رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الأوائل كشفوا فشل نظام تعليمنا !


ما قاله أوائل الثانوية العامة هذا العام والأعوام السابقة أيضًا يضع أمام أعيننا حقيقة ناصعة تكشف عن الفشل العظيم الذي حققه تعليمنا، فقد اعترف هؤلاء الصفوة -وأغلبهم ينتمي لمدارس حكومية- بأنهم لم يذهبوا للمدارس، وأنهم اعتمدوا على دروس خصوصية، أنفقوا عليها آلاف الجنيهات.. هذا الاعتراف يعني مباشرة غياب أي دور فعال للمدرسة، ويعني أيضًا إهدار مليارات الجنيهات على صيانتها وطباعة الكتب المدرسية التي عزف عنها الطلاب إلى الكتب الخارجية وملازم الدروس الخصوصية، وأن ما ينفق على التعليم باهظ التكلفة؛ إذ يلتهم ثلث دخل الأسرة المصرية التي باتت ميزانيتها تشبه ميزانية الدولة، حيث تلتهم فوائد الديون والأجور نحو ثلثيها، ولا يتبقى لها إلا الثلث لينفق على التنمية وعلى الصحة والاستثمار والبنية الأساسية.. فهل ما يبقى للأسرة أو للدولة يكفي لبناء مواطن صالح ؟


مليارات الجنيهات يجرى إهدارها على تعليم عقيم، ما بين أجور مدرسين ودروس خصوصية لا يسدد أصحابها أي ضرائب للدولة ولا يؤدون الرسالة التربوية الأخلاقية بمعناها الأصيل، بينما حكومتنا المتعاقبة تمد يدها ذات اليمين وذات الشمال للحصول على أموال لبناء المدارس ثم تترك بعض المعلمين يمتصون دماء أولياء التلاميذ، حتى أن السناتر الخاصة تشهد طوابير طويلة للحجز فيها قبيل بدء العام الدراسي.. فمن المستفيد من ترهل تلك المنظومة وفسادها على هذا النحو ؟

لا شك أننا نفتقد كل شيء في تعليمنا، فلا هو صار تربويًا ولا هو يبني الأجسام بالرياضة ولا العقول بنور المعرفة، بل صار رحلة عذاب ودائرة جهنمية تدور فيها كل أسرة مصرية حتى يصل الابن للثانوية العامة ويحصل على مجموع صار للأسف مفتاح المستقبل لدخول الجامعة ثم التخرج للحصول على عمل أو الانضمام لصفوف آلاف العاطلين سنويًا.. وكثيرًا ما نجد طلابًا يلتحقون بكليات أو أقسامًا فرضها عليهم مجموعهم في الثانوية وهم لا يحبونها وقد يتركونها أو يستمرون فيها على مضض.. فهل ننتظر من الكارهين لدراستهم إبداعًا أو إنتاجًا خلاقًا.. أليس الإكراه هو الفشل بعينه ؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية