رئيس التحرير
عصام كامل

ميادة عابدين تكتب: معلش

فيتو

تعرفوا إن كلمة معلش اللى عمالين نقولها عمال على بطال وبمناسبة وغير مناسبة وسواء تنفع في الموقف اللى بتتقال في ولالا، أصلها إيه؟ أصلها ماعليه شيء، كان بيقولها القاضي زمان لما شخص يحصل على البراءة، يعني بريء يا بيه.


بس احنا شعب له العجب، مبيسبش حاجة على حالتها، وقرر يستعملها استعماله الشخصي، معلش وحكايات معلش هتكون حكايات اجتماعية حقيقية واقعية هنشوف مع بعض ينفع يتقال فيها معلش ولا بريء يا بيه، مريم بنت البواب والثانوية العامة، يعني إيه بنت البواب تحصل على 99% في الثانوية العامة.

جميع الجرايد والمجلات والصحف والمواقع الألكترونية مكنش ليها سيرة في اليومين اللي فاتوا غير حكاية مريم بنت البواب، الحاصلة على 99% في الثانوية العامة، وكل عناوينها المتعلقة بالموضوع ده كلها واحدة، لازم تبقى كلمة بنت البواب في أول الخبر أو نصه أو في آخره، المهم لازم تبقى متبروزة في العنوان، وكل الناس بقه هاصت في الهيصة اللى شكر مريم واللى اتبرعلها واللى اعتبرها فخر وحدوته وحكاية لازم كل الناس تفضل تحكى وتتحاكى فيها.

طبعا مريم فخر وحكاية وحدوتة ولازم تدرس لأولادنا جميعا، ولازم تتكرم من كل الجهات بس مش علشان هيه بنت البواب اللى جابت 99% في الثانوية العامة، لأ ده علشان هيه فتاة ملتزمة ومسؤلة ومتفوقة، حست بمسؤلية تجاه نفسها وأهلها ومستقبلها، وقررت إنها توصل لحلمها، واللي نفسها فيه نكرم مريم علشان طالبة تفوقت على نفسها وعلى ظروفها لو كنا هنقول أن مريم عندها ظروف أصلا.

هوة احنا ليه مجتمع اتعامل مع مريم على إنها حالة، مريم مش حالة، وأبوها البواب مش حالة، البواب شغلانة زى أي شغلانة، زى الفلاح وزى الموظف والدكتور والنجار، وظيفه زى أي وظيفة.

راجل سوى جدا أكيد طبعا اللى يربى بنت زى دى بالتفوق وأرضا والأخلاق دى يبقى راجل سوى جدا، ومسئول أكتر من ناس تانية، لو عاوزين نكرم مريم علشان ظروفها الاجتماعية البسيطة هقول برضه الظروف الاجتماعية البسيطة عمرها ما كانت عائقا لأي نجاح، على فكرة البواب اللى الكل فرحان إن بنته جابت 99% في الثانوية العامة ممكن يكون وفر لبنته المناخ الصحي والمعنوي اللى تقدر تذاكر فيه، واللى كتير من ناس ناس تانيه ميقدروش يوفروه لأولادهم رغم إنهم ممكن يكونوا عايشين في مستويات اجتماعية متوفر فيها الجانب المادي. 

أن كل مقابل حد أو اسمع حد والاقيه يمصمص بشفايفه أو يظهر على وشه علامات الحنيه على بنت البواب اللى تفوقت في الثانويه العامه احس بالخجل والله من عقولنا اللى لسه عايشه في الضباب ,

على فكرة ايا كان البنت عندها رضا بالوضع اللى هيه في ايا كان والدها وولدتها واخواتها راضين بالعناوين اللى في الجرايد والتليفزيون ,كفايه أمراض مجتمعيه بقه ,كفايه ناس تطلع تقول والله يامريم احنا اللى فقرا مش انتى، بلاش تصعبوها عالبنت ايا كانت هيه متقبله وراضيه بلاش نفضل نسلط الاضواء على بنت البواب، البواب والزبال والفران والمكوجى والدكتور والمهندس والظابط كلها وظائف احنا بنحتاجها، كلها وظائف فقط لاتصنع بنى ادم، البنت دلوقتى فرحانه بابتفوقها بس كفايه يجماعه بنت البواب دى.

مريم فخر لكل اللى في سنها مريم مثل لازم كل الشباب يعتبرة مثل اعلى فقط لأنها متفوقه وأخلاقها عاليه، لو كان الغرض من تكرار عناوين بنت البواب الحاصله على 99% في الثانويه العامه خير علشان شبابنا يسيروا على نفس النهج فكان ممكن يبقى في سيناريوهات أخرى يظهر بها هذا الجانب، اما إذا كان الغرض التقليل من قيمه وشأن وظيفه البواب وانه حصل عنده إنجاز عظيم وبنته تفوقت على ولاد ناس كتير بشتغلو وظايف تانيه احسن من البواب فلازم نقول كفاية أمراض بقه، كفايه تدمير في نفسيات الناس.

سؤال صغير كدا للستات الهوانم الجميلات اللى اشادوا بمريم وكتبوا عن ابوها البواب قصايد شعر، هل لو ليكى ابن قالك في يوم من الأيام عاوز اتجوز مريم هتوافقى.

سؤال تانى هل مريم بنت البواب ممكن تحصل على منصب مهم لو استمر تفوقها ده، المتميزة الجميله مريم ووالدها المحترم واسرتها الكريمه لكم كل التقدير والاحترام على كل ماقدمتوه وستقدموه للمجتمع رسائل محترمه تتلخص في تقديم نماذج لابد أن نسير على حطاها مثل مريم.

والى كل من يعتبر عناوين بنت البواب الحاصلة على 99%عناوين جذابه كفاكم أمراض وسيبوا الناس تعيش في سلام نفسى,بطلوا تتعاملوا مع الشخص على أنه ابن مين ومتربى فين,اتعاملوا مع الشخص على أنه عمل ايه لمجتمعه ولنفسه,اتعاملوا مع اخلاقه,فعلا مريم انتى تستحقى التقدير لانك لازم تدى دروس عظيمه في الرضا وتحقيق الذات، وياريت كلنا نقول لنفسنا معلش على اننا بنهيص في الهيصه ومبنركزش.
الجريدة الرسمية