رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أنور السادات يكتب: قانون الثورة وضميرها

فيتو

في العدد 28 من مجلة التحرير عام 1953 كتب البكباشي أنور السادات مقالا في الذكرى الأولى لثورة 1952 يحث المواطنين على نبذ الخلافات بينهم والعمل على تحقيق أهداف الثورة قال فيه:


لن نضل الطريق أبدا.. فأعمالنا تصدر دائما عن إحساس الشعب.. ونحن لسنا إلى اليوم إلا في الثورة.. حقيقة يجب ألا تغيب عن الأذهان فمازلنا إلى اليوم في ثورة ويقتضينا شرف هذه الأمة وحاضرها ألا تغفل الأعين لحظة واحدة بل أن نسارع إلى الشر نمحوه في مهده قبل أن يستشري فيأتي على الأخضر واليابس.

ماذا يريدون من الثورة وهي تحمي مقدرات الشعب ومستقبله، وهناك عدو يعيش على أرض هذا الشعب ينفث سمومه بالفرقة والتخاذل، وعدو تستبد به الأطماع والشهوات.

هل يريدون من الثورة في كل هذا تغيير القوانين العادية بمنطقها وعقليتها لأنها السبيل الوحيد لتوفير الضمانات.. أية ضمانات هذه التي تكون عليها يا أهل العلم؟. 

الضمان الوحيد الذي أحسه وتحسه معي الملايين من هذا الشعب هو ضمير الثورة وهي أقوى وأسمى من كل الضمانات التي يعرفها الوجود.. أنه ضمير هذه الثورة الذي جنب الأرض الطيبة أنهارا من الدماء كان يجب أن تسيل فعلا قربانا لهذا الوطن.

أنه ضمير الثورة الذي أتى أول ما أتى على الظلم الاجتماعي فنسف تلك الصورة البشعة التي جعلت من طائفة قليلة أسيادا يملكون كل شيء.

أيها المواطنون أني أقولها صراحة وعن إيمان أن أحلك فترة مرت بهذا البلد هي تلك الفترة التي سيطرت فيها تلك العقلية الجدلية على مصائر هذا الوطن فانقلب الباطل حقا وعشنا زهاء نصف قرن في مناقشات وخطب وهتافات.

عشنا نستصرخ القوانين التي أباها الدستور لكي تحكم فئة دون فئة فتنعم للمغانم والاسلاب.. وعلمنا الجدل أن نطحن بعضنا بعضا وسخر منهم المستعمر فأذلهم بلقمة الحكم وأذل بالتالي البلاد واستباح حرماتها.

أيها المواطنون انبذوا هؤلاء الجدليون وانبذوا معهم جيلا مضى من الفرقة وآمنوا معي بالهنا العظيم الذي لا يحبنا إلا شرفاء أقوياء ولنسأله جميعا أن يمنعنا الجدل أن يهبنا العمل.
Advertisements
الجريدة الرسمية