رئيس التحرير
عصام كامل

وائل زايد يكتب.. فيس بوك وحرب المعلومات

وائل زايد
وائل زايد

لم يعد يخفى على أحد هذه النوعية من الحروب غير التقليدية التي اعتادت عليها الدول، وهي ما يطلق عليها حروب الجيل الرابع حرب لا تعتمد على الأسلحة والذخائر بصورة مباشرة.


تأتي حرب المعلومات والشائعات التي يتم تداولها في الوسائط الإعلامية المختلفة كأهم صور هذه الحروب خاصةً وسائل التواصل الاجتماعي وعلي رأسها فيس بوك.

تتعرض مصر لهذه الحرب بشكل واضح خاصةً أن الإحصائيات أظهرت أن عدد مستخدمي فيس بوك في مصر قارب من ٣٠ مليون مستخدم وأن ٥٢٪ منهم تقل أعمارهم عن ٢٥عاما مع اختلاف ثقافاتهم ودرجة وعيهم وتوجهاتهم وما يحدث أن الغالبية تقع فريسة لهذه الحرب الشرسة دون أن تدرك.

يكفي أن يقوم أحدهم بنشر معلومة أو خبر كاذب ومغلوط أو حتى خبر صحيح في جزء منه ومغرض وهادم في جزء آخر "السم في العسل " بهدف إحداث حالة من الإحباط والتشكيك وتثبيط الهمم وهدم الرموز لإفقادك الثقة في كل شيء والسيطرة على عقلك وافكارك عن طريق "بوست" يتم تداوله.

حرب باردة أثبتت نجاحها في تفتيت الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات والتي بدأت بانهيار حلف "وارسو"دون أن يفقد الطرف المنتصر جنديا واحدًا أو يطلق رصاصة..حرب أتت ثمارها التدميرية في الدول العربية بعد أن تم التلاعب بأفكار الشعوب فكل سلوك مادي للإنسان هو نتاج أفكاره فإن تمت السيطرة على الأفكار والعقول تم التحكم في السلوك.

عمل تخريبي موكول لبعض الجماعات القيام به بطريقه ممنهجه ومنتظمة عن طريق اللجان الإلكترونية وتستطيع أن تلاحظ ذلك في قيامهم بنشر معلومة في نفس التوقيت وإثارة الفتن والأزمات في نفس التوقيت من نفس المجموعه وحتى الظهور في وقت معين على صفحات التواصل للإيحاء بكثرتهم وهو غير صحيح.

وهناك من حسني النية أو غير المتخصصين من يقع دون قصد فريسة لهذه الحرب بمجرد مشاركته لهذه الأخبار والمعلومات التي تسلط الضوء طوال الوقت على السلبيات سواء سلبيات حقيقية أو مغلوطة مفتعلة وهو ليس بالأمر الجديد فغالبا يتم استخدام مجموعات متناحرة من داخل الدول المستهدفة كالجماعات الدينية أو الاقتصادية أو المليشيات المسلحة وفقا للتركيبه الداخلية لكل دولة.

يأتي دورك في مواجهة هذه الحرب الشرسة في ضرورة تحري الدقة والتأكد قبل مشاركة أي معلومة والتأكد منها من المصادر الرسمية وتفعيل القاعدة الإلهية التي تحكمنا "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين ".

في النهاية لا توجد دولة تخلو من السلبيات وكل ما علينا فعله هو الحيطة والحذر وإعمال العقل في محاولة التغلب عليها.

وحتى لاتصبح جنديا في معركة أنت لاتعرف شكل قائدها.. معركة أنت ضحيتها وأنت المستهدف منها، حفظ الله مصر.
الجريدة الرسمية