهواة فوق الـ35 عاما في منطقة فيرفاكس بولاية فيرجينيا وكان لكل فريق الحق في إشراك لاعبين تحت السن وقمت بضم نجلي فادي إلى فريقي وكنت أكبر لاعب في البطولة بـ 54 عاما وحصلنا على كأس البطولة وحصلت على لقب هداف البطولة بـ 22 هدفا.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية